بريطانيا تستقبل أول مجموعة من أطفال غزة للعلاج في ظل استمرار الإبادة

غادرت المجموعة الأولى من الأطفال الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة والمرضى غزة، متجهين إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج ضمن هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS). وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها التي تنفذها الحكومة البريطانية عبر عملية منسقة بين وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة.
تأكيد حكومي ومتابعة إعلامية

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية، يفيت كوبر، إجلاء الأطفال في مقابلة مع صحيفة ديلي ميرور. كما أوضح مصدر في وزارة الخارجية لبي بي سي (BBC) أن التقرير صحيح، وأن الأطفال سيصلون إلى بريطانيا خلال الأيام المقبلة.
عدد الأطفال المجلَين ومرافقة ذويهم
لم تكشف كوبر عن حجم المجموعة الأولى، لكن معلومات الـBBC تشير إلى أنها تضم ما بين 30 و50 طفلاً فلسطينياً. وبحسب صحيفة الميرور، يُسمح بمرافقة أفراد من العائلات للأطفال عند الحاجة.
جهود دبلوماسية موازية
أشارت وزيرة الخارجية إلى أن عملية الإجلاء تطلبت “الكثير من العمل الدبلوماسي” لتأمين خروج الأطفال من غزة، مؤكدة إصرارها على مواصلة الجهود لمساعدة العائلات المصابة، إلى جانب دعم الطلاب الفلسطينيين الذين حصلوا على مقاعد دراسية في الجامعات البريطانية للالتحاق بدوراتهم هذا الخريف.
مبادرات خاصة سابقة

جدير بالذكر أن بعض الأطفال من غزة جرى نقلهم بشكل خاص إلى بريطانيا عبر مبادرة Project Pure Hope. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة البريطانية بعملية إجلاء رسمية ضمن إطارها الخاص منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة.
الإبادة الجماعية المستمرة في غزة
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، السبت الماضي، أن جثامين 47 شخصاً استشهدوا في غارات إسرائيلية وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة. ومنذ أن أكد خبراء الأمن الغذائي العالمي المدعومون من الأمم المتحدة وقوع مجاعة في مدينة غزة بتاريخ 22 أغسطس، أفادت الوزارة بأن 142 شخصاً على الأقل استشهدوا جوعاً أو بسبب سوء التغذية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن العدوان الإسرائيلي دفع نظام الرعاية الصحية في القطاع إلى ما هو “أبعد من نقطة الانهيار”.
الموقف الإسرائيلي
من جانبها، تزعم إسرائيل إنها تعمل على توسيع جهودها لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، لكنها شككت في الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة حول الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن إجلاء الأطفال الفلسطينيين للعلاج في بريطانيا يمثل خطوة إنسانية إيجابية، لكنها تبقى محدودة في ظل حجم الإبادة المستمرة في غزة. فالعدوان العسكري الإسرائيلي الذي سبب باستشهاد عشرات الآلاف وانهيار المنظومة الصحية والإنسانية لا يمكن معالجتها بخطوات جزئية فقط. وتشدد المنصة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العدوان فوراً، وفتح ممرات إنسانية آمنة، وضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية دون قيود، باعتبار ذلك مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يمكن التنازل عنها.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇