بريطانيا تمضي قدماً في خططها لتضييق الهجرة مع ترحيل مهاجر ثانٍ إلى فرنسا
أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن ترحيل رجل إريتري إلى فرنسا بموجب اتفاقية “واحد يدخل، واحد يخرج” التي أبرمتها المملكة المتحدة مع الدولة المجاورة. وكان الرجل على متن رحلة غادرت مطار هيثرو إلى باريس الساعة 6:15 صباح يوم الجمعة، بعد أن خسر محاولة أمام المحكمة العليا لوقف الترحيل.
يأتي هذا الإجراء في إطار تبادل المهاجرين، حيث يُسمح للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات في فرنسا ويُوافق على قدومهم إلى بريطانيا بالدخول، مقابل ترحيل من يصلون إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني.
عملية الترحيل الأولى والمبادرة الحكومية

وكان أول شخص يتم ترحيله بموجب الاتفاقية هو مواطن هندي وصل إلى المملكة المتحدة عبر قارب صغير في أغسطس، وتم وضعه على رحلة إلى فرنسا صباح الخميس. وتأتي هذه الخطوة وسط ضغوط متزايدة على الحكومة للتعامل مع أزمة القوارب الصغيرة، في وقت اقترح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر استخدام الجيش لوقف الهجرة غير الشرعية.
وقالت وزيرة الداخلية شابانا محمود إن عملية الترحيل الأولى أظهرت للمتسللين عبر القنال الإنجليزي أن “إذا دخلت المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، فسنسعى لإعادتك”. وأضافت أنها ستواصل تحدي أي محاولات “متأخرة ومتعمدة” لإحباط الترحيل في المحاكم.
التدقيق القانوني والطعون القضائية
واجهت اتفاقية الترحيل تدقيقًا متزايدًا بعد تقارير عن إلغاء رحلات الترحيل في وقت سابق من الأسبوع. وكانت هناك حالة لرجل إريتري آخر طلب من المحكمة العليا يوم الثلاثاء إيقاف ترحيله مؤقتًا بعد أن وجدت المحكمة وجود “مسألة جدية يجب النظر فيها” حول قانونية ترحيله وسط مزاعم بأنه ضحية للاتجار بالبشر.
لكن يوم الخميس، وفي التحدي القانوني الثاني المقدم ضد وزارة الداخلية بشأن الاتفاقية، رفض نفس القاضي طلب الرجل للحصول على تدابير مؤقتة قبل التحدي القانوني الكامل ضد قرار ترحيله.
وجادل محامو الرجل، الذي لم يُكشف عن اسمه، بأن القرار كان “غير عادل من الناحية الإجرائية” لأنه لم يُمنح فرصة كافية لتقديم الأدلة التي تدعم مزاعمه بأنه “ضحية مزعومة للاتجار”.
وفي حكمه، قال القاضي السيد شيلدون: “لا توجد مسألة جدية للنظر فيها في هذه القضية”، مشيرًا إلى أن الرجل قدم روايات متباينة حول مزاعمه المتعلقة بالاتجار بالبشر.
الاتفاقية التجريبية مع فرنسا وأهدافها

تم الاتفاق على تجربة الاتفاقية التجريبية مع الحكومة الفرنسية في يوليو، كجزء من جهود بريطانيا لردع العدد القياسي من الوافدين عبر القوارب الصغيرة.
وبعد ساعات من أول عملية ترحيل بموجب الاتفاقية، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء البريطاني إلى إشراك الجيش، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي مشترك في تشيكرز أن المملكة المتحدة تواجه تحديًا مشابهًا لتأمين الحدود، وأضاف: “هناك أشخاص يأتون، وأخبرت رئيس الوزراء أنني سأوقف ذلك، ولا يهم إذا استدعيت الجيش، ولا يهم أي وسيلة تستخدمها. إنه يدمر الدول من الداخل، ونحن الآن في الواقع نعيد الكثير من الأشخاص الذين دخلوا إلى بلدنا”.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن تجربة الاتفاقية البريطانية الفرنسية تمثل خطوة صارمة وواضحة من الحكومة لمحاولة تنظيم الهجرة والحد من تدفق الوافدين غير النظاميين، لكنها تؤكد أن الحلول طويلة الأمد يجب أن تشمل معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وضمان حماية حقوق المهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر. وتدعو المنصة إلى توازن بين الأمن الوطني والإنسانية، بما يتماشى مع القيم القانونية والمعايير الدولية.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
