بريطانيا تستقبل الرئيس الإسرائيلي وسط غضب شعبي غير مسبوق
تستعد بريطانيا الأسبوع المقبل لاستقبال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في زيارة رسمية مثيرة للجدل، وسط موجة غضب غير مسبوقة في الأوساط الشعبية والسياسية، تزامناً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا.
ومن المقرر أن يصل هرتسوغ إلى لندن يومي الأربعاء والخميس، في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع منذ أشهر، فيما تقترب الحكومة البريطانية من الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يزيد من حساسية التوقيت.
تصريحات هرتسوغ تحت مجهر الانتقادات
ورغم أن منصب هرتسوغ بروتوكولي بالأساس، إلا أن مواقفه التصعيدية، خاصة حين اعتبر أن جميع سكان غزة “مسؤولون بشكل مباشر” عن هجوم حماس في 7 أكتوبر، جعلت زيارته إلى بريطانيا محاطة بانتقادات حادة. وقد استشهدت محكمة العدل الدولية بهذا التصريح في قرارها الذي حذر من خطر وشيك للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
انقسام داخل حزب العمال
داخل حزب العمال، تصاعدت الأصوات الرافضة للقاء هرتسوغ. النائبة سارة تشامبيون شددت على أن أي لقاء رسمي معه “يبعث برسالة خطيرة”، مؤكدة أن بريطانيا نفسها أقرت بـ”احتمال” ارتكاب جيش الإبادة الجماعية. أما وزير المالية السابق في حكومة الظل جون ماكدونيل، فقد وصف السماح لهرتسوغ بدخول البلاد بأنه “إهانة لضحايا غزة”، مؤكداً أن الأخير يمثل حكومة “تقتل الأطفال الفلسطينيين يومياً”.
النائب العمالي كليف لويس دعا بدوره إلى الحذر الشديد، معتبراً أن مجرد الاجتماع بهرتسوغ سيكون “بياناً سياسياً بحد ذاته”، فيما رأت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية إميلي ثورنبري أنه لا بد من استغلال الزيارة لطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، مؤكدة أن “الحل الوحيد هو الاعتراف بدولة فلسطينية”.
موقف الحكومة البريطانية
الحكومة البريطانية من جهتها لم تؤكد حتى الآن أي لقاء رسمي بين هرتسوغ ورئيس الوزراء كير ستارمر، في وقت تتعرض فيه لضغوط داخلية وخارجية متزايدة لتبني موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. وقد فرضت لندن بالفعل عقوبات على وزراء إسرائيليين متشددين، وأعلن ستارمر عزمه التنسيق مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، لكن منتقدين اعتبروا أن هذه الخطوات غير كافية أمام حجم المأساة الإنسانية في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 65 ألف قتيل وفق وزارة الصحة في القطاع.
استقبال الرئيس الإسرائيلي في لندن، في ظل الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة، يكشف عن فجوة خطيرة بين التصريحات البريطانية بشأن “خطر الإبادة الجماعية” وبين سياساتها الفعلية. إن الغضب الشعبي العارم يفرض على الحكومة أن تتخذ موقفاً أكثر وضوحاً وحزماً، لا يكتفي بالعقوبات الرمزية أو الوعود الدبلوماسية، بل يترجم إلى خطوات عملية أبرزها الاعتراف بدولة فلسطين والضغط الجاد لوقف العدوان على غزة.
المصدر: الجارديان
—————————————————————
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
