العرب في بريطانيا | بريطانيا تهدد بالاعتراف بفلسطين في سبتمبر إن لم...

بريطانيا تهدد بالاعتراف بفلسطين في سبتمبر إن لم توقف إسرائيل عدوانها

بريطانيا تهدد بالاعتراف بفلسطين في سبتمبر إن لم توقف إسرائيل عدوانها
خلود العيط July 30, 2025

في خطوة سياسية مشروطة تُثير جدلًا واسع النطاق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده قد تعترف رسميًّا بفلسطين في سبتمبر المقبل، لكن فقط إذا لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار، ولم تتعهد بعدم ضم الضفة الغربية، ولم تنخرط فيما وصفه بـ”عملية سلام طويلة الأمد”.

القرار البريطاني، الذي يأتي على وقع المجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة، لا يُقدَّم باعتباره دعمًا للحق الفلسطيني المشروع في الدولة، بل بوصفه ورقة ضغط على حكومة الاحتلال لدفعها إلى مسار تفاوضي، وصفه مراقبون بأنه لا يفيد إلا في تحسين صورة إسرائيل دوليًّا، دون مساءلتها عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

وبحسَب مصادر حكومية، قطع رئيس الوزراء كير ستارمر عطلة الوزراء الصيفية لاستدعائهم وإقرار خطة السلام الجديدة، وذلك بعد لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اسكتلندا. ومع أن ترامب نفى مناقشة هذا الملف خلال الاجتماع، فقد صرّح بأنه “لا يرى بأسًا” في اتخاذ بريطانيا هذا الموقف، حتى لو لم يوافق عليه شخصيًّا!

ستارمر يبدأ الهجوم… على الضحية!

ستارمر يُتهم بالتصرف كديكتاتور لهذا السبب

 

وبطريقة لافتة، استهل ستارمر خطابه بشأن ما وصفه بـ”الاعتراف المشروط” لدولة فلسطين بهجوم على حركة حماس، محمّلًا إياها مسؤولية الإبادة الجارية في غزة، في تبنٍّ واضح لرواية الاحتلال الإسرائيلي، وتجاهل فجّ للواقع الميداني حيث يُقتل المدنيون يوميًّا بقصف جوي وبرّي لا يفرّق بين امرأة وطفل.

وقال ستارمر للصحفيين: إن الوضع الإنساني “يتدهور يومًا بعد يوم”، مضيفًا أن الوقت قد حان للتحرك في ظل تراجع فرص حلّ الدولتين، لكنه حرص على التأكيد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يتم إلا “في لحظة التأثير القصوى لخدمة هذا الحل”. وهي لحظة تبدو مرهونة بشروط تُقرّرها إسرائيل نفسها.

بمعنى آخر، إذا أبدت إسرائيل تجاوبًا شكليًّا مع شروط بريطانيا -وقف مؤقت لإطلاق النار، وتعهّد بعدم الضم، ومجرد حديث عن السلام- فإن لندن ستُجمّد خطوة الاعتراف.

وبينما تحدث ستارمر عن ضرورة إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًّا إلى غزة وانتقد تجويع الأطفال، تجنّب بوضوح تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن هذا الحصار المُميت، رغم أن الأمم المتحدة وصفت الوضع في غزة بأنه “أسوأ كارثة إنسانية يشهدها القرن”، حيث يتكرر سيناريو المجاعات التي حصلت في إثيوبيا وبيافرا.

وتُشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 60 ألف فلسطيني استُشهدوا في العدوان الإسرائيلي، نصفهم من النساء والأطفال، في وقت تواصل فيه إسرائيل منع دخول المساعدات الأساسية، وتقييد حركة شاحنات الغذاء والدواء.

هل هو اعتراف أم صفقة مشروطة؟

الحكومة تمنع الجامعات من فرض حظر شامل على احتجاجات الطلاب

الجدل لا يتعلق بالتوقيت فقط، بل بالمبدأ. فوفقًا لمراقبين، فإن اتخاذ مسألة الاعتراف بفلسطين ورقة تفاوضية “ليس عدلًا، بل صفقة مشروطة بموافقة القاتل”.
ويرى هؤلاء أن بريطانيا تُكرّس المعادلة الظالمة التي تساوي بين الضحية والجلاد، في وقت يُتوقع منها أن تُبادر إلى الاعتراف بدولة فلسطين؛ أسوة بما فعلته نحو 140 دولة أخرى حول العالم.

ويقول مراقبون: إن حكومة ستارمر لا تزال تتردد في اتخاذ موقف أخلاقي حاسم، وتتعامل مع الاعتراف بفلسطين كأداة للضغط على إسرائيل للقبول بـ”سلام زائف” لا ينهي الاحتلال، ولا يعيد الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني.

وفي موقف يُعبّر عن ازدواجية الرؤية البريطانية، أشار وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أن بلاده “تتحمل مسؤولية خاصة” تجاه حلّ الدولتين؛ نظرًا لدورها التاريخي في إنشاء الدولة اليهودية منذ عام 1917. لكنه لم يُقدّم أي مراجعة أو اعتذار عن تلك الحقبة، مكتفيًا بانتقاد حكومة نتنياهو لرفضها حلّ الدولتين، ووصف هذا الرفض بأنه “خطأ أخلاقي واستراتيجي”.

هذا وترى منصة العرب في بريطانيا أن إعلان الاعتراف بدولة فلسطين يجب ألا يُستخدم كورقة مساومة أو وسيلة لتحسين صورة الاحتلال، بل كخطوة أخلاقية وقانونية طال انتظارها.

إن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم ليس مشروطًا بقبول إسرائيل، ولا يجوز ربطه بعملية سياسية قد تكون مجرد غطاء لمواصلة جرائم الحرب.

وتؤكد المنصة أن الاعتراف يجب أن يكون مقدمة لمحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من فظائع في غزة والضفة الغربية، لا جزءًا من صفقة سياسية تعيد إنتاج الظلم باسم “السلام”.

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
4:50 am, Jul 31, 2025
temperature icon 15°C
broken clouds
85 %
1017 mb
1 mph
Wind Gust 2 mph
Clouds 51%
Visibility 10 km
Sunrise 5:22 am
Sunset 8:50 pm