الوضع الصحي في فلسطين على مائدة البرلمان الأوروبيّ

Health situation in Palestine discussed in the European Parliament

فريق التحرير October 1, 2022

شارك وفد من تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا في اجتماع من تنظيم لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبيّ (DPAL) بمدينة بروكسل لمناقشة الوضع الصحي في فلسطين والحلول المقترحة لمساعدة الأهالي المنكوبين في الأراضي المحتلة، وذلك في يوم الاثنين 26 آب/ أغسطس.

وافتتح الاجتماع بكلمة ألقاها رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبيّ “مانو بينيدا” Manu Pineda عبّر فيها عن تضامنه مع الفلسطينيين مؤكدًا أهمية عقد الجلسات والاجتماعات المعنيّة بمتابعة الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون؛ خصوصًا في الجانب الصحيّ في ظل الحصار على غزة والتضييق في الضفة؛ والتباحث في سبل تقديم المساعدة لهم.

البرلمان الأوروبيّ يبحث في كيفية دعم قطاع فلسطين الصحيّ

^{رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي يشارك في اجتماع معني بدعم الوضع الصحي في فلسطين}

مثّل الأطباء الفلسطينيين في اللقاء د. رياض مشارقة – وهو رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا – في توضيحه الدور الذي اضطلع به التجمع في تنمية الواقع الصحيّ للفلسطينيين من خلال التركيز على مشاريع التنمية المستدامة وبرامج التعليم المتواصل.

وذكر مشارقة عددًا من المشاريع الصحية التي أطلقها التجمع، أبرزها إنشاء بنك للدم في مستشفى الرنتيسي بغزة، وتقديم برامج تدريبية في التعامل مع سرطانات المسالك البولية في الضفة، فضلًا عن نقل تقنيات زراعة الكلى للقطاع المحاصر وإنشاء مركز حياة للتدريب على الطوارئ والكوارث، وتقديم برنامج يعمل على توفير الطاقة الشمسية للمستشفيات والمراكز الصحية. وكذلك ساهم بتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية للمستشفيات في فلسطين.

الوضع الصحي في فلسطين على مائدة البرلمان الأوروبيّ — ^{تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا يطلب دعم البرلمان الأوروبي}

هذا وناشد د.مشارقة البرلمان الأوروبيّ كي يدعم برامج التجمع من خلال إنشاء لجنة معنية بالتنسيق مع المكاتب الممثلة للاتحاد الأوروبيّ في الضفة وغزة لتسهيل دخول الأطباء والمساعدة في تنفيذ المشاريع الطبية لتخفيف معاناة المرضى الذين يعانون من ممارسات الاحتلال غير الإنسانية.

بدوره قال د.نزار بدران عضو تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا خلال حديثه أمام اللجنة البرلمانية: “إنّ الاحتلال يضع العقبات أمام النظام الطبيّ الفلسطينيّ بمنع بناء الوحدات الصحية الثابتة والمتنقلة وإعاقة وصول المرضى والطواقم الطبية إليها، وكذلك إعاقة سبل الطواقم الطبية الفلسطينية للحصول على أجهزة حديثة للتشخيص والعلاج والتكوين المهنيّ، ناهيك عن الإهمال المتعمد للجانب الصحيّ بحقّ الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية”.

كما قدّم عدد من النواب الأوروبيين المشاركين في اللقاء مداخلات أكدوا فيها رفضهم للممارسات اللاإنسانية بحقّ الفلسطينيين، مؤكدين على ضرورة تدخل البرلمان الأوروبيّ لوقف هذه الممارسات وتكثيف الدعم للفلسطينيين في المجالات كافة؛ بالأخص الجانب الصحيّ.

وفي ختام اللقاء وعدت مفوضية (DPAL) في البرلمان البرلمانيّ بمتابعة ما ورد فيه من قضايا تمس الحاجة الصحية للفلسطينيين المحاصرين والعمل على تقديم المساعدات المطلوبة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في الاتحاد الأوروبيّ والهيئات الأممية الأخرى.

تدهور الوضع الصحي في فلسطين

أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في أيار/ مايو تقريرًا عن الوضع الصحي في فلسطين، بيّنت فيه جوانب التدهور وأسبابها، بالإضافة إلى التقدم الذي أحرزته المنظمة في العام الماضي وقائمة من الاقتراحات الموجّهة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدوليّ لدعم الجانب الصحيّ لدى الفلسطينيين.

ذكر التقرير أنّ تدهور الوضع الصحي في فلسطين يعزى لعدة أسباب، أبرزها:

– “الأزمات المالية المتتالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية بسبب الاقتصاد الفلسطينيّ الذي جُرّد من قاعدته الإنتاجية كليًّا، وقيود الاستيراد والتصدير، والحصار المفروض على قطاع غزة، وارتفاع معدلات البطالة، والطبيعة العشوائية لكميات المساعدات الدولية مع اعتماد كبير على المانحين”.

هنا أشارت المنظمة إلى قضية الطفل الغزاوي سليم النواتي (16 عامًا) الذي توفي من سرطان الدم بسبب عدم موافقة السلطات الإسرائيلية على تصريحه للعلاج خارج قطاع غزة ثلاث مرات. وفي المرة الرابعة، تمّت الموافقة على نقل سليم سليم إلى مستشفى في الضفة الغربية، لكن الطفل سليم النواتي دفع حياته ثمنًا لصراع قائم بين مستشفى النجاح الجامعيّ في نابلس، والحكومة الفلسطينية ممثلةً بوزارة الماليّة التي يقول المستشفى إنها ترفض تحويل مستحقّاته الماليّة، الأمر الذي دفعه لوقف استقبال الحالات المرضية.

اهل الطفل المتوفى سليم النواتي من قطاع غزة pic.twitter.com/8iI8kG15AC

— 🇵🇸🇵🇸منير الجاغوب 🇵🇸🇵🇸 (@MonirAljaghoub) January 12, 2022

فارق سليم الحياة في 9 كانون الثاني/يناير في مجمع طبيّ في رام الله، منتظرًا الموافقة على طلبه الخامس للحصول على تصريح.

– “التهجير وحالة اللجوء طويلة الأمد يساهمان في تفاقم الاحتياجات الصحية الإنسانية للشعب الفلسطينيّ، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية الأساسية”.

تُعنى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” (UNRWA) بتقديم الرعاية الإنسانية والصحية للاجئين الفلسطينيين الذين يمثلون 45 في المئة من الشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربية -بما في ذلك القدس الشرقية- وقطاع غزة. لكنّ الوضع المالي للأونروا ما زال حرجًا للغاية بعجز يتجاوز الـ 75 مليون دولار أمريكيّ، وفقًا لتقرير منظمة الصحة.

– “تعرُّض الفلسطينيين لأعمال العنف باستمرار والهجمات على مراكز الرعاية الصحية”

حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد الاعتداءات المباشرة على هيئات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة 235 اعتداء في عام 2021، فضلا عما ألحقته هجمات القصف الجوي الإسرائيلية من أضرار بمرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية المرتبطة بها، والتدمير الهائل للطرق وخطوط الكهرباء المحيطة بالمراكز.

^{الكوادر الطبية تعاني من الإرهاق بسبب نقص العمالة وازدياد الطلب (الأناضول/ Mustafa Hassona)}

ويذكر في هذا السياق أنّ التعرض المستمر للعنف لا يسفر عن أعداد مهولة من القتلى والجرحى الفلسطينيين، بل ويضر بالصحة والسلامة النفسية للأهالي الذي يعيشون في حالة من القلق الدائم على أنفسهم وأطفالهم.

– “الحد من الوصول إلى الرعاية الصحية والحيز الإنسانيّ”

من بين 15466 طلب تصريح قدّمها مرضى من قطاع غزة من خلال مكتب تنسيق الخدمات الصحية الفلسطينيّ للحصول على علاج في عام 2021، حصل 63.4 في المئة منها على الموافقة، ورُفض 0.5 في المئة منها، وأّجلت 36.1 في المئة من الطلبات ولم يتلقَ مقدموها إجابة نهائية بحلول تاريخ موعدهم في المستشفى.

كل ذلك وغيره يدل على أهمية حشد الدول العربية والمجتمع الدولي في سبيل تحسين الوضع الصحي في فلسطين وتسهيل حصولها على المعدات والكوادر اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الأساسية للفلسطينيين المضطهدين.