الغلاء يدفع عددًا من البريطانيين إلى الاقتراض من السوق السوداء!
تدفع أزمة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة العديد من البريطانيين إلى الاقتراض بطرق غير قانونية؛ لتسديد أقساطهم وفواتيرهم.
وقد بدأ الأمر في عيد الكريسمس مع سارة التي كان عليها دفع الإيجار المقدَّر بقيمة 1.200 باوند إجمالًا، والمقسَّمة على دفعات؛ 200 باوند كل شهر، ولكنها لم تكن تملك المال الكافي فاضطرت إلى اقتراض 700 باوند من صديق صديقها “المقرض المحلي”. ورغم أن فائدة القرض كانت مرتفعة إلا أنها اضطرت لذلك؛ بسبب سوء سجلها الائتماني، وعدم وجود أقارب يمكنها اللجوء إليهم.
وقالت سارة – وهي أم لأربعة أطفال، وتبلغ من العمر 39 عاما -: “الوضع كان سيئًا لتراكم فواتير الإيجار”.
في البداية كانت الأمور تسير بشكل جيد؛ حيث كان المؤجر يأتي إلى منزلها كل شهر لاستلام مبلغ 200 باوند، والذي تؤمنه من عملها في المستشفى، ومن الائتمان الشامل، ولكن عندما حان موعد سداد الشهر الثالث طالبها بدفع كامل المبلغ دون أقساط. احتجت سارة مخبرة إياه أنها لا تستطيع ذلك، ولكنه أصر على موقفه مُعربًا عن عدم اهتمامه بوضعها، وأخبرها بأنها إن لم تدفع المبلغ المتبقي فسيطردها خارجًا!
الاقتراض من السوق السوداء لتلبية متطلبات الحياة اليومية
تلجأ سارة والكثيرون في بريطانيا إلى المقرضين غير الشرعيين الذين يقدّمون قروضًا غير موثقة وبفوائد عالية جدًّا. وفي بعض الحالات يستخدم هؤلاء المقرضون التهديدات والإكراه لاستعادة أموالهم؛ من خلال إرسال رسائل نصية مزعجة، أو أخذ البطاقات المصرفية، أو زيارة المقترض في وقت متأخر من الليل للمطالبة بالنقود في الحال. كما قد تتحول الأمور إلى أحداث عنف خطيرة مثل ما حدث مع سارة.
وقالت سارة مُعرِبة عن سوء التجرِبة التي حدثت معها: “لقد دمرني هذا الأمر عقليًّا ونفسيًّا. أطفالي خائفون في منزلهم، وأشعر بأنني أم سيئة لِمَا تسبّبت في حدوثه”.
ولا يُعرَف إلى الآن حجم القروض غير القانونية. وقالت كاث ويليامز من فريق تحري القروض غير القانونية: إن عدد الأُسَر المتضررة من الجائحة بلغ 310 آلاف أسرة، ولكن لم يُبلَّغ عن العديد من حالات الإقراض غير القانوني بوصفها ظاهرة مقلقة ومتنامية في أرجاء البلاد. وفي الأشهر الأخيرة شهدت المؤسسات الخيرية والمراكز المجتمعية ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة؛ حيث لجأ بعضهم إلى “قروش القروض”؛ لدفع مستحقات المدرسة والطعام، علاوة على الإيجار والفواتير.
هذا وقد حذر معهد “تشارترد” للمعايير التجارية من أن البيئة الاقتصادية الصعبة خلقت “فرصة هجوم مثالية” لقروش القروض والمحتالين على الفقراء وذوي الدخْل المحدود.
كما تُظهر بيانات من مؤسسة “Citizens Advice” المستقلة زيادة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم من بنوك الطعام؛ حيث أحالت المؤسسة الخيرية 25441 شخصًا في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير من هذا العام إلى بنوك الطعام بزيادة 26 في المئة مقارنة بالعام السابق. كما زادت الإحالات للحصول على مِنح لأساسيات أخرى مثل الملابس بنسبة 46 في المئة، في حينٍ ارتفعت فيه طلبات المساعدة في ديون الطاقة بنسبة 33 في المئة.
More than 14 million people won’t be able to afford their energy bills in October.
We’re calling for the government to increase benefits in line with inflation to help those already struggling. pic.twitter.com/6ECPPnLrAF
— CitizensAdvice (@CitizensAdvice) March 19, 2022
وقال جيرارد وودهاوس الرئيس التنفيذي لمركز “L6 Community Centre” في إيفرتون: إن الإقراض غير القانوني “منتشر” في ليفربول. وأوضح قائلًا: “الوضع هنا أسوأ من تجارة المخدرات؛ فالناس لا يقترضون المال لشراء المخدرات، بل من أجل العيش. إنها قروض لتسديد فواتير الكهرباء والغاز، وشراء الحفاظات، ودفع مستحقات المدرسة”.
وقال كذلك: إن المركز دعم 15 شخصًا كانوا يواجهون مشاكل مع قروش القروض منذ بداية العام – مقارنة بـ 12 شخصًا لعام 2021 بأكمله، ويخشى من تفاقم الوضع مع ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وفواتير الطاقة، وزيادة التأمين الوطني في نيسان/ أبريل.
اقرأ أيضا:
المناطق الأكثر تأثرًا بارتفاع ضريبة الكانسل في بريطانيا
جونسون يسعى لزيادة عامة في الضرائب على 25 مليون بريطاني
هذا مقدار الزيادة التي ستحصل عليها إذا كنت من مستحقي معونة ” يونيفرسال كريدت ” في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇