اليمين المتطرف يجمع تبرعات للمحكومين بسبب أعمال الشغب في بريطانيا

يعمل ناشطون من اليمين المتطرف في بريطانيا على جمع التبرعات لدعم الأشخاص المسجونين بسبب أدوارهم في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الصيف الماضي، واصفين إياهم بـ”السجناء السياسيين”، في محاولة لكسب تعاطف شعبي عبر تقديم الأموال لأُسَرهم.
وقد جمعت مجموعة يمينية بارزة أكثر من 14,000 باوند حتى الآن، وبدأت بتوزيع هذه الأموال على أسر “السجناء السياسيين”.
وتعمل الجماعة القومية البيضاء على نشر أسماء وعناوين بعض المحكوم عليهم في السجون، داعية أنصارها للتواصل معهم عبر الرسائل. ويأتي ذلك في ظل مخاوف من تصاعد تأثير اليمين المتطرف في السجون البريطانية.
اليمين المتطرف يجمع تبرعات للمسجونين بسبب أعمال الشغب في بريطانيا!

وفي هذا السياق، أعرب إيان أتشسون، وهو مدير سجن سابق، عن قلقه من تحوّل هؤلاء المسجونين إلى مجموعة موحدة يمكن أن تتعرض لتأثيرات اليمين المتطرف. وحذر من منح هؤلاء الأشخاص “أيديولوجيا موحدة”، مشيرًا إلى أن العديد منهم لديهم سوابق جنائية. لكنه أضاف: إن السجون يجب أن تكون مستعدة لمواجهة أي محاولة من المتطرفين اليمينيين لنشر أفكارهم بين السجناء الآخرين.
وأشار أتشسون إلى أنه خلال تقديمه المشورة للحكومة في عام 2016، أوصى بإنشاء وحدات منفصلة للسجناء المتطرفين الذين يمارسون تأثيرًا على غيرهم من السجناء، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية يمكن تطبيقها على السجناء مهما تكن أيديولوجياتهم.
وتركز جماعة “PA” حاليًّا جهودها على زعيمها سام ميليا، الذي حُكم عليه بالسجن عامين في مارس الماضي بعد إدانته بالتحريض على الكراهية العنصرية.
إجراءات وزارة العدل لمنع التطرف في السجون

وفيما يتعلق بتدابير الوقاية، صرّح متحدث باسم وزارة العدل أن هناك إجراءات صارمة للتعامل مع السجناء ومنعهم من نشر الأفكار المتطرفة، سواء كانوا من اليمين المتطرف أو غيره.
وتشمل هذه الإجراءات تدريب موظفين متخصصين، ومراقبة الاتصالات، والتدخلات المستهدفة داخل السجون وبعد الإفراج؛ بهدف تقويض الأيديولوجيات الضارة والحد من نسبة العودة إلى الجريمة.
وتتمتع السلطات بصلاحيات تسمح بعزل السجناء للحفاظ على “النظام أو الانضباط”، ويشمل ذلك عزل السجناء المتورطين في الإرهاب أو المشتبه بتورطهم في التطرف في وحدات منفصلة.
وفي الختام نبّه أتشسون إلى أهمية التعامل بحذر مع الشباب المسجونين بسبب جرائم تتعلق باليمين المتطرف، لافتًا إلى أن العقوبة يجب أن تحمل هدفًا يتمثل في العمل مع السجناء لثنيهم عن معاودة ارتكاب ما فعلوه سابقًا. ولكنه أبدى تشاؤمه بشأن القدرة على تغيير أفكار هؤلاء السجناء؛ نظرًا لتدهور نظام السجون في بريطانيا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇