القضاء البريطاني: تشجيع فريق كرة منافس قد يحرمك من الوظيفة
في حكم أثار جدلاً واسعًا، أكد قاضٍ في محكمة العمل بمدينة كرويدون جنوب لندن أن لأصحاب العمل الحق في رفض المتقدمين للوظائف إذا كان انتماؤهم الكروي قد يهدد “انسجام مكان العمل”.
القاضي د. رايت استشهد في حكمه بالمنافسة التاريخية بين فريقي أرسنال وتوتنهام هوتسبر، موضحًا أن شركة صغيرة يعمل جميع موظفيها كمشجعين متحمسين لأرسنال، قد تختار مرشحًا مشجعًا للفريق ذاته على حساب متقدم آخر بنفس المؤهلات لكنه من أنصار توتنهام، حفاظًا على التناغم الداخلي. وأضاف أن مثل هذا القرار يُعد قانونيًا، رغم أن المبالغة في تطبيقه قد تضر بمصلحة الأعمال.
خلفية القضية

وجاءت تصريحات القاضي أثناء نظر دعوى رفعتها الروسية “إم. كالينا” ضد شركة التسويق اللندنية “ديجيتاس” بعد رفض تعيينها. وكانت كالينا واحدة من مرشحين اثنين وصلوا للمرحلة النهائية، لكنها اتهمت الشركة بممارسة التمييز على أساس العرق والإعاقة.
وقالت كالينا إنها رفضت لأنها لا تذهب إلى الحانات ولا تستخدم الألفاظ النابية، معتبرة أن هذه الصفات جزء من “النمط البريطاني”. غير أن القاضي رفض هذا الطرح، مؤكدًا أن الصورة النمطية التي استندت إليها غير مثبتة، وأن المجتمع البريطاني يضم فئات منفتحة وأخرى متحفظة، ولا يمكن تعميم هذه السلوكيات كقاعدة.
الانسجام الثقافي في بيئة العمل

وأوضح القاضي أن “الملاءمة الثقافية” أو مدى انسجام المرشح مع الفريق قد تكون معيارًا مشروعًا في قرارات التوظيف، إذا جرى استخدامها بحذر. وأضاف: “لا يوجد ما يمنع قانونيًا مثل هذا التقييم، طالما الهدف هو الحفاظ على بيئة عمل متناغمة”.
في ختام الجلسة، رفضت المحكمة جميع دعاوى كالينا، معتبرة أنها غير مؤسسة قانونيًا.
وهذا الحكم يفتح الباب أمام نقاش واسع حول حدود سلطة أرباب العمل في اختيار الموظفين، ومدى إمكانية استخدام معايير “الانسجام الثقافي” لتبرير قرارات قد تُفسر بأنها تمييزية. فبينما يهدف القرار – كما أوضح القاضي – إلى الحفاظ على بيئة عمل متناغمة، إلا أنه قد يثير مخاوف من توسيع هامش الرفض بناءً على الانتماءات أو الاختلافات الشخصية، بما يتجاوز حدود المهنية.
المصدر: liverpoolecho
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
