تضامن واسع النطاق مع ناجٍ من الهولوكوست بعد استجوابه بسبب احتجاج مؤيد لغزة

شهدت العاصمة البريطانية لندن احتجاجاتٍ حاشدة أمام مركز شرطة تشارينغ كروس، دعمًا للناجي من الهولوكوست ستيفن كابوس، البالغ من العمر 87 عامًا، بعد استجوابه من قبل الشرطة البريطانية بسبب مشاركته في مظاهرة تضامنية مع فلسطين.
اعتقال ناشط من الهولوكوست بسبب تضامنه مع غزة
ورفع المحتجّون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مثل: “دافعوا عن ستيفن كابوس”، بالتزامن مع وصول الأخير إلى مركز الشرطة.
كما حمل بعض المشاركين لافتة كُتب عليها: “أبناء الناجين من الهولوكوست ضد الإبادة الجماعية”، في إدانة واضحة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وأثار استجواب كابوس موجة انتقادات واسعة، حيث وصفه ناشطون بأنه جزء من التضييق الممنهج الذي تمارسه السلطات البريطانية ضد المتظاهرين المناصرين للقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال مارك إتكيند، نجل أحد الناجين من الهولوكوست ومنظم مبادرة “الناجون من المحرقة وأحفادهم ضد إبادة غزة”، لموقع ميدل إيست آي: “بينما نتحدث الآن، انهار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولو أن ستيفن بيننا، لكان سيطالب العالم بالتحرك لوقف هذه الإبادة، فهذا هو الدرس الأهم الذي يجب أن نتعلمه من الهولوكوست”.
الشرطة البريطانية تتهم المتظاهرين باختراق الحواجز الأمنية
ويأتي استجواب كابوس ضمن تحقيقات تجريها الشرطة بشأن المظاهرة التي نُظِّمت في 18 كانون الثاني/ يناير، والتي شهدت اعتقال عشرات المتظاهرين.
واتهمت الشرطة البريطانية بعض منظمي الاحتجاج بخرق الحواجز الأمنية في ميدان ترافالغار، إلا أن المنظمين نفوا هذه المزاعم، مؤكدين أن الشرطة سمحت لهم بالدخول قبل أن تعتقلهم لاحقًا.
وفي هذا الصدد، قالت أغنيس كوري، الناجية من الهولوكوست والبالغة من العمر 80 عامًا: “إن الوضع الصحي لستيفن كابوس لا يسمح له باختراق أي حاجز، فما بالك بحاجز أمني؟! إن اتهامات الشرطة له مثيرة للسخرية”.
وكان كابوس قد شوهد خلال المظاهرة وهو يحمل باقة زهور ولافتة كُتب عليها: “هذا الناجي من الهولوكوست يطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة!”.
من جانبه، اعتبر أندرو موري، رئيس تحالف “أوقفوا الحرب”، أن ما يجري يمثل “هجومًا ممنهجًا على الحق في التظاهر”.
وأضاف موري: “إن الشرطة البريطانية تستجوب ناجيًا من الهولوكوست يبلغ من العمر 87 عامًا، لمجرد أنه سار في ميدان ترافالغار حاملًا باقة زهور، يا له من أمر مُعيب!”.
ستيفن كابوس والنضال ضد الإبادة الجماعية
ويُعتَبر ستيفن كابوس من أبرز الناجين من الهولوكوست، وكان قد وُلد في بودابست عام 1937، وقضى طفولته مختبئًا من النازيين، بعد ترحيل العديد من أفراد مجتمعه إلى معسكرات الإبادة خلال الحرب العالمية الثانية.
وشارك كابوس في العديد من التظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي هذا السياق، قالت أغنيس كوري، الناشطة الناجية من الهولوكوست: “يريدون إسكاتنا لأننا ناجون من الهولوكوست ونرفض الرواية القائلة بأن اليهود مهددون بسبب هذه المظاهرات”.
وفي تعليقها على الأحداث، قالت شرطة لندن في بيان رسمي: “استدعت الشرطة ثمانية أشخاص للاستجواب، ضمن التحقيقات حول انتهاكات قانون النظام العام خلال المظاهرة التي نُظِّمت في 18 كانون الثاني/ يناير”.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇