ما الوظائف التي تجذب العرب إلى بريطانيا؟ وكم يبلغ متوسط رواتبهم؟

في ظل اعتماد بريطانيا المتزايد على اليد العاملة الأجنبية لسد النقص في قطاعات حيوية كالصحة والطيران، كشفت بيانات تحليلية أعدتها صحيفة التلغراف عن ملامح واضحة لدور العاملين العرب في دعم سوق العمل البريطاني، لا سيما في الوظائف الطبية والمهنية المتخصصة.

التقرير ألقى الضوء على الوظائف الأكثر جذبًا للعرب، والدول التي يأتي منها هؤلاء، بالإضافة إلى متوسط الرواتب التي يتقاضونها، ما يفتح نافذة على مساهمة العرب المتنامية في اقتصاد المملكة المتحدة.

قطاع الصحة يتصدر.. العرب في الخطوط الأمامية للرعاية الطبية

تُظهر البيانات أن الغالبية العظمى من العمالة العربية المهاجرة إلى بريطانيا تنخرط في قطاع الرعاية الصحية، إذ حصل الآلاف من الأطباء والممرضين والمساعدين على تأشيرات عمل خلال الفترة بين عامي 2021 و2024.

وجاءت مصر في صدارة الدول العربية من حيث عدد الأطباء المهاجرين، إذ مُنح 2,518 طبيبًا مصريًا تأشيرات للعمل. وتلتها دول عربية أخرى بمساهمات ملحوظة:

• السودان: 923 طبيبًا
• الأردن: 505 أطباء
• العراق: 342 طبيبًا
• سوريا: 114 طبيبًا
• لبنان: 87 طبيبًا
• ليبيا: 99 طبيبًا
• فلسطين (الأراضي المحتلة): 241 من الممرضين والمساعدين
• السعودية: 93 طبيبًا
• اليمن: 37 طبيبًا
• الكويت: 52 طبيبًا
• عُمان: 16 طبيبًا
• البحرين: 160 طبيبًا
• الإمارات: 14 طبيبًا

جميع هؤلاء العاملين تقريبًا حصلوا على تأشيرات العمال المهرة ضمن فئة الصحة والرعاية، والتي تؤهلهم للعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أو في القطاع الصحي الخاص.

رواتب مغرية ومكانة مهنية رفيعة

يحصل العاملون العرب في المجال الطبي على متوسط راتب سنوي يبلغ 48,288 باوندًا، وهو ما يُعد من أعلى مستويات الرواتب للمهاجرين في بريطانيا.
أما مساعدو التمريض القادمون من فلسطين، فيتلقون راتبًا سنويًا متوسطه 28,041 باوندًا، ما يزال أعلى من الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة، ويعكس تقديرًا ملموسًا لهذا النوع من العمل.

العرب خارج القطاع الصحي: حضور وإن كان محدودًا

رغم أن القطاع الصحي يحتكر النسبة الأكبر من العمالة العربية، إلا أن عددًا من العرب يبرزون في مجالات أخرى:

• المغرب: برز بـ 1,009 عاملين في مجال الضيافة الجوية، يتقاضى الواحد منهم متوسط راتب قدره 29,984 باوندًا سنويًا.
• تونس: ساهمت بـ 44 عاملاً في مهنة الجزارة، بمتوسط دخل بلغ 28,081 باوندًا.
• الجزائر: سجلت 22 مبرمجًا ومطورًا برمجيًا، يُعد دخلهم الأعلى بين العرب بمتوسط 54,669 باوندًا، ما يوازي مستويات رواتب العاملين في هذا المجال من دول مثل هونغ كونغ.

وتُظهر هذه البيانات أن حضور العرب في مجالات التكنولوجيا والطيران والأغذية موجود، وإن لم يكن بنفس الزخم المسجل في المجال الصحي.

وبناء على ذلك تتصدر مصر المشهد بوضوح في القطاع الصحي، تليها السودان والأردن، من حيث عدد الأطباء المهاجرين. أما في القطاعات غير الطبية، فتبرز المغرب كأبرز دولة عربية من حيث عدد العاملين في مجال الضيافة الجوية.

دوافع الهجرة: بين الطموح الفردي والفرص النظامية

تشير المعطيات إلى أن العرب لا يهاجرون فقط بحثًا عن دخل أعلى، بل كذلك بحثًا عن فرص مهنية أكثر استقرارًا وتقديرًا:

• الاعتراف بالمؤهلات، لا سيما في الطب والهندسة والبرمجة
• فرص التدريب والتخصص المهني التي توفرها المؤسسات البريطانية
• رواتب مغرية مقارنة بما هو متاح في معظم الدول العربية
• سهولة اللغة بالنسبة للناطقين بالإنجليزية
• وجود شبكات اجتماعية وعائلية عربية متنامية في مدن مثل لندن وبرمنغهام ومانشستر

ولدى بعض الجنسيات القادمة من دول غير مستقرة اقتصاديًا أو سياسيًا، تمثل بريطانيا بيئة آمنة وفرصة لبناء مستقبل مهني وعائلي أفضل.

كيف تقارن رواتب العرب برواتب الجنسيات الأخرى؟

تحصل الكوادر الطبية العربية على رواتب تتراوح بين 44,000 و49,000 باوند سنويًا، وهي معدلات مماثلة لتلك التي يتقاضاها نظراؤهم من كندا، جنوب إفريقيا، والهند.

أما الجزائريون العاملون في قطاع البرمجة، فيتصدرون قائمة الأجور بين العرب، بمتوسط دخل يبلغ 54,669 باوندًا، ما يضعهم في مرتبة واحدة مع عمالقة البرمجيات من هونغ كونغ وسانت كيتس ونيفيس.

في المقابل، تتراوح رواتب العاملين العرب في قطاعات الرعاية والطيران والجزارة بين 25,000 و30,000 باوند، وهي معدلات مماثلة لما يتقاضاه المهاجرون من آسيا وإفريقيا في المجالات ذاتها.

حضور عربي متصاعد في سوق العمل البريطاني

تشير البيانات إلى أن العرب باتوا يشكلون ركيزة أساسية في النظام الصحي البريطاني، إلى جانب حضورهم في قطاعات أخرى كالتقنية والطيران. ومع استمرار النقص في الأيدي العاملة المدربة، يُتوقع أن يتوسع هذا الحضور خلال السنوات القادمة.

وفي المقابل، يجد العرب في بريطانيا فرصة حقيقية للتطور المهني، والحصول على رواتب عادلة، وخدمات تعليمية وطبية لعائلاتهم، ضمن بيئة تُقدّر الكفاءة وتسعى لدمج الخبرات العالمية في سوقها.

اقرأ أيضًا:

• بريطانيا تخطط لتقييد تأشيرات العمل والدراسة لبعض الجنسيات
• إطلاق شبكة تنسيقية للمدارس العربية في بريطانيا والدعوة للتفاعل معها
• رغم تحذيرات الخارجية.. دول عربية تتصدر قوائم السياحة البريطانية