بريطانيا تنتفض ضد دعاة العنصرية ومتطرفو اليمين يختفون تدريجيا
تجمّع مساء أمس الأربعاء الآلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية والتطرف في مختلف بلدات إنجلترا ومدنها؛ لمواجهة احتجاجات اليمين المتطرف، وإحباط مخططاتهم الساعية لنشر العنصرية والتعصب، والتأكيد على وحدة المجتمع البريطاني وتماسكه.
وتأتي هذه المظاهرات في رد على أعمال الشغب والفوضى، التي تسببت بها احتجاجات اليمين المتطرف في بريطانيا منذ حادثة الطعن التي ذهبت ضحيتها ثلاث فتيات صغيرات في مدينة ساوثبورت، والتي استغلّها اليمين المتطرف لنشر سموم العنصرية، والترويج لمعلومات مضللة عبر الإنترنت عن هُوية منفذ الهجوم.
بريطانيا تنتفض ضد العنصرية والتطرف!
وفي مدينو هارو (Harrow) رفع المتظاهرون السلميون لافتات كُتب عليها: “نُرحّب باللاجئين” و”أوقفوا اليمين المتطرف”، مؤكدين رفضهم للكراهية والانقسام. وكانت الأجواء هادئة وسلمية، ولم تُسجّل أي اشتباكات مع الشرطة، التي كانت قد اتخذت إجراءات احترازية بدلًا من المواجهات المباشرة.
وأغلقت بعض المتاجر المحلية في الشوارع الرئيسة أبوابها مبكرًا؛ تحسبًا لمزيد من أعمال العنف. وطلبت الشرطة من محامي الهجرة العمل من المنزل، بعد مشاركة قوائم شركات المحاماة ووكالات الاستشارة في مجموعات المحادثة الخاصة باليمين المتطرف بوصفها أهدافًا محتملة.
وفي نيوكاسل، تجمع نحو ألف متظاهر على الرصيف أمام مركز بيكون، حيث كانت شركة لخدمات الهجرة أيضًا ضمن قائمة أهداف اليمين المتطرف. وأكد المتظاهرون عبر مكبرات الصوت أنهم لا يخافون من خطابات اليمين المتطرف، وأنهم عازمون على التصدي لكل من يهدد تماسك المجتمع وأمنه واستقراره.
وفي برايتون، تجمع متظاهرون من السكان المحليين خارج مبنى اعتقدوا أنه يضم مكتب محامٍ متخصص في قانون الجنسية واللاجئين. كما هتف المتظاهرون في مواجهة مجموعة صغيرة من المتظاهرين اليمينيين المتطرفين: “لقد جئتم إلى المدينة الخطأ”، و”اخرجوا من شوارعنا أيها الحثالة النازية”.
وفي ساوثهامبتون، تجمع ما بين 300 و400 متظاهر في ساحة جروسفينور، مرددين هتافات: “أيها العنصريون عودوا إلى دياركم”، و”أبعدوا العنصرية عن شوارعنا”.
وتحولت الساحات في والثامستو وبريستول إلى ساحات تضامن، حيث اجتمع المتظاهرون المناهضون لعنصرية اليمين المتطرف، وهتفوا: “الكراهية غير مرحب بها هنا” و”شوارعنا ليست شوارعكم”. ولم تكن هذه المظاهرات مجرد احتجاجات ضد عنصرية اليمين المتطرف وعنفه، بل كانت تأكيدات على المعتقدات الأساسية للمجتمع البريطاني في المساواة والاحترام المتبادل.
إن هذه الاستجابة الوطنية ضد أجندة اليمين المتطرف لا تسلط الضوء على التأثير المتلاشي للأفكار المتطرفة فحسب، بل تؤكد أيضًا وحدة المجتمع البريطاني، واستمراره في الدعوة إلى مجتمع يحترم الجميع ويُرحّب بهم!
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇