النائب إقبال محمد يتعهد بالاستقالة إذا نجح حزب العمال في إحلال السلام في غزة
في خطوة مفاجئة، أعلن النائب المستقل إقبال محمد استعداده للتخلي عن مقعده إذا تمكن حزب العمال من تحقيق السلام الدائم في غزة.
وفي مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال”، أعرب محمد عن استعداده “للتضحية” بمقعده في البرلمان إذا كان ذلك سيضمن السلام بين فلسطين وإسرائيل بمساعدة حكومة حزب العمال الجديدة.
تعتبر تصريحات إقبال محمد لافتة، حيث إنه كان أحد النواب المستقلين الذين نجحوا في الانتخابات الأخيرة، متفوقًا على مرشح حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت في 4 تموز/ يوليو.
وأكد في أول مقابلة مطلة له أن حزب العمال، رغم فوزه الساحق في الانتخابات، يواجه الآن مشكلة تتعلق بموقفه من الحرب في غزة.
تأثير المجتمع المسلم
ساهم المجتمع المسلم وناخبو حزب الخضر بشكل كبير في تحول الأصوات خلال الانتخابات العامة بسبب الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكر محمد أن الدعم الأعمى الذي قدمه حزب العمال لإسرائيل، خاصة بعد تصريحات زعيم الحزب كير ستارمر، أدى إلى نفور عدد من الناخبين المسلمين في بريطانيا، البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين.
تعرض حزب العمال لانتقادات واسعة من قِبل أنصاره المسلمين بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وكانت تصريحات ستارمر بشأن حق إسرائيل في قطع الكهرباء والمياه عن غزة بعد 7 أكتوبر قد أثارت استياءً كبيرًا بين المسلمين، وأدى هذا الموقف إلى ابتعاد العديد منهم عن الحزب، الذي كان في المعارضة آنذاك.
أزمة ثقة
انتقد محمد تصريحات ستارمر واصفًا إياها بأنها “تحطم القلب”، مؤكدًا أن دعمه لحزب العمال كان مبنيًا على مبادئ المساواة والعدالة والسلام.
وأشار إلى أن الحزب يواجه الآن مشكلة كبيرة بسبب موقفه من القضية الفلسطينية، ما انعكس في تصريحات رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير وثانغام ديبونير، التي خسرت مقعدها لصالح مرشح حزب الخضر.
وقال محمد إن حزب العمال يعاني من “أزمة ثقة وتراجع المصداقية” بسبب موقفه من غزة، مؤكدًا أن الحزب كان “على الجانب الخطأ من التاريخ” في هذه القضية.
وأشار إلى أن حياته السياسية أقل أهمية من حياة الإنسان، مؤكدًا استعداده للاستقالة إذا حزب العمال سيضمن السلام الدائم في فلسطين وإسرائيل.
وذكر محمد أن حزب العمال والحكومة اليسارية المحتملة في فرنسا لديهما “فرصة فريدة” ليكونا محفزين لحل سلمي في القضية الفلسطينية.
وأكد أن الحكومة يجب أن تفي بوعودها بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين وإعادة تمويل وكالة الأونروا للاجئين.
نموذج التنظيم السياسي المجتمعي
أوضح محمد أن أصوات المسلمين يمكن أن يكون لها تأثير كبير في الانتخابات المستقبلية، مستشهدًا بنموذج التنظيم السياسي المجتمعي في دائرة لندن، وأكد أن هذا النموذج يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا إذا طُبق بشكلٍ صحيح.
ويرى أن قضية غزة تجاوزت الدين، حيث أظهر العديد من غير المسلمين دعمًا لهذه القضية العادلة.
وذكر أن عدد المسلمين في بريطانيا يقارب أربعة ملايين، ما يمثل نحو ستة في المئة من السكان، مشيرًا إلى أن المسلمين قدموا مساهمات هائلة للبلد لم يُعترف بكثير منها.
وأوضح محمد أن القوة السياسية للمسلمين في بريطانيا تزداد، ما يمكن أن يؤدي إلى تحقيق المزيد من التقدم في المناطق التي يشكلون فيها نسبة كبيرة من السكان.
وأشار إلى فوزه في الدائرة الانتخابية التي كانت تمثلها جو كوكس، النائبة العمالية التي اُغتيلت على يد متعصب يميني قبل استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
المصدر: The National News
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇