انتقادات حادة لمحلل سياسي أساء للراحل أنس الشريف

أثارت تصريحات لمحلل سياسي بريطاني جدلًا واسعًا بعد أن اقترح اعتبار صحافيي قناة الجزيرة ومنشآتها “أهدافًا عسكرية مشروعة” للاحتلال الإسرائيلي، عقب اغتيال عدد من مراسلي الشبكة في غزة.
أندرو فوكس، ضابط الجيش البريطاني المتقاعد وزميل باحث في “جمعية هنري جاكسون” ذات التوجّه المحافظ الجديد، كتب في منشور على منصة Substack بتاريخ 11 أغسطس – وأعاد نشره على X – أن الصحافي الشهيد أنس الشريف كان “هدفًا مشروعًا لأنه صحافي في الجزيرة”، مبرّرًا بذلك اغتياله ومشيرًا إلى إمكانية استهداف منشآت الشبكة عالميًا.
ويأتي ذلك بعد اغتيال الجيش الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين أنس الشريف، محمد قريقع، محمد نوفل، وإبراهيم زاهر، إضافة إلى الصحافيين معتصم عليوة ومحمد الخالدي.
تبرير استهداف الشبكة يثير الغضب

كتب فوكس أن تقارير الجزيرة لعبت دورًا في “فرض ضغوط دولية على إسرائيل” و”أعاقت مباشرة عمليات الاحتلال الإسرائيلي”، ما يجعل الشبكة وفق قوله “مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية”. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يملك الحق في التعامل مع موظفي الجزيرة في غزة ومنشآتها وبنيتها التحتية للبث كأهداف عسكرية مشروعة، وأن المنشآت حول العالم قد تصبح أهدافًا أيضًا.
وفي منشوره، زعم فوكس أن هناك “أدلة قوية” على أن الصحافي الراحل أنس الشريف كان عضوًا نشطًا في كتائب القسّام التابعة لحركة حماس. لكن كل من الأمم المتحدة ولجنة حماية الصحافيين ورابطة الصحافة الأجنبية اعتبرت هذه المزاعم بلا أساس.
وعند سؤاله عما إذا كان يعتبر صحافيي الجزيرة ومنشآتها في بريطانيا أهدافًا عسكرية، لم يقدم فوكس أي رد على الاستفسار.
وهذه التصريحات خطيرة وغير مسؤولة، لأنها تبرر قتل صحافيين معترف بهم دوليًا وتشكّل تهديدًا للحرية الصحافية على المستوى العالمي. أي محاولة لتصنيف الإعلاميين كأهداف عسكرية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتؤجج العنف ضد الصحافة المستقلة.
وصية الراحل أنس الشريف
أنس الشريف، الذي كان في الثامنة والعشرين من عمره عند اغتياله، كان من أبرز مراسلي غزة، ونال جائزة “المدافع عن حقوق الإنسان” من منظمة العفو الدولية – فرع أستراليا – تقديرًا لشجاعته والتزامه بحرية الصحافة.
آخر ظهور مباشر له كان تقريرًا عن التجويع المتعمد في غزة لحوالي مليوني نسمة، هذا و يشكل الأطفال نحو نصف الوفيات الناتجة عن سوء التغذية.
قبل مقتله، ترك الشريف رسالة مؤثرة كتبها تحسبًا لأي مصير محتمل:
“أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.
لا تنسوا غزة…
ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.”
رحمة الله عليه وعلى جميع الشهداء
—————————————————————
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇