رسائل إلى اللورد بلفور.. سلمان أبو ستة يلقي محاضرة في جامعة أدنبره
استقبلت العاصمة الاسكتلندية إدنبرا الدكتور سلمان أبو ستة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر؛ للمشاركة في ندوة بعنوان: الذكرى المئوية للانتداب البريطاني لفلسطين (1922- 1948)، وسلط الدكتور أبو ستة الضوؤ على الدور الذي لعبه اللورد بلفور في منح وطن قومي لليهود في فلسطين..
ويصادف الـ8 من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2022 الذكرى المئوية لوصول الانتداب البريطاني إلى فلسطين في ظل عصبة الأمم المتحدة.
الأثر المدمر لوعد بلفور
أصدر اللورد البريطاني آرثر جميس بلفور وزير خارجية بريطانيا وعده الشهير، الذي كان عبارة عن خطاب مؤلف من 67 كلمة يُفصِح فيها عن نيته منح وطن لليهود في فلسطين، وقد أدى هذا الخطاب إلى تشريد وقتل عدد لا يُحصى من الفلسطينيين خلال السنوات التي تلته.
وقد وصف حاضرو الندوة وعد بلفور بأنه “تعهد بريطاني بدعم فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين”، في تجاهل واضح للشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير، وعلى الرغم من أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في ذلك الوقت طعنوا بالوعد الذي أصدره بلفور، فإن الحكومة البريطانية عملت على تكريسه بصفة قانونية أثناء الانتداب البريطاني لفلسطين.
ونظَّمت الندوة مؤسسة (RACE.ED) ومعهد كينيون، وهو مركز الأبحاث البريطاني في الشرق الأوسط. وكان موقع إقامة الندوة في جامعة إدنبرا مرتبطًا بموضوعها، حيث شغل اللورد بلفور منصب مستشار الجامعة فترة طويلة، وبقي في ذلك المنصب 40 عامًا.
“هل صدر اعتذار رسمي؟”
وفي حديث عن دور الإمبراطورية البريطانية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال الدكتور أبو ستة: “إن خطط بلفور ورئيس الوزراء آنذاك ونستون تشرشل وحكومته لم تنطلق من فكرة دعم اليهود، لكن تشرشل وحكومته اعتقدا أن زرع اليهود في فلسطين سيساهم في حماية مصالح الإمبراطورية البريطانية، ومن ذلك السيطرة على الطريق المؤدي إلى الهند عبر قناة السويس”.
لكن التاريخ المخزي للإمبراطورية البريطانية في فلسطين لم يقتصر على وعد بلفور؛ فخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، دمرت العصابات الإرهابية الصهيونية العديد من القرى الفلسطينية، وارتكبت كثيرًا من المجازر بحق السكان الأبرياء، واستشهد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسُجِنوا وعُذِّبوا على أيدي المستعمرين البريطانيين.
واستنكر الدكتور أبو ستة عدم اعتذار بريطانيا بشكل رسمي عن سياساتها في فلسطين التي جلبت الويلات، وسبَّبت معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، إلى جانب دعمها المالي والعسكري للحركة الصهيونية.
وأشار الدكتور أبو ستة إلى أن استمرار النضال هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة في فلسطين.
من هو الدكتور سلمان أبو ستة؟
ولد الدكتور سلمان أبو ستة في فلسطين عام 1937 باحث ومؤرخ فلسطيني ومؤسس ورئيس جمعية أرض فلسطين في لندن، وهو متخصص في توثيق الشؤون المتعلقة بأرض فلسطين وشعبها.
عُرِف عنه وضع الخطط والخرائط الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتناول هذا الأمر في عدة كتب، أبرزها: أطلس فلسطين وحق العودة والنكبة الفلسطينية عام 1948.
اقرأ أيضاً :
وعد بلفور.. 105 أعوام من الدعم البريطاني لإسرائيل
الرابط المختصر هنا ⬇