معابر المهاجرين عبر القناة تتجاوز 20 ألفًا منذ تولي ستارمر رئاسة الوزراء
تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر القنال الإنجليزي عتبة 20 ألف مهاجر، وذلك منذ أن تولى السير كير ستارمر رئاسة الوزراء في يوليو الماضي.
ووفقًا للمعلومات التي من المتوقع أن تُنشر يوم الإثنين، تشير الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية إلى أن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين عبروا القنال قد تخطى هذا الرقم القياسي منذ أن أصبح ستارمر في مقر رئاسة الحكومة. وقبل عطلة نهاية الأسبوع، كان عدد العابرين قد وصل إلى 19,988.
رئاسة سوناك مقارنةً بفترة ستارمر
وفي المقابل شهدت فترة رئاسة ريشي سوناك، التي بدأت في أكتوبر 2022، تسجيل 50,637 وصولًا عبر القنال. وقد استغرق الأمر نحو ثمانية أشهر ونصف لتجاوز عدد العابرين 20ألف في عهده، مع أن بداية ولايته تزامنت مع فصل الخريف، التي تشهد في العادة انخفاضًا في عدد العابرين بسبب الظروف الجوية.
على العكس من ذلك، تولى ستارمر رئاسة الحكومة في فصل الصيف، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد العابرين للقنال ذروته؛ نظرًا لتحسن الأجواء، ما أسهم في تسريع وصول المهاجرين إلى المملكة المتحدة. ومن هنا استغرق الأمر نحو خمسة أشهر فقط لتجاوز هذا الرقم في فترة رئاسته.
وفي هذا السياق قال مصدر من حزب العمال لوكالة “PA” للأنباء: “قال روبرت جينريك الحقيقة الأسبوع الماضي عندما أشار إلى أن تعامل حزب المحافظين مع الهجرة قد خذل البلاد بشدة، وأدى إلى ضرر هائل ودائم. وأضاف: الناس محقون في غضبهم، وينبغي لحزب المحافظين أن يخجل من إخفاقه في حل هذه القضية”.
فشل خطة رواندا والسياسات السابقة
وأشار المصدر إلى أن “البلاد صوّتت من أجل التغيير” وأن الحكومة البريطانية الجديدة تحت قيادة حزب العمال تسعى لتغيير النهج المتبع في ملف الهجرة. وأضاف المصدر: إن وزيرة الداخلية زارت العراق الأسبوع الماضي؛ لتوقيع اتفاقية تاريخية من أجل مكافحة عصابات التهريب التي تسهل عمليات العبور غير الشرعية للقنال.
وأوضح المصدر أن سياسة حزب المحافظين السابقة، مثل خطة رواندا، لم تنجح في وقف تدفق المهاجرين. واعترف وزير الهجرة السابق، روبرت جينريك، بإخفاق هذه السياسات، مؤكدًا أن حزب العمال لن يكرر هذه الأخطاء.
وأما بشأن آخر الإحصاءات، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى تسجيل وصول 425 شخصًا في الـ16 من نوفمبر و237 شخصًا في الـ15 من نوفمبر. في حين أن آخر وصول قبل ذلك كان في الـ10 من نوفمبر، إذ وصل 209 أشخاص في يوم واحد.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء إجراء إصلاح شامل لنظام الهجرة في المملكة المتحدة، منتقدًا سياسة الحكومة السابقة في التعامل مع قضية الهجرة، ومشيرًا إلى أن المملكة المتحدة كانت تشهد “تجربة وطنية واحدة مع الحدود المفتوحة”. وقد اعتبر أن حكومته قد ورثت “فوضى عارمة” في وزارة الداخلية، وأن الأرقام الحالية تتطلب حلولًا جذرية وسريعة.
تأكيد رئيس الوزراء على ضرورة حماية الحدود
وقال رئيس الوزراء في تصريحات له: “ستنجح حكومتنا رغم إخفاق الحكومة السابقة في التحكم بأعداد المهاجرين. أرقام الهجرة ارتفعت على نحو غير مسبوق في عهد الحكومة السابقة، ونحن سنعمل على خفضها”.
وتوضح الأرقام الأخيرة أن تكلفة نظام اللجوء في المملكة المتحدة قد ارتفعت إلى 5 مليارات باوند، وهو أعلى مستوى من الإنفاق في تاريخ وزارة الداخلية، بزيادة تتجاوز 30 في المئة في عام واحد. كما أظهرت الأرقام أن عدد طالبي اللجوء الذين تؤويهم فنادق المملكة المتحدة قد وصل إلى 35,651 شخصًا في نهاية سبتمبر، بزيادة قدرها 6,000 شخص عن نهاية يونيو، ما يعكس أول زيادة ربع سنوية في هذا المجال منذ عام.
وفي سياق متصل، أعلنت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر عن اتفاقية “تاريخية” مع العراق لمكافحة تهريب البشر وتعزيز الأمن على الحدود. وتضع الحكومة البريطانية التعاون الدولي مع وكالات إنفاذ القانون الأوروبية في مقدمة أولوياتها للحد من تدفق المهاجرين عبر القنال.
وقد سبق لرئيس الوزراء أن قال: إن حكومته “ورثت وضعًا سيئًا جدًّا”، إذ شهدت الأشهر الأولى من العام أرقامًا قياسية في أعداد المهاجرين؛ بسبب تركيز الحكومة السابقة على سياسة رواندا بدلًا من العمل على تفكيك شبكات التهريب. وأكد أنه “إذا لم تتوفر القوارب والمحركات، سيكون من الصعب للغاية تنفيذ هذه العمليات”.
وأكد رئيس الوزراء أنه سيعامل مهربي البشر “مثل الإرهابيين” في إطار خطط الحكومة لتأمين الحدود على نحو أفضل، وأضاف: إن وزيرة الداخلية قد حصلت على دعم إضافي من خلال تخصيص مزيد من الأموال لتعزيز أمن الحدود.
وفي سياق أزمة الهجرة، أعلنت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة أنها تُجري نحو 70 تحقيقًا في قضايا الهجرة المنظمة وتهريب البشر. وقد أسفرت محاولات عبور القنال هذا العام عن وفاة 50 شخصًا وفقًا لحرس السواحل الفرنسي، ما يجعل هذا العام من أكثر الأعوام دموية في ظل هذه الأزمة. كما سجلت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) عدة حالات وفاة أخرى لمهاجرين يعتقد أنهم توفوا أثناء محاولات العبور هذا العام.
إقرأ أيّضا
- ستارمر يتعهد بمنع شركات الآي تي من توظيف الأجانب
- رئيس استخبارات سابق: حكومة ستارمر “تهدد الأمن القومي”
- كير ستارمر يرفض تصنيف العدوان الإسرائيلي على غزة “إبادة جماعية”
الرابط المختصر هنا ⬇