المجلس الإسلامي البريطاني ينفي تأييده لشبكة المسلمين البريطانيين الجديدة

أعلن المجلس الإسلامي البريطاني (MCB) عدم دعمه لشبكة المسلمين البريطانيين (BMN)، نافيًا أي صلة له بالمنظمة الجديدة، وذلك بعد أن ألمحت البارونة سعيدة وارسي، الوزيرة الحكومية السابقة، خلال حفل إطلاق الشبكة، إلى أن المجلس كان من بين الجهات الداعمة للمبادرة.
وجاء النفي الرسمي من واجد أختر، الأمين العام للمجلس، الذي أكد لموقع ميدل إيست آي أن المجلس لم يُستشر بشأن إنشاء الشبكة ولم يمنحها تأييده، مضيفًا: “لم يتواصل أحد معنا، ولم نُقدّم أي دعم لهذه المنظمة الجديدة“.
تصريحات وارسي وموقف المجلس
وكانت وارسي، الوزيرة السابقة في حكومة ديفيد كاميرون، قد أشادت خلال الحدث بالقائمين على الشبكة الجديدة، مشيرة إلى أنهم تواصلوا مع مختلف المنظمات الإسلامية، بما في ذلك المجلس الإسلامي البريطاني، وقالت: “يسعدني أنكم تواصلتم مع كل منظمة إسلامية يمكنني التفكير فيها، بما في ذلك المجلس الإسلامي البريطاني، ويسعدني أيضًا أنكم تحظون بدعمه“.
كما أوضحت أن زارا محمد، الأمينة العامة السابقة للمجلس، كانت تأمل في الحضور لكنها لم تتمكن بسبب التزاماتها، وأن مقداد فيرسي، المتحدث باسم المجلس، بعث بأطيب تمنياته للمجتمعين.
إلا أن أختر نفى هذه التصريحات بشكل قاطع، مؤكدًا أن المجلس لم يتلقَّ أي دعوة ولم يشارك في دعم الشبكة بأي شكل من الأشكال.
شخصيات بارزة في حفل الإطلاق
وشهد حفل إطلاق شبكة المسلمين البريطانيين حضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة، من بينهم وزير الصحة ويس ستريتينغ، الذي كاد يفقد مقعده النيابي في الانتخابات الأخيرة لمصلحة المرشحة المؤيدة لفلسطين ليان محمد بفارق 500 صوت، ووزير الأديان اللورد واجد خان.
واعترف ستريتينغ خلال كلمته بأن “الحكومات المتعاقبة وحزب العمال لم ينجحا في بناء علاقة صحيحة مع المجتمع المسلم“، في إشارة إلى توتر العلاقة بين الأحزاب السياسية والمجتمعات الإسلامية في بريطانيا.
كما حضر الفعالية بريندان كوكس، أرمل النائبة العمالية الراحلة جو كوكس، والذي يُعتقد أنه أحد الشخصيات البارزة خلف تأسيس الشبكة، حيث وجّهت له وارسي شكرًا خاصًا خلال كلمتها.
وضمّت قائمة الحضور أيضًا ممثلين عن جمعية (Good Faith Partnership)، إضافةً إلى عاصم حافظ، إمام المسلمين في الجيش البريطاني ومستشار الشؤون الإسلامية في وزارة الدفاع البريطانية.
دعم حكومي رغم الجدل
وتأتي تصريحات وارسي ودعمها للشبكة الجديدة بعد أيام من مشاركتها في العشاء السنوي للمجلس الإسلامي البريطاني، حيث انتقدت سياسة الحكومة التي ترفض التعامل مع المجلس، رغم أنه يُعتبر الهيئة التمثيلية الأبرز للمسلمين في بريطانيا، ويضم نحو 600 مسجد ومؤسسة مجتمعية.
وأثارت مشاركتها في العشاء جدلًا داخل حزب العمال، حيث تعرّض النائب العمالي سير ستيفن تيمز لضغوط بعد حضوره المناسبة، وسط تقارير أفادت بأن قيادة الحزب “ذكّرته بواجبه في الالتزام بالمسؤولية الجماعية“، في إشارة إلى حساسية العلاقة بين الحزب والمجلس الإسلامي البريطاني.
في المقابل، يرى منتقدو الشبكة الجديدة أنها تفتقر إلى المصداقية داخل المجتمع المسلم، وتعمل على تقويض جهود المجلس الإسلامي البريطاني في التواصل مع حكومة حزب العمال. بينما يدافع مؤسسو الشبكة عن ضرورة انخراط الحكومة مع مجموعة متنوعة من المنظمات الإسلامية، بما في ذلك المجلس الإسلامي البريطاني والشبكة الجديدة.
ورغم أن الشبكة لا تدّعي تمثيل المسلمين بنفس نطاق المجلس الإسلامي البريطاني، فإن دعم وزير الأديان لها يشير إلى احتمال اعتراف الحكومة بها كبديل محتمل للمجلس، في ظل استمرار مقاطعة الحكومة للمجلس الإسلامي البريطاني منذ سنوات.
مشاكل في التمويل
وكانت ميدل إيست آي قد كشفت في وقت سابق عن خطط لإنشاء مجموعة إسلامية جديدة مدعومة من حزب العمال للتواصل مع الحكومة، إلا أن المبادرة فقدت معظم دعمها المالي، الذي كان يشمل مئات الآلاف من الباوندات، بحسَب تقارير إعلامية. كما امتنع عدد من النواب المسلمين عن حضور حفل إطلاق الشبكة.
وفي مقابلة مع “بي بي سي راديو 4“، نفت أكيلا أحمد، الرئيسة المشاركة للشبكة، صحة التقارير التي تحدثت عن انسحاب التمويل وعدم رضا بعض النواب المسلمين في حزب العمال، قائلة: “هذا غير صحيح. نحن في مرحلة التأسيس، ونحصل على تمويل خاص، كما أننا نتحدث مع أفراد داخل المجتمعات المسلمة في بريطانيا بشأن تمويل الشبكة، لكن لم يُسحب أي تمويل“.
ومن بين قادة الشبكة، قاري عاصم، الرئيس المشارك للشبكة، الذي شارك مؤخرًا في توقيع “اتفاقيات المصالحة” مع قادة يهود، بمن فيهم كبير الحاخامات السير إفرائيم ميرفيس، حيث قُدّمت هذه الاتفاقيات على أنها خطوة نحو “إعادة بناء الثقة الحقيقية بين المجتمعات المسلمة واليهودية“. وقد التقى الموقعون عليها بالملك تشارلز في قصر باكنغهام في الـ11 من فبراير.
وفي سياق متصل، أُعلن هذا الأسبوع عن أعضاء المجلس الاستشاري للشبكة، والذي يضم شخصيات بارزة مثل عبد الرحمن سيد، الرئيس التنفيذي لمركز التراث الثقافي الإسلامي في لندن، وزاهد أمان الله، المدير السابق لمركز أبحاث منتدى كونكورديا.
ويُذكر أن أمان الله، الذي يعمل حاليًّا زميلًا في معهد الحوار الاستراتيجي، كان قد شارك في ديسمبر الماضي في فعالية نظمتها هداية، وهي منظمة مدعومة من الإمارات تعمل في مجال “مكافحة التطرف”، حيث تحدث عن سبل التصدي لمعاداة السامية والإسلاموفوبيا.
وفي ظل الدعم الحكومي الذي يبدو أنه يُمنح للشبكة الجديدة، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعكس توجهًا لتجاوز المجلس الإسلامي البريطاني في المشهد السياسي، رغم تاريخه الطويل كممثل أساسي للمسلمين في البلاد.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
- المسلمون البريطانيون قوة ثقافية كبرى.. لكن التمويل يحاصرهم بمظلة مكافحة التطرف
- ارتفاع جرائم الكراهية الدينية في بريطانيا.. والمسلمون الأكثر تضررًا
- المجلس الإسلامي البريطاني يجمع القادة للاحتفاء بالوحدة والتضامن
الرابط المختصر هنا ⬇