الإعلام العالمي يحتفي بإنجاز المغرب في كأس العالم 2022
أشاد الإعلام العالمي بإنجاز المغرب في كأس العالم 2022، بعد أن قطع أسود الأطلس شوطًا كبيرًا في البطولة، واستحقوا ثناء كبار الإعلاميين والمعلِّقين الرياضيين.
ورأى محلِّلون أنه على الرغم من انتهاء مسيرة المغرب في كأس العالم، فإن رحلتهم لم تنتهِ بعد في عالم الكرة العالمية؛ فقد كان إنجاز أسود الأطلس بداية حقبة جديدة أنهت الهيمنة الأوروبية على الكرة العالمية التي استمرت نحو قرن من الزمان
تراجع الهيمنة الأوروبية أمام المغرب في كأس العالم
وقد أثبت نجوم المغرب أنهم ليسوا الحلقة الأضعف أمام كبار أوروبا، وحظي أسود الأطلس بدعم وتشجيع عالمي، وصار المنتخب المغربي الأول في إفريقيا وفي العالم العربي، وثاني منتخب ينتمي إلى دولة ذات غالبية مسلمة يصل إلى نصف نهائي كأس العالم (بعد تركيا عام 2002).
وقد هيمنت ثمانية منتخبات عالمية على كرة القدم منذ نشوئها في بريطانيا قبل 160 عامًا، من بينها الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية، ويبدو ذلك جليًّا في المباراة النهائية التي تجمع فرنسا بالأرجنتين، لكن البطولة الحالية شكَّلت بصيص أمل لبدء تلاشي هذه الهيمنة.
وخلال 22 نسخة خلَت من بطولة كأس العالم وصل 88 فريقًا إلى نهائيات البطولة، كان من بينها ثلاثة منتخبات فقط جاءت من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهي: منتخب الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية عام 2002 والمنتخب المغربي.
وقد لامس أسود الأطلس شغف الجماهير على امتداد واسع، وبخاصة في المناطق المرتبطة بهُوِيتهم العربية الإفريقية والإسلامية، ووحَّدوا المشجعين خلفهم بعد أن قدموا أداء عاليًا وشغفًا كبيرًا رغم كل الإصابات والظروف التي عانى منها الفريق.
منتخب المغرب يوحد الجماهير خلفه
حافظ الركراكي على معنويات فريقه، ووضع المدافع نايف أغويرد في التشكيلة الأساسية، ورغم معاناته من الإصابة أمام إسبانيا، فإن حضور اسم نايف الذي لم يلعب أمام فرنسا كانت لفتة رمزية من قبل الركراكي الذي زج برومان سايس في الدفاع رغم إصابته الشديدة، وخرج سايس بعد عشرين دقيقة، لكن الركراكي كان يعلم تأثير اللاعبين الكبار على معنويات زملائهم.
وقد استطاع الراكراكي الاستثمار في لاعبيه إلى أقصى حد بالاعتماد على العامل النفسي (حيث دعا زوجات اللاعبين وأصدقائهم وأهاليهم إلى مخيم التدريب)، كما استخدم ذكاءه التكتيكي خلال المباريات.
إن الكثافة الدفاعية للاعبي المغرب في وسط الملعب، إلى جانب براعتهم في الهجمات المرتدة، وامتلاكهم السرعة ودقة التمرير، كل ذلك مكَّنهم من منافسة أكبر الفرق الأوروبية.
وقد أظهر أسود الأطلس ثباتًا دفاعيًّا، وقدموا عروضًا ومهارات فريدة ورائعة، بدءًا من حارس المرمى ياسين بونو ورومان سايس والظهير أشرف حكيمي، وصولًا إلى ثنائي الوسط سفيان المرابط وعز الدين أوناهي.
وقد تحدث بعض المتابعين عن أحد عوامل قوة المنتخب المغربي، وهو أن 14 لاعبًا من الفريق المكون من 26 لاعبًا بدأوا مسيرتهم الكروية في الخارج: أربعة لاعبين في بلجيكا وهولندا، واثنان في إسبانيا وفرنسا، وواحد في كندا والآخر في إيطاليا، وهو -بلا ريب- جزء من تأثير الهجرة على واقع كرة القدم.
لم يخرج #المغرب خاسرا من المونديال، وإنما محققاً لإنجاز تاريخي غير مسبوق، ليكون صاحب المركز الثالث أو الرابع، بعد أداء مميز, وهم ملوك المونديال فعلا بالنسبة لنا. #شكرا_للمغرب#المغرب_فرنسا#كأس_العالم_قطر2022 #العرب_في_بريطانيا AUK pic.twitter.com/EX5NxVKNle
— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) December 14, 2022
لكن الأمر المشترك بين هؤلاء اللاعبين كلهم هو أنهم اختاروا اللعب في منتخب بلادهم رغم امتلاكهم جنسيات مزدوجة، ما يعني أن التحاقهم بالمنتخب الوطني لم يكن مصادفة، بل هو نتاج علاقة اللاعبين مع أسلافهم وهُوِيتهم.
افتتح الملك محمد السادس الاتحاد المغربي لكرة القدم، وهو مركز تدريب وطني بُني وفق أحدث طراز لتنمية مواهب ومهارات الجيل القادم من لاعبي كرة القدم على المستوى المحلي، أضف إلى ذلك أن المنشآت الخاصة بكرة القدم في المغرب ليست أقل شأنًا من تلك الموجودة في الدول الأكثر ثراءً.
وقد شجع ذلك اللاعبين المغربيين من أصحاب الجنسيات المزدوجة على اختيار اللعب لمصلحة منتخب بلدهم الأصلي، وشجع على مزيد من الاستثمار في لعبة كرة القدم على المستوى المحلي.
المغرب تكرّس نهجًا احترافيًا لكرة القدم
وقد استطاع المنتحب المغربي الفوز بآخر بطولة لأمم إفريقيا، وهي بطولة قارية مخصصة للاعبين الأفارقة، وتختلف عن بطولة كأس أمم إفريقيا الأكثر شهرة، كما ظفرت الأندية المغربية بدوري أبطال إفريقيا بعد أن فاز فريق الوداد بالدوري، إلى جانب فريقَي النهضة والبركان اللذين تمكَّنا من حسم بطولة الاتحاد الإفريقي من الدرجة الثانية.
إذن نستطيع القول: إن نجاح المغرب لم يأتِ من فراغ؛ فلقد زرع المغرب بذور الأجيال القادمة من اللاعبين، ووضعهم على المسار الصحيح، وعلى الرغم من الإرث الكبير لأوروبا وأمريكا الجنوبية في عالم كرة القدم، فإن الفجوة بدأت تضيق.
وقد تستمر هيمنة أوروبا وأمريكا الجنوبية على بطولة كأس العالم خلال العقود القليلة القادمة، قبل أن ينهض فريق إفريقي ويظفر ببطولة كأس العالم يومًا ما، كما توقع الجوهرة البرازيلية بيليه.
استطاع أسود الاطلس أن يحوِّلوا الحلم إلى حقيقة خلال الأسابيع القليلة الماضية، لقد توفرت لديهم الإمكانيات، واستطاع الركراكي بناء فريق متماسك، ألحق الهزيمة بأكبر المنتخبات العالمية، وهو ماضٍ في مسيرته الكروية.
ومن ثَمّ فإن كل ما يحتاج إليه المغرب هو الوقت فقط للعودة مجددًا وحجز مكان لإفريقيا في البطولات العالمية، وبهذا الصدد قال الركراكي: “لا يمكن الفوز بكأس العالم بالمعجزات، لا بد أن نواصل العمل الجاد وهذا ما سنفعله”.
https://youtu.be/O8tpNuoLCY8
اقرأ أيضاً :
الغارديان: تفوق المغرب في كأس العالم يغير الصور النمطية للعرب والمسلمين
كيف غطى الإعلام البريطاني تأهل منتخب المغرب لدور الـ16 في كأس العالم 2022
الرابط المختصر هنا ⬇