برلمانيون بريطانيون يتبنون المطالبة بإطلاق سراح مروان البرغوثي
أثار البرلمان البريطاني قضية الأسرى الفلسطينيين مجددًا بعد أن تناولت النائبة إيلي تشاونز عن حزب الخضر رفض إسرائيل الإفراج عن مروان البرغوثي، واصفة إياه بأنه “صوت موحد لحقوق الفلسطينيين وكرامتهم وحريتهم”.
يُعتبر البرغوثي، الذي يُعد أحد أبرز الشخصيات السياسية الفلسطينية، من الأسماء المطروحة للإفراج ضمن اتفاق هدنة غزة. إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أزال اسمه من قائمة تبادل الأسرى في اللحظة الأخيرة، وفق مصادر كشفت ذلك لميدل إيست آي.
ويقبع البرغوثي في السجن منذ عام 2004، وقد خضع للعزل الانفرادي طوال الأحداث المأساوية في غزة.
تشاونز تطرح قضية البرغوثي وستارمر يعد بالمزيد من المعلومات

وقالت النائبة إيلي تشاونز في جلسة البرلمان يوم الأربعاء: “أحد الأسرى الفلسطينيين الذين لم يُفرج عنهم هو السيد مروان البرغوثي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يقبع في السجن منذ 2002 دون محاكمة عادلة وتعرض لانتهاكات لحقوق الإنسان”.
وأضافت: “هل يمكن لرئيس الوزراء توضيح ما الذي قامت به حكومته خلال الأيام الماضية لضمان الإفراج الفوري عن السيد البرغوثي، نظرًا لشعبيته الكبيرة كصوت موحد لحقوق الفلسطينيين وكرامتهم وحريتهم، ودوره المحتمل في تحقيق سلام مستدام في المنطقة؟”
ورد رئيس الوزراء كير ستارمر بالقول: “أشكر النائبة على طرحها لهذه القضية الفردية، وسأزودها بمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن”.
تشاونز تبرز البرغوثي في البرلمان وسط تركيز الحكومة على السلطة الفلسطينية وضعف شعبيتها

يُعد طرح النائبة إيلي تشاونز استثناءً في النقاش السياسي البريطاني حول فلسطين، إذ يسلط الضوء على البرغوثي في وقت تركزت فيه الحكومة العمالية على القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية، التي تعاني من ضعف شعبيتها.
وقال وزير الشرق الأوسط هاميـش فالكونر في مؤتمر بلندن، شارك فيه ممثلون عن السلطة الفلسطينية ومصر، إن بريطانيا “تدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار بقيادة فلسطينية”.
وتصر الحكومة البريطانية على أن حركة حماس يجب أن تنزع سلاحها وألا تلعب أي دور في إدارة غزة. في المقابل، تروّج إدارة ترامب لفكرة سلطة انتقالية تكنوقراطية لإدارة غزة بعد الحرب، دون دور كبير للفلسطينيين.
البرغوثي شخصية موحدة بين الفلسطينيين ويواجه عقبات كبيرة للإفراج عنه رغم جهود دولية

يبلغ البرغوثي الآن 66 عامًا، وكان شخصية بارزة في حركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، ويُنظر إليه كشخصية موحدة حتى بين الجماعات المنافسة مثل حماس. استهدفته إسرائيل بسبب دوره القيادي في الانتفاضة الثانية بين 2000 و 2005 ولشعبيته الكبيرة، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أنه سيكون المرشح الفائز لرئاسة فلسطين إذا أُجريت الانتخابات وشارك فيها.
وقد دفعت مصر وقطر، إلى جانب حماس، بقوة للإفراج عنه ضمن اتفاق هدنة غزة، حيث تدخل كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واللواء حسن محمود رشاد مدير المخابرات المصرية شخصيًا لدفع جهود الإفراج عنه، وفق المصادر.
لكن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أصروا على استبعاد البرغوثي من أي تبادل خوفًا من أن يهدد ذلك قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي أغسطس، زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي {إيتامار بن غفير} البرغوثي في السجن، وصُوّر وهو يهدده بأن إسرائيل “ستقضي” على أي معارض لها، في أول ظهور علني للبرغوثي منذ سنوات، حيث بدا شاحبًا ونحيلًا.
تسلط هذه القضية الضوء على حساسية ملف الأسرى الفلسطينيين وتأثيره المباشر على حقوق الإنسان ومسار السلام في المنطقة. وتبرز المخاطر الناتجة عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب تؤثر على زعامات فلسطينية تحظى بدعم شعبي واسع. كما تشير إلى أهمية متابعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي لضمان حماية الحقوق الأساسية، والتأكد من أن سياسات الاحتلال لا تقوض احتمالات التوصل إلى سلام دائم، مع أهمية مراقبة تأثير المواقف البرلمانية البريطانية والدور الذي يمكن أن تلعبه في دعم الحوار والضغط الدولي.
المصدر : ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
