انتصار لحملات المقاطعة.. تراجع تاريخي في واردات الأغذية الإسرائيلية إلى بريطانيا

شهدت المتاجر البريطانية انخفاضًا ملحوظًا في واردات الأغذية الإسرائيلية خلال النصف الأول من العام الجاري، وذلك في ظل تصاعد حملات المقاطعة التي يقودها نشطاء مؤيدون لفلسطين احتجاجًا على الحرب على غزة.
ووفقًا لإحصاءات “هيئة الإيرادات والجمارك البريطانية”، فقد تراجعت الواردات الإسرائيلية بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ بلغت قيمتها 101 مليون باوند مقابل 121 مليون باوند العام الماضي. وشمل التراجع أبرز السلع الإسرائيلية المعروضة في المتاجر الكبرى مثل “الأفوكادو والطماطم والجزر والكسكس”.
ضغط شعبي على المتاجر الكبرى
تُظهر بيانات وزارة التجارة البريطانية أن واردات الأفوكادو مثلًا انخفضت من 43.5 مليون إلى 36.5 مليون باوند، بينما تراجعت واردات الكسكس إلى النصف تقريبًا. ويعزو محللون هذه الأرقام إلى الضغط المتزايد الذي مارسته حملات المقاطعة على المتاجر البريطانية الكبرى، حيث نظم نشطاء مظاهرات ووقفات احتجاجية خارج المتاجر لحث المستهلكين على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
في هذا السياق، أعلنت سلسلة “Co-op” الشهر الماضي وقف بيع المنتجات الإسرائيلية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
حملات المقاطعة تتوسع
لم تقتصر حملات المقاطعة على الدعوات السلمية، بل شملت أيضًا خطوات تصعيدية. ففي مارس الماضي اقتحم ناشطون أحد فروع “ويتروز” في بريستون وأزالوا منتجات مثل التمر والأفوكادو والحمص من الأرفف، معتبرين إياها جزءًا من “سرقة إسرائيل لكل ما هو فلسطيني”. كما تعرضت سلسلة “سينسبري” لضغوط بعد أن وُضعت ملصقات على منتجات الحمص تُحذّر المستهلكين من دعم “الفصل العنصري”.
وفي هذا السياق، حذّر “المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين” سلاسل المتاجر الكبرى مثل تيسكو، آزدا، ليدل، ماركس آند سبنسر، وسينسبري، من مواجهة دعاوى قضائية إذا واصلت بيع المنتجات الإسرائيلية المصنعة في الضفة الغربية، نظرًا لمخالفتها القانون الدولي.
وفي المقابل، ارتفعت واردات بريطانيا من دول أخرى رغم أوضاعها الأمنية؛ إذ زادت الواردات الأفغانية بنسبة 45%، كما تضاعفت الصادرات السورية إلى بريطانيا بأكثر من الضعف، خاصة في منتجات الزيتون وزيت الزيتون والقهوة.
مفارقات في السوق
ورغم الانخفاض العام، شهدت بعض السلع الإسرائيلية نموًا لافتًا، إذ ارتفعت واردات الصلصات (مثل الكاتشب وصلصة المانجو والصويا) إلى 4 ملايين باوند في الأشهر الستة الأولى من العام، مقارنة بـ720 ألف باوند فقط في العام الماضي.
وترى “منصة العرب في بريطانيا” أن تراجع الواردات الإسرائيلية يعكس حجم التأثير المتنامي لحملات المقاطعة الشعبية على خيارات المستهلكين وسياسات التجزئة في بريطانيا.
ومع ذلك، فإن الأرقام تكشف أيضًا عن مفارقات في المعايير الأخلاقية للسياسة البريطانية، إذ يتم تقليص الواردات الإسرائيلية بدافع حقوق الإنسان، بينما تمضي الحكومة قُدمًا في دعمها للاحتلال والمجازر الجماعية التي ترتكب ضد المدنيين العزل في فلسطين، ما يطرح تساؤلات جدية حول ازدواجية المعايير في السياسات البريطانية، ويؤكد في الوقت نفسه على أهمية الوعي الشعبي وقدرته على إحداث تغيير ملموس في السوق.
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇