دراسة بريطانية : المرونة في العمل تدعم الانتاجية من وجهة نظر المدراء
أشارت دراسة بريطانية إلى أن كثيرًا من المديرين في بريطانيا بدأوا تغيير وجهة نظرهم السلبية تجاه مبدأ المرونة في العمل، وأن عددًا كبيرًا منهم بات يرى أن المرونة تُسهِم في زيادة إنتاجية العمل، مع أن العمل لساعات طويلة ما زال ضروريًّا لضمان التطور الوظيفي.
وبحسَب الدراسة فقد اتخذ المديرون موقفًا إيجابيًّا من المرونة في العمل أكثر من أي وقت مضى، وبات ثلاثة أرباعهم مقتنعًا بأن المرونة تزيد الإنتاجية، في حين يعتقد 62.5 في المئة من المديرين أن المرونة في العمل تحفز الموظفين لبذل مزيد من الجهود.
تكريس مفهوم المرونة في العمل بعد انتشار وباء كورونا
وقد أجرت الدراسةَ مؤسسةُ (Equal Parenting) المدعومة من جامعة برمنغهام وجامعة يورك، وشملت 597 مديرًا من شتى أنحاء بريطانيا.
وفي هذا السياق قال مُعِدَّا الدراسة هولي بيركيت من جامعة برمنغهام لإدارة الأعمال وسارة فوربس من جامعة يورك: “يستطيع المديرون حل مشكلة التفاوت بين الجنسين في الإنتاجية، بتطبيق مبدأ المرونة في العمل، وتغيير طريقة تقييم أداء الموظفين؛ لتغيير النظر السلبية السائدة بخصوص المرونة في العمل، ولا سيما في الفترة التي سبقت انتشار كورونا”.
وطالب مُعِدَّا الدراسة المديرين بإعداد تقارير يذكرون فيها أفضل الطرق والوسائل الخاصة بالمرونة في العمل والتي تُمهِّد الطريق لحل مشكلة اختلاف الأجور بين الجنسَين، ودعا مُعِدَّا الدراسة إلى تطبيق مبدأ المرونة في العمل، وطالَبا المديرين ببيان الأسباب التي تَحُول دون تطبيق مبدأ المرونة في العمل.
وفي هذا الشأن قالت أنجيلا راينر نائبة زعيم حزب العمال والوزيرة في حكومة الظل: “إن الدراسة أظهرت إجماعًا على ضرورة اعتماد طرق المرونة ووسائلها في العمل وتطبيقها دائمًا”.
وأشارت إلى أن الاتفاقية التي توصَّل إليها حزب العمال مؤخرًا ستُجبر المديرين على تلبية متطلبات تحقيق المرونة في العمل، ويشمل ذلك ساعات الدوام الجزئي وتعديل أوقات الذروة بالحد المعقول”.
وأضافت: “إن المحافظين لا يبذلون ما يكفي من الجهود لتطبيق طرق المرونة في العمل، ورؤيتهم مفادها أن العمال هم من يطالبون بالعمل المرن، ما يعني زيادة الأعباء على الموظفين!”.
قواعد المرونة في العمل تساهم في المساواة بين الجنسين
ورحَّبت النائبة في البرلمان عن حزب المحافظين والرئيسة السابقة للجنة اختيار النساء ماريا ميلر، بإقرار الحكومة حق الموظفين في المطالبة بطرق أكثر مرونة للعمل منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالوظيفة، وأشارت إلى أنه يجب على الحكومة مضاعفة جهودها بهذا الصدد.
وقالت: “إذا أردنا تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في العلم، فلا بد من منح النساء جميع الوسائل لتحقيق ذلك”.
وأثبتت الدراسة تراجع اهتمام المديرين بالعمل المكتبي بعد فترة انتشار الوباء، وانخفاض عدد المديرين الذين يرون ضرورة عمل الموظف ساعات طويلة لاكتساب الخبرة أثناء فترة انتشار الجائحة، لتصل نسبتهم إلى 35.2 في المئة عام 2021، بعد أن كانت 43.3 في المئة خلال عام 2019، لكن النسبة عاودت الارتفاع مجددًا لتصل إلى 41.1 في المئة.
وأظهرت الدراسة زيادة في انتشار العمل الهجين بين الموظفين (العمل المنزلي والمكتبي)، حيث أفاد 69.3 في المئة من المديرين في عام 2020 أنهم لا يتوقعون عودة الموظفين للعمل من المكاتب لأكثر من أربعة أيام في الأسبوع، علمًا أن نسبة هؤلاء المديرين لم تتجاوز 59 في المئة في عام 2021.
أضف إلى ذلك تضاعُف عدد المديرين الذي يطالبون موظفيهم بالعمل المكتبي يومًا واحدًا فقط في الأسبوع، حيث أصبحت نسبتهم 20.4 في المئة في 2022 بعد أن كانت 10. (https://morrisvillecathospital.com/) 5 في المئة في عام 2021.
وقال بيركيت المشارك في إعداد الدراسة: “لقد أصبح المديرون أكثر انفتاحًا على المرونة في العمل مقارنة بما كانوا عليه قبل انتشار جائحة كورونا، ويعتقد المديرون أن مؤسساتهم ستدعم وسائل المرونة في العمل في المستقبل”.
وأضافت زميلته فوربس: “إنه أمر واعد بالنسبة إلى الأهالي ومقدمي الرعاية الذين لا يستطيعون ممارسة الأعمال المكتبية، ومن المرجح أن يكون هذا التطور مفيدًا للنساء، ولا سيما بعد أن عانَيْنَ من عدم القدرة على تحقيق المرونة في العمل، إلى جانب انخفاض أجورهن على مر السنين”.
جذب المزيد من الموظفين
وخلصت الدراسة إلى أن مزيدًا من المؤسسات تعلن عن إتاحة وظائف جديدة تحقق المرونة في العمل وبدعم من المديرين أنفسهم؛ لأنهم باتوا يرون أنه لا بد من إيجاد فرص عمل أكثر مرونة؛ فهي أكثر جاذبية للموظفين.
ومع ذلك أشار مُعِدَّا الدراسة إلى أن معظم الموظفين يعملون بمبدأ المرونة في العمل بشكل غير رسمي، (45 في المئة منهم يعملون من المنزل، في حين يحظى 36.5 في المئة من الموظفين بخيارات أكثر مرونة للعمل).
وحذرت الدراسة من أن ممارسة هذا النوع من العمل بطريقة غير رسمية قد يهدد استمرار الموظفين في العمل، وبخاصة إذا تغير المدير وتغيرت معه أساليب العمل.
هذا وأشارت الدراسة إلى أن نحو ثلث المديرين يستخدمون برامج لمراقبة الموظفين، وهو ما يثير الريبة عند معظم الموظفين ويُولِّد لديهم الشعور بانعدام ثقة المديرين بهم. وقد أقر ثلثا الموظفين بأن استخدام أساليب المراقبة يزيد توترهم أثناء العمل.
اقرأ أيضاً :
كيف تُضاعف عدد أيام إجازتك عن العمل في بريطانيا عام 2023
لماذا يغادر الآلاف سوق العمل وسط أزمة غلاء الأسعار في بريطانيا؟
هل يتحمل صاحب العمل في بريطانيا تكلفة وقود سيارتك ؟
الرابط المختصر هنا ⬇