بريطانيا تخطّط لإجلاء مئات الأطفال من غزة لتلقّي العلاج في مستشفياتها

بعد مناشدات متكررة من منظمات إنسانية وناشطين في بريطانيا وخارجها، أعلنت الحكومة البريطانية أخيرًا عن خطط لإجلاء ما يصل إلى 300 طفل من قطاع غزة لتلقّي العلاج في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، في خطوة طال انتظارها وسط استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
ووفقًا للتقارير، سيُسمح بمرافقة كل طفل من قبل أحد الوالدين أو الأوصياء، إضافة إلى أشقائه عند الضرورة، على أن تُجري وزارة الداخلية البريطانية “الفحوصات البيومترية والتحقيقات الأمنية اللازمة” قبل مغادرتهم غزة.
هذه المبادرة تأتي بالتوازي مع جهود منظمة “مشروع الأمل الصافي” (Project Pure Hope)، وهي مجموعة مستقلة تسعى منذ أشهر لنقل الأطفال المرضى والمصابين من غزة إلى بريطانيا لتلقّي العلاج بشكل خاص، بعيدًا عن الأطر الحكومية.
وتُقدّر منظمة اليونيسف أن أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني قتلوا أو أُصيبوا في غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، مما يجعل هذه المبادرة خطوة ضرورية ولو متأخرة، في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع الخاضع لحصار خانق منذ أشهر.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قد أعلن الأسبوع الماضي أن حكومته تُسارع الخطى لتوفير العلاج للأطفال المصابين، قائلًا:
“نحن نُسرّع الجهود لإجلاء الأطفال من غزة وتوفير الرعاية الطبية المتخصصة لهم في بريطانيا، حيث يكون ذلك الخيار الأمثل لعلاجهم”.
وأكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أن العمل جارٍ بوتيرة متسارعة لتنفيذ هذه الخطط، مشيرًا إلى أن مزيدًا من التفاصيل سيُعلَن عنها قريبًا.
ضغط سياسي وموقف مشروط من الاعتراف بالدولة الفلسطينية
وتأتي هذه الخطوة بينما تكثّف بريطانيا جهودها الدبلوماسية للضغط على إسرائيل، في إطار خطة للاعتراف بدولة فلسطينية خلال شهر سبتمبر المقبل قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشترط رئيس الوزراء البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية بجملة من الشروط، تشمل: رفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ووقف ضم الأراضي في الضفة الغربية، والقبول بوقف إطلاق نار طويل الأمد، والانخراط في عملية سلام حقيقية خلال الشهرين المقبلين.
إلا أن هذه الخطوة أثارت غضب عائلات الرهائن الإسرائيليين، التي عبّرت عن خشيتها من أن تمضي بريطانيا في اعترافها دون اشتراط الإفراج عن من تبقّى من الرهائن لدى حماس، متهمة الحكومة البريطانية بأنها “تتخلى عنهم وتتركهم ليتعفّنوا في زنازين غزة”، وفق تعبيرهم.
من جهته، شدّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في حديثه لصحيفة صنداي تايمز، على أن مطالب لندن من حماس بالإفراج عن جميع الرهائن وعدم لعب أي دور سياسي في مستقبل القطاع “مطالب مطلقة وغير قابلة للتفاوض”، مؤكدًا أن:
“موقف بريطانيا من الاعتراف بدولة فلسطينية يأتي ضمن جهد دولي منسّق، ويجب أن يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار يضع حدًّا لمعاناة المدنيين ويفتح الطريق لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود”.
وفي سياق متصل، واصلت بريطانيا والأردن عمليات إسقاط المساعدات جوًّا فوق القطاع، في ظل التحذيرات الأممية من تفشّي المجاعة وسوء التغذية في أوساط مئات الآلاف من الأطفال.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇