العرب في بريطانيا | الموت جوعًا في غزة.. وصمة عار على جبين العالم

1447 محرم 29 | 25 يوليو 2025

الموت جوعًا في غزة.. وصمة عار على جبين العالم

في حين يشتكي بعضنا من حر الصيف أو الملل أو الإرهاق، يستفيق سكان غزة على كابوس الجوع. لا صوت يعلو على أنين البطون الفارغة، ولا نداء يتجاوز صرخة الأمهات العاجزات عن إطعام أطفالهن. فالمجاعة اليوم ليست شبحًا بعيدًا، بل واقع يومي يُنهك الأرواح ويزهق الأرواح في وضح النهار.

أكثر من 100 منظمة دولية، من بينها “أطباء بلا حدود”، و”أوكسفام”، و”أنقذوا الأطفال”، و”العفو الدولية”، أطلقت نداءً إنسانيًا عاجلًا، محذّرة من كارثة تجويع جماعي متعمّد في غزة، وداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للمساعدات، ورفع الحصار عن المدنيين الذين يُقتلون وهم يبحثون عن رغيف خبز أو جرعة ماء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد توفي 21 طفلًا دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحاد، فيما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد أكثر من 111 شخصًا بينهم 80 طفلًا جراء الجوع أو أمراض مرتبطة به. أما أولئك الذين لم يمتد إليهم الجوع، فربما لم ينجوا من رصاص الموت المحيط بمناطق توزيع المساعدات، حيث تجاوز عدد الضحايا هناك ألف قتيل في غضون أسابيع.

وفي بيانٍ مشترك، أعربت بريطانيا و15 دولة أخرى عن قلق بالغ من هذا الواقع، محذّرين من أن “المعاناة المطوّلة ستترك ندوبًا عميقة على أجيال قادمة”، ومؤكدين أن نصف مليون إنسان يواجهون خطر الموت جوعًا، من بينهم 70 ألف طفل بحاجة ماسة إلى تدخل غذائي فوري.

“هل سآكل شيئًا اليوم؟”

تلك الجملة البسيطة، التي يرددها أطفال غزة كل صباح، لم تعد مجرد سؤال، بل باتت اختزالًا لقصة شعب محاصر بين الجوع والقنابل. أحد العاملين الإغاثيين في منظمة “أكشن أجينست هنغر” قال في شهادته:

“نحن لا نقدّم خدمات طوارئ فحسب، بل نحاول حرفيًا إنقاذ أرواح تنهار أمام أعيننا، فيما يقف العالم متفرجًا.”

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، الوضع في غزة بأنه “مجزرة صامتة يُديرها الجوع”، مطالبًا بوقف النزيف الإنساني قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية للأطفال.

ويُعزى تفاقم الأزمة إلى استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل منذ مارس 2025، وتدمير مصادر الغذاء والمياه والبنى التحتية، فضلًا عن انتشار مراكز توزيع مساعدات تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل، والتي باتت مسرحًا لمجازر جماعية بحق الجائعين، وفق منظمات دولية.

رغم الحظر.. يظلّ الواجب حيًا

تبرع غزة

في الوقت الذي تتعرض فيه بعض المنظمات العاملة في غزة للمنع أو التشكيك أو التضييق، تواصل عدد من الجهات الموثوقة عملها على الأرض بإصرار وشجاعة. ومن بين هذه المؤسسات، تبرز منظمة “العمل لأجل الإنسانية” (AFH)، التي أكدت في بيان لها أنها لا تزال توصل الطرود الغذائية والمساعدات الطبية رغم “ارتفاع مستوى الخطر وندرة الموارد”.

وقالت المنظمة: “نحن لا نخشى العقبات، لأن الأرواح التي نُنقذها تستحق المحاولة. كل تبرع يحمل في طيّاته حياة كاملة قد تُستعاد.”

رسالة إلى الضمير البريطاني والعالمي

في بريطانيا، يتصاعد الغضب الشعبي في مواجهة هذا الصمت الدولي، ومعه دعوات حثيثة للتضامن الفعلي لا الرمزي.

فالتجويع ممنهج، والموت يومي، والسكوت جريمة.

ويؤكد النشطاء أن النضال لا ينتهي بمجرد حظر منظمة أو تكميم صوت. بل يبدأ من هناك. ومن واجب كل ضمير حي أن يتحرّك:

  • تبرّع للمنظمات الموثوقة التي لا تزال على الأرض.
  • شارك القصص والشهادات: لا تدع التضليل الإعلامي يحجب الحقيقة.
  • اضغط على نواب البرلمان: طالب بفتح المعابر وإنهاء الحصار.
  • انزل إلى الشارع: شارك في الوقفات والفعاليات لتقول للعالم: غزة ليست وحدها.

في وجه الجوع، لا تكفي كلمات المواساة، ولا تُجدي الدموع.
بل تحتاج غزة إلى أفعال… إلى صوت يصرخ، ويد تُنقذ، وضمير لا ينام.

استمروا في التبرع. استمروا في الحشد. استمروا في الصراخ.
لأن المجاعة في غزة ليست كارثة طبيعية… بل جريمة لا يجوز أن تمرّ.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:31 pm, Jul 25, 2025
temperature icon 24°C
scattered clouds
58 %
1019 mb
6 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 40%
Visibility 10 km
Sunrise 5:13 am
Sunset 8:59 pm