المسافرون البريطانيون يواجهون فوضى وتأخيرات مع بدء نظام السفر الأوروبي الجديد

تشهد المطارات والمنافذ الحدودية الأوروبية بدءًا من الأحد تطبيق نظام الدخول والخروج الأوروبي الجديد (EES)، الذي يفرض على المسافرين من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم البريطانيون، تسجيل بصمات أصابعهم والتقاط صورهم قبل دخول 29 دولة أوروبية، معظمها ضمن الاتحاد الأوروبي.
ويحذر خبراء السفر من تأخيرات وفوضى محتملة في المطارات ومعابر الحدود خلال الأسابيع الأولى من تطبيق النظام، مع تأكيدهم أن موظفي الحدود سيحتاجون إلى وقت للتأقلم مع الإجراءات الجديدة، ما قد يؤدي إلى طوابير طويلة وانتظار ممتد، خصوصًا في الوجهات السياحية الكبرى مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا.
وقالت جوليا لو بيو-سعيد، الرئيسة التنفيذية لشبكة Advantage Travel Partnership لوكالات السفر المستقلة: “ننصح المسافرين إلى المطارات الرئيسية في جنوب أوروبا بتخصيص ما لا يقل عن أربع ساعات إضافية لعبور النظام الجديد خلال هذه المرحلة الأولية.”

وأضافت أن “التأخيرات أمر متوقّع، لا سيما عندما تصل رحلات متعددة في وقتٍ متقارب، وقد نشهد تدفقًا كبيرًا من المسافرين في الأيام الأولى للتطبيق”.
من جانبه، أوضح روري بولاند، محرر مجلة Which? Travel المتخصصة في شؤون المستهلكين، أن على المسافرين “تخصيص وقت إضافي عند الوصول إلى وجهاتهم”، موصيًا بتأجيل مواعيد التنقل أو الرحلات اللاحقة لتفادي التأخير الناتج عن الإجراءات الجديدة.
أما وزارة الداخلية البريطانية، فقد حاولت طمأنة المسافرين، مؤكدة أن عملية الفحص الإضافي “لن تستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين”، لكنها اعترفت بأن “الانتظار قد يطول في فترات الازدحام الشديد”.
وسيُطلب من المسافرين البريطانيين عبر محطة سانت بانكراس في لندن، وميناء دوفر، ونفق يورو تونيل في فولكستون، إتمام إجراءات النظام داخل المملكة المتحدة، حيث تم تركيب أكشاك إلكترونية جديدة لهذا الغرض، إلا أن استخدامها سيقتصر في البداية على عدد محدود من الركاب.
ويجري تطبيق النظام الجديد بشكل تدريجي في الدول الأوروبية، على أن يبدأ التنفيذ الكامل بحلول 10 أبريل 2026، في حين ستكون بيانات التسجيل صالحة لمدة ثلاث سنوات مع التحقق منها في كل رحلة، ما سيُغني لاحقًا عن الحاجة إلى ختم جواز السفر يدويًا.
وفي تعليقه على النظام، قال مارك تانزر، الرئيس التنفيذي لاتحاد شركات السفر ABTA، إن “النظام الجديد سيسهم على المدى الطويل في تسهيل وتسريع السفر داخل أوروبا”، لكنه حذر من أن “الأسابيع الأولى قد تشهد بعض الارتباك والتأخير، خاصة في فترات الذروة الصيفية”.
ويهدف نظام EES إلى تعزيز الأمن في منطقة شنغن من خلال تتبع حركة القادمين والمغادرين إلكترونيًا، والمساعدة في كشف الهويات المزورة والحد من الهجرة غير النظامية، إضافة إلى منع تجاوز مدة الإقامة المسموح بها للزوار.
ويعكس النظام الأوروبي الجديد، رغم أهدافه الأمنية والإدارية المشروعة، التحديات المتزايدة في حركة السفر بعد البريكست، حيث أصبح المواطن البريطاني، الذي كان يتمتع بحرية التنقل داخل أوروبا، يواجه اليوم إجراءات بيروقراطية معقدة كانت حكرًا على الزوار من خارج القارة.
وسوء التنسيق في تطبيق النظام قد يؤدي إلى تعطيل آلاف الرحلات وتكدّس المسافرين في المطارات، في مشهد يذكّر بأزمات السفر التي شهدتها بريطانيا عقب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇