انهيار مزاعم “المؤامرة الإرهابية” في بريطانيا بعد الإفراج عن الإيرانيين الخمسة

في أعقاب الإفراج عن خمسة إيرانيين كانت السلطات البريطانية قد اعتقلتهم على خلفية مزاعم تتعلق بالإرهاب، أصدرت السفارة الإيرانية في لندن بيانًا لاذعًا أعلنت فيه أن “جميع المواطنين الإيرانيين الذين تم اعتقالهم في 3 مايو أُفرج عنهم”، مضيفة: “ضجة بلا طائل!”
الرد الإيراني الرسمي يعكس استياءً واضحًا من الرواية البريطانية، ويعزز وجهة النظر الإيرانية التي تعتبر أن ملف الإرهاب قد تم تسييسه بهدف الإساءة إلى الجمهورية الإسلامية.
اعتقالات متعددة… دون اتهامات أو أدلة
في الثالث من مايو الجاري، نفذت الشرطة البريطانية عمليات اعتقال متزامنة في كل من لندن، سويندون، ستوكبورت، روشديل ومانشستر، على خلفية ما وصفته بـ”عملية مخططة مسبقًا” استهدفت مؤامرة مزعومة ضد “أماكن محددة”.
قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، دومينيك ميرفي، قال حينها إن الاعتقالات استندت إلى “مخاوف من مؤامرة مشتبه بها”، مؤكدًا أن المحققين كانوا يعملون على تقييم الأدلة.
لكن بعد أسبوعين من التحقيقات، أُفرج عن أربعة من المعتقلين الخمسة دون توجيه أي تهم، رغم احتجازهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب وتمديد فترة اعتقالهم. أما الشخص الخامس فقد أُفرج عنه بكفالة في وقت سابق بموجب قانون الشرطة والأدلة الجنائية.
اللافت أن السلطات البريطانية لم تقدم حتى اللحظة أي أدلة ملموسة على وجود جرائم أو خطط إرهابية، كما لم توضح ما إذا كانت هناك علاقة مزعومة بـ”حكومة أجنبية”، في إشارة غير مباشرة لإيران.
إيران: الاتهامات باطلة وتفتقر إلى المصداقية

اعتبرت مصادر إيرانية أن ما حدث يعكس “رؤية بريطانية خاطئة تجاه إيران”، ووصفت الاتهامات بأنها “تكهنات باطلة تضر ولا تبني”، حسبما نقلت صحيفة طهران تايمز.
وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، المسؤولين البريطانيين إلى احترام حقوق الإيرانيين المحتجزين، مؤكدًا أن طهران مستعدة للتعاون مع التحقيقات في حال وجود أدلة حقيقية.
من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، في أبريل الماضي، مزاعم بريطانيا بشأن ارتباط إيران بشبكات إجرامية في أوروبا بأنها “لا أساس لها من الصحة وغير عادلة”، مؤكدًا أن لندن لم تقدم حتى الآن أي دليل يبرر هذه الادعاءات.
أبعاد سياسية وراء التوقيت؟

أثارت توقيت الاعتقالات تساؤلات عديدة في الأوساط الدبلوماسية، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة وحساسة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي. وذهب محللون إلى احتمال أن تكون لندن قد حاولت استخدام هذه القضية للضغط أو للتأثير على مسار تلك المحادثات، خصوصًا إذا شعرت أنها مهمّشة عن تطورات التقارب المحتمل بين طهران وواشنطن.
وتحذّر طهران باستمرار من استخدام “أساليب الضغط الخارجي” خارج الأطر الرسمية للتفاوض، مشددة على أن مثل هذه السياسات تقوض فرص الحلول الدبلوماسية.
المصدر: tehrantimes
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇