بريطانيا وتركيا تستعدان لتوقيع اتفاق تجاري جديد في 2026
تتجه بريطانيا وتركيا نحو مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، مع اقتراب التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة يُتوقع أن تدخل حيّز التنفيذ في النصف الثاني من عام 2026، في خطوة يُنظر إليها على أنها تعزيز استراتيجي للعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وأكد رئيس غرفة التجارة البريطانية في تركيا، كريس غاونت، أن المفاوضات تسير في مسار إيجابي، مشيرًا إلى أن الاتفاق المرتقب بات في مرحلته الثالثة، ما يعكس تقدمًا ملموسًا في العملية التفاوضية.
وقال غاونت في تصريحات لوكالة الأناضول: إن «كل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح»، لافتًا إلى أن الإمكانات الاقتصادية في تركيا «مرتفعة للغاية»، في وقت تواصل فيه المملكة المتحدة جذب المصدّرين، ولا سيما في القطاعات التكنولوجية المتقدمة.
آفاق أوسع للتجارة والاستثمار
ويُتوقع أن يفتح الاتفاق التجاري الجديد آفاقًا أوسع للتعاون بين أنقرة ولندن، ولا يقتصر ذلك على تعزيز التبادل التجاري القائم، بل يشمل أيضًا التوسع في قطاعات حديثة وواعدة، من بينها التكنولوجيا المالية (فينتك) وتقنيات البناء، وهي مجالات تشهد نموًّا متسارعًا في كلا البلدين.
وأوضح غاونت أن عددًا متزايدًا من شركات التكنولوجيا التركية يتجه إلى بريطانيا لتأسيس أعماله هناك، مستفيدًا من بيئة تمويل قوية وبنية تحتية متقدمة لبناء القدرات، مضيفًا أن تركيز السوق البريطانية المتزايد على الذكاء الاصطناعي يجعلها وجهة جذابة للشركات التركية العاملة في هذا المجال.
علاقات اقتصادية راسخة
وتأتي هذه التطورات في سياق علاقة اقتصادية طويلة الأمد بين البلدين، حيث تُعد بريطانيا سابع أكبر مستثمر أجنبي في تركيا، وهو ما يعكس متانة الروابط الاستثمارية والثقة المتبادلة بين الجانبين.
وبحسَب بيانات الحكومة البريطانية، يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وبريطانيا نحو 28 مليار باوند، أي ما يعادل 37 مليار دولار، ما يضع تركيا في المرتبة السابعة عشرة بين أكبر الشركاء التجاريين لبريطانيا. وتشير الأرقام إلى أن هذا النشاط التجاري يدعم أكثر من 57 ألف وظيفة، ما يمنحه أهمية اقتصادية واجتماعية ملموسة في كلا البلدين.
ميزان تجاري وفرص توازن أكبر
وفيما يتعلق بالميزان التجاري، أوضح غاونت أن تركيا تتمتع حاليًّا بميزة نسبية، إذ تُشكّل الصادرات التركية نحو 60 في المئة من إجمالي حجم التبادل، مقابل 40 في المئة للصادرات البريطانية. ومع ذلك، يُتوقع أن يسهم الاتفاق المرتقب في تعزيز حركة التجارة في الاتجاهين، والمساعدة على تحقيق توازن أكبر في أحجام التبادل التجاري الإجمالية.
وأكد رئيس غرفة التجارة البريطانية في تركيا أن أنقرة تُعد «سوقًا ذات أولوية» بالنسبة لبريطانيا، مشيرًا إلى أن توقيع الاتفاق سيعزز ثقة المستثمرين ويشجع على ضخ استثمارات جديدة في كلا الاتجاهين.
واختتم غاونت تصريحاته بالتأكيد على أن «المستقبل يبدو إيجابيًّا»، في ظل المؤشرات الحالية التي تعكس رغبة مشتركة لدى لندن وأنقرة في توثيق الشراكة الاقتصادية وبناء إطار تجاري أكثر شمولًا واستدامة مع دخول عام 2026.
المصدر: الأناضول
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
