المعاشات ودعم تكاليف المعيشة في سبتمبر 2025: المواعيد وكل ما تحتاج معرفته

مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، تأمل كثير من العائلات البريطانية أن تخفّ بعض الضغوط المالية التي تراكمت خلال الأسابيع الماضية. لكن بالنسبة لملايين الأسر، يبقى التعامل مع تكاليف المعيشة تحديًا يوميًا، في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل يفوق نمو الأجور، وتراكم فواتير الطاقة والديون الأسرية. وتشير الأرقام الحديثة إلى أن أزمة المعيشة لم تتراجع بعد “ذروة” 2022، رغم تراجع معدلات التضخم.

ضغوط اقتصادية وأمن غذائي مهدّد

أفادت مؤسسة Resolution Foundation بأن تكاليف الأساسيات ما زالت مرتفعة بشكل غير متناسب، بينما تكشف بيانات The Food Foundation أن 7.3 مليون بالغ – أي ما يعادل 13.9% من الأسر – عاشوا حالة انعدام أمن غذائي في يناير 2025، وهي نسبة لم تعد إلى مستويات ما قبل 2022. كما ارتفعت ديون الطاقة لتصل إلى 3.9 مليار باوند بنهاية 2024، أي أكثر من ضعف مستواها قبل خمس سنوات.

مواعيد صرف المعاشات والبدلات في سبتمبر

لن تشهد مدفوعات الدعم أي تغيير هذا الشهر لغياب العطل الرسمية، وتشمل المدفوعات: الائتمان الشامل، المعاش التقاعدي الحكومي، دعم الأطفال، بدل الإعاقة، بدل الرعاية، دعم التوظيف، دعم الدخل، وبدل الباحثين عن عمل.

بالنسبة للمعاش التقاعدي، تُصرف المبالغ كل أربعة أسابيع وفقًا لآخر رقمين في رقم التأمين الوطني:

• 00 إلى 19: الإثنين
• 20 إلى 39: الثلاثاء
• 40 إلى 59: الأربعاء
• 60 إلى 79: الخميس
• 80 إلى 99: الجمعة

يُذكر أن المعاش الحكومي ارتفع هذا العام بنسبة 4.1% (ما يعادل 472 باوند سنويًا)، تماشيًا مع قاعدة “التربل لوك”، بينما زادت إعانات الرفاهية بنسبة 1.7% تماشيًا مع التضخم.

إصلاحات ومساعدات إضافية

من المقرر أن تكتمل عملية تحويل جميع المستفيدين من “البدلات القديمة” إلى الائتمان الشامل بحلول يناير 2026. وبحسب مشروع قانون الرعاية الجديد، سيحصل المستفيدون من الائتمان الشامل على زيادات سنوية تفوق التضخم بدءًا من أبريل 2026 وحتى 2029. لكن في المقابل، ستُخفّض المبالغ الإضافية المخصصة للمستفيدين الجدد من ذوي الاحتياجات الصحية من 105 إلى 50 باوند شهريًا.

توجد أيضًا برامج دعم متنوعة منها:

• قروض الطوارئ (Budgeting Advance Loans): قروض بلا فوائد تُخصم مباشرة من الائتمان الشامل، تصل إلى 812 باوند للأسر التي لديها أطفال.
• المدفوعات السكنية التقديرية (DHP): دعم تمنحه السلطات المحلية لتغطية تكاليف السكن، من ضمنها الإيجارات والودائع.
• صندوق دعم الأسر (HSF): يقدم مساعدات حتى 300 باوند للأسر الأكثر هشاشة، ويستمر حتى مارس 2026 قبل تحوّله إلى “صندوق الأزمات والقدرة على الصمود”.
• منح خيرية: متاحة لفئات مثل المرضى، العاطلين عن العمل، الطلاب، والأرامل.
• خصم ضريبة المجلس: يصل إلى 100% وفق ظروف كل أسرة.
• دعم فواتير الطاقة: عبر برامج تقدمها شركات مثل British Gas وEDF وOctopus.
• رعاية الأطفال المجانية: جميع الأطفال دون سن الخامسة سيكونون مؤهلين للحصول على 30 ساعة مجانية من الحضانة ابتداءً من سبتمبر 2025.

أسعار الطاقة وآفاق الخريف

انخفض سقف أسعار الطاقة الذي تفرضه هيئة Ofgem من 1,849 إلى 1,720 باوند للربع الممتد من يوليو إلى سبتمبر، أي بتراجع نسبته 7%. وسيُعلن عن السقف الجديد للفترة من أكتوبر إلى ديسمبر في نهاية أغسطس، ما يجعل الأسر تترقب أي خفض إضافي يخفّف من وطأة الفواتير.

يعكس المشهد الاقتصادي البريطاني اليوم مفارقة مؤلمة: تضخمٌ تراجع رقميًا لكنه لم يترجم إلى حياة أكثر يسراً للأسر. وبينما تواصل الحكومة إطلاق برامج دعم وتوسيع نطاق الائتمان الشامل، تبقى ملايين العائلات عالقة بين فواتير الطاقة المرتفعة، والأجور الراكدة، والديون المتراكمة. في العرب في بريطانيا نرى أن معالجة الأزمة لا تكمن فقط في ضخ مساعدات ظرفية، بل في إعادة بناء سياسات اقتصادية عادلة ومستدامة تكفل للمواطن عيشًا كريمًا دون خوف دائم من فاتورة الكهرباء أو سلة الغذاء.

المصدر: اندبندنت

إقرأ أيّضا

أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025

فجوة الأجور في بريطانيا: راتب مدير تنفيذي يعادل دخل موظف لـ122 عامًا

خارج السيطرة: حوادث مأساوية تكشف الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي