العرب في بريطانيا | القنصلية الجزائرية تتابع حالة سمير زيتوني بعد ح...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

القنصلية الجزائرية تتابع حالة سمير زيتوني بعد حادثة القطار في بريطانيا

البطل سمير زيتوني يستعيد وعيه بعد طعنه في هجوم جماعي ببريطانيا
فريق التحرير November 6, 2025

أعلنت القنصلية العامة للجمهورية الجزائرية في لندن أنها تتابع عن كثب الحالة الصحية للمواطن الجزائري سمير زيتوني، الذي أصيب بجروحٍ بليغة في حادثة الطعن الجماعي التي هزّت بريطانيا يوم الأول من نوفمبر الجاري، على متن قطارٍ متجه من دونكاستر إلى لندن عبر مقاطعة كامبريدجشير.

وأكدت القنصلية في بيانٍ رسمي نُشر مساء الأربعاء 5 نوفمبر، أن القنصل العام انتقل شخصيًا إلى مستشفى هنتنغدون (Huntingdon Hospital)، الواقع على بُعد نحو 120 كيلومترًا شمال شرق العاصمة، مرفوقًا بدبلوماسي من السفارة الجزائرية، للاطلاع على تطوّرات الحالة الصحية للمواطن المصاب.

عمليات جراحية متتالية ووضع صحي حرج

بحسب البيان، خضع المواطن سمير زيتوني لعمليتين جراحيتين منذ دخوله المستشفى؛ الأولى على مستوى البطن والثانية في الظهر، فيما كان يخضع عند زيارة القنصل لعملية ثالثة في اليد.

وأوضحت الطواقم الطبية أن حالته حرجة للغاية، وأنه يتلقى الرعاية المركّزة تحت إشراف فريقٍ طبي مختص، مشيرة إلى أن الزيارة إليه ما زالت غير ممكنة حتى الحادي عشر من نوفمبر المقبل على الأقل.

وأعربت القنصلية عن تضامنها الكامل مع زوجة المصاب، وهي من جنسية يونانية، مؤكدةً فخر الجزائر واعتزازها بما وصفته بـ“شجاعةٍ نادرةٍ وعملٍ بطوليٍّ جسّد أنبل صور الإنسانية” خلال الحادثة.

بطل في وجه الخطر

ووفقًا لتقارير إعلامية بريطانية، فقد وصفت شركة LNER – المشغّلة للقطار – الموظف الجزائري بأنه “بطلٌ تصدّى للمهاجمين لإنقاذ الركاب”، بعدما حاول التدخل لوقف الاعتداء فتعرض لطعناتٍ في الرأس والعنق والبطن.

وأثارت الحادثة تعاطفًا واسعًا في الأوساط البريطانية والعربية، حيث وُصف زيتوني بأنه “رمزٌ للشجاعة في لحظةٍ غابت فيها الحماية”.

من جانبها، أكدت شرطة كامبريدجشير أن الحادث لا يُعامل كعملٍ إرهابي، وأن المهاجمين “بريطانيان” من دون الكشف عن هويتهما، وهو ما أثار تساؤلاتٍ حول المعايير التي تُحدّد بها السلطات البريطانية طبيعة الهجمات وتصنيفها، لا سيما حين لا يكون الجناة من أصولٍ مسلمة.

دبلوماسية إنسانية ومتابعة متواصلة

وأشار البيان القنصلي إلى أن المصالح الجزائرية تواصل مراقبة الحالة الصحية للمواطن المصاب بشكلٍ يوميّ، وتنسّق مع السلطات البريطانية لتأمين زيارته في أقرب فرصة ممكنة.

كما عبّر القنصل العام عن “خالص التضامن مع عائلة زيتوني في هذه الظروف العصيبة، وتمنيات الجزائر له بالشفاء العاجل وعودته سالمًا إلى ذويه”.

تساؤلات حول الموقف الرسمي البريطاني

ورغم تأكيد الشرطة أن الحادثة “لا تحمل طابعًا إرهابيًا”، يرى مراقبون أن التوصيف الأمني في مثل هذه الحالات غالبًا ما يتأثر بخلفيات الجناة، إذ تُستبعد تهمة “الإرهاب” حين لا يكون المنفّذ مسلمًا، في حين تُعتمد المصطلحات ذاتها بسرعة في حوادث أخرى مشابهة، ما يثير جدلاً متجددًا حول ازدواجية المعايير في الخطاب الأمني والإعلامي البريطاني.

تضامن الجاليات العربية

وقد سادت أوساط الجالية الجزائرية والعربية في بريطانيا حالة من التضامن الواسع مع المواطن المصاب، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل صورًا وتعليقاتٍ تدعو له بالشفاء، وتثمّن موقف القنصلية الجزائرية وسرعة تحرّكها.

وأكدت منظماتٌ مدنية عربية أن هذه الحادثة “تذكيرٌ مؤلم بضرورة تعزيز ثقافة الأمن في المرافق العامة، وتطوير آليات الاستجابة السريعة لحماية الأرواح”.

بين أروقة المستشفى في هنتنغدون، يخوض سمير زيتوني معركته مع الألم بشجاعةٍ استثنائية، بينما يتابع وطنه وأبناء جاليته أخباره بالدعاء والاعتزاز.

وفي الوقت الذي تطرح فيه الحادثة تساؤلاتٍ حول معايير العدالة وسرعة الاستجابة، يبقى الأهم أنها كشفت عن وجهٍ آخر للمجتمع العربي في بريطانيا: وجه الشجاعة، والمسؤولية، والإنسانية.

 

مصدر الصورة: القنصلية العامة للجزائر في لندن


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة