الوعي الشعبي هو حصن الديمقراطية

في زمنٍ كثرت فيه الأزمات السياسية والاجتماعية، وأصبح المواطن يسمع كل يوم عن قرارات جديدة، وصراعات بين الحكومات، وأسعار ترتفع بلا تفسير واضح، يظهر سؤال مهم:

كيف يمكن للمواطن البسيط أن يحمي وطنه  هل هو مجرد متفرج ؟ أم له دور؟

الإجابة واضحة: نعم، له دور عظيم، وأول خطوات هذا الدور تبدأ بـ المعرفة والوعي.

قال توماس جيفرسون، أحد مؤسسي أمريكا:

“الشعب الواعي هو الدرع الحامي للديمقراطية.”

وهذا المعنى يتفق مع تعاليم ديننا، فالله تعالى قال في القرآن الكريم: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (الزمر: 9)

وهذا دليل واضح على قيمة العلم والوعي في حياة الإنسان.

لماذا الوعي مهم؟

لأن الجهل و السلبيه باب للفساد، والسكوت عن الخطأ يعطيه فرصة للتمدد.

وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم”من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.” (رواه مسلم)

كيف يعرف الإنسان “المنكر” إن لم يكن واعيًا ؟ وكيف يميّز بين الصواب والخطأ إن لم يكن مطلعًا؟

الوعي هو النور الذي يكشف الظلم، ويمكّن الناس من الدفاع عن حقوقهم.

الجهل لا يُعذر به الجميع

بعض الناس يقول: “أنا مالي و السياسة”.

لكن الله أمرنا بـ تحمّل المسؤولية، فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ (المائدة: 2)

﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾

حين نصمت عن الفساد أو نغفل عن القرارات الخطيرة، نكون قد تخلّينا عن أمانة حملها الله إلينا.

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (الأحزاب: 72)

كيف نكون مواطنين أصحاب وعي؟

ليس المطلوب أن يصبح الجميع خبراء سياسة، لكن لنقرأ من مصادر موثوقة، لا نتبع الإشاعات.نراقب أداء من يمثلونا. نعلّم أبنائنا حب الحقيقة والنقد بأدب.

نناقش بأخلاق، ولا نكن أداة في يد الكذب و الإشاعات.

قال نبينا عليه افضل الصلاة و السلام “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.” (متفق عليه)

وهذا الحديث يرسّخ فكرة المسؤولية الفردية، فكل فرد مؤثر، مهما كان بسيطًا.

و أخيرا و ليس اخر ، لا حرية بلا وعي.

و لا عدل بلا علم.

و لا تقدم بلا شعب يعرف ويفهم ويشارك.

القرآن لم يُنزل فقط للعبادة، بل للهداية وبناء إنسان متوازن.

وما يُبنى على الجهل، سرعان ما ينهار.

كن واعيًا، تكن حرًّا.

واعلَم، فإن العلم نورٌ، والجهل ظلام. لا تقول لنفسك ماذا أفعل و انا مواطن بسيط ؟ بل قل لنفسك سوف اسأل و أتعلم و أشارك ثم أعلم غيري لتنهض بلادنا و تتكامل و تكون أعظم البلاد كما كانت.

اقرأ أيضًا:

• ثروتك أمانة، فهل تجعلها وقودًا لإبادة جماعية؟
• الموت جوعًا في غزة.. وصمة عار على جبين العالم
• كيف انتصر الدكتور غسان أبو ستة على قرار المنع في ألمانيا؟

• #الجهل
• #السياسة
• #الشعوب
• #الوعي
• #الوعي الجمعي