بريطانيا تشدد شروط لمّ شمل عائلات طالبي اللجوء.. التفاصيل كاملة

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر عن خطط لتشديد القواعد الخاصة بالمهاجرين الذين مُنحوا حق اللجوء في المملكة المتحدة ويرغبون في جلب عائلاتهم. وتشمل التغييرات المقترحة فرض معايير أكثر صرامة في اللغة الإنجليزية، ومتطلبات مالية جديدة لضمان القدرة على إعالة أفراد الأسرة.
إصلاح نظام الطعون وإنهاء فنادق اللجوء

ومن المقرر أن تعرض كوبر أمام البرلمان إصلاحات جديدة لنظام الطعون في قضايا اللجوء، مؤكدة أن الهدف هو إصلاح نظام “معطل” ووضع حد للاعتماد على الفنادق لإيواء المهاجرين. وتأتي هذه الخطوة بعد انتقادات حادة لاستخدام الفنادق كحل مؤقت للأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء القادمين عبر القوارب الصغيرة.
انتقادات من المعارضة
حزب المحافظين وصف التغييرات بأنها مجرد “تعديل طفيف”، معتبرًا أن الحكومة في “حالة إنكار” لحجم أزمة الحدود. وقال وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، إن “الأشخاص الذين يعبرون القناة بشكل غير قانوني لا ينبغي أن يُسمح لهم بجلب أي فرد من عائلاتهم”، داعيًا إلى ترحيل فوري لكل من يدخل البلاد بطرق غير شرعية.
أما حزب ريفورم البريطاني، فاتهم الحكومة بالفشل في مواجهة أزمة الهجرة، مؤكداً امتلاكه خطة لترحيل أكثر من 600 ألف مهاجر غير شرعي في حال فوزه بالانتخابات.
توافق أوروبي وتحديات قانونية
كوبر أوضحت أن القيود الجديدة تهدف إلى مواءمة سياسات بريطانيا مع دول أوروبية أخرى فرضت إجراءات مماثلة. كما لفتت إلى أن الحكومة تراجع تطبيق حقوق “الحياة الأسرية” المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) على قضايا الهجرة، مؤكدة أنها لا تنوي الانسحاب من الاتفاقية، خلافًا لدعوات من بعض السياسيين والمحافظين.
مكافحة شبكات التهريب
أشارت وزيرة الداخلية إلى أن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة نفذت 347 عملية لتعطيل شبكات تهريب البشر في عامي 2024-2025، وهو رقم قياسي بزيادة 40% عن العام السابق. واعتبرت أن هذه الجهود تركت “أثرًا طويل المدى” على عمل العصابات.
أعداد المهاجرين عبر القناة
وصل أكثر من 28 ألف مهاجر إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة منذ بداية عام 2025، فيما تجاوز العدد 50 ألفًا منذ تولي حزب العمال السلطة في يوليو 2024. ورغم تراجع عدد القوارب في أغسطس إلى 55 فقط، وهو أدنى معدل منذ 2019، فإن المهربين زادوا من عدد الركاب في كل قارب ليصل إلى متوسط 65 شخصًا.
الاتفاق مع فرنسا
كشفت كوبر عن تفاصيل اتفاق تجريبي مع فرنسا يقضي بإعادة بعض المهاجرين الذين يصلون عبر القناة. ومن المقرر أن تستمر التجربة 11 شهرًا، مع بدء أول عمليات الترحيل خلال الأسابيع المقبلة.
قضايا الفنادق والجدل المحلي
حكمت محكمة الاستئناف لصالح وزارة الداخلية بالسماح باستخدام فندق بيل في إيبينغ لإيواء طالبي اللجوء، بعد أن طُعن في القرار من قبل المجلس المحلي. وتستعد المحكمة العليا لعقد جلسة منتصف أكتوبر للفصل في القضية بشكل نهائي.
الحكومة تؤكد أنها ستوقف استخدام الفنادق بحلول نهاية الدورة البرلمانية الحالية، بينما تواصل بعض المجالس المحلية رفع دعاوى لوقف إيواء طالبي اللجوء في مناطقها. من جهتها، دعت زعيمة المحافظين كيمي بادنوك المجالس التي يقودها حزبها إلى الاستمرار في الطعون القانونية.
احتجاجات في الشارع
شهدت عدة مدن بريطانية مظاهرات ضد إيواء طالبي اللجوء في الفنادق، بينها إيبينغ ولندن وغلوستر وبورتسموث ووارينغتون ونورويتش وفالكيرك، فيما اندلعت احتجاجات مضادة داعمة للاجئين. وقد تأججت الاحتجاجات بعد توقيف طالب لجوء مقيم في فندق بيل واتهامه بارتكاب جرائم بينها اعتداء جنسي على فتاة قاصر.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن أي إصلاحات في نظام اللجوء يجب أن تحقق توازنًا بين حماية أمن البلاد وضمان حقوق الإنسان. فبينما يحق للحكومة معالجة تحديات الهجرة وضمان إدارة منظمة للنظام، من المهم أيضًا ألا تؤدي هذه الإجراءات إلى الإضرار بحقوق اللاجئين أو زيادة معاناتهم. وتؤكد المنصة أن بريطانيا، بتاريخها الطويل في إيواء المضطهدين، قادرة على إيجاد حلول عادلة تحافظ على أمنها واستقرارها من دون المساس بالقيم الإنسانية التي تشكل أساسًا لمكانتها العالمية.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇