العرب في بريطانيا | العمال يخسر نفوذه في إلفورد مع تغيّر المشهد الس...

1447 محرم 21 | 17 يوليو 2025

العمال يخسر نفوذه في إلفورد مع تغيّر المشهد السياسي بفعل غزة وليان محمد

IMG-20250717-WA0054
صبا الشريف July 16, 2025

تتشكّل حركة سياسية جديدة في منطقة إلفورد نورث بقيادة الناشطة البريطانية-الفلسطينية ليان محمد، التي تطرح نفسها كبديل جاد للنائب العمالي ويس ستريتينغ. وتستند هذه الحركة إلى حالة من الغضب الشعبي إزاء موقف حزب العمال من الحرب على غزة، وإحباط واسع من تفاقم الفجوات الاجتماعية والاقتصادية.

وخلال فعالية جماهيرية كبرى نُظّمت في مركز “سيتي غيتس” للمؤتمرات في إلفورد، انضمت إلى محمد شخصيات بارزة من تيار اليسار البريطاني، من بينهم جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، وأندرو فاينستاين، عضو البرلمان الجنوب أفريقي السابق. وقد حضر الفعالية مئات من السكان المحليين، كثيرٌ منهم ساهموا في حملة محمد الانتخابية عام 2024، والتي خسرتها بفارق ضئيل لم يتجاوز 528 صوتًا.

وقالت محمد، البالغة من العمر 24 عامًا والمولودة في إلفورد، إن الهزيمة كانت مؤلمة، لكنها زادتها إصرارًا. ويثق فريقها بأن لديها فرصة قوية للفوز بالمقعد في الانتخابات القادمة عام 2029.

غضب تجاه موقف حزب العمال في ملف غزة

تضم إلفورد نورث عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، الذين عبّر كثيرٌ منهم عن استيائهم من موقف حزب العمال تجاه العدوان على غزة. فقد أسفر العدوان الإسرائيلي الشرس عن مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني، وتهجير سكان القطاع بالكامل البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

اتهمت محمد قادة حزب العمال – ومنهم ويس ستريتينغ، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ورئيس الحزب كير ستارمر – بأنهم يهتمون بالدعاية الإسرائيلية أكثر من أرواح الفلسطينيين. وقالت إن “غزة غيّرت العالم إلى الأبد”، وإن الحزب فقد صلته بالشعب في إلفورد.

ورغم أن ستريتينغ أقر بأن إسرائيل “تجاوزت حدود الدفاع عن النفس”، فقد دعم تصنيف مجموعة “بال أكشن” (Palestine Action) كمنظمة إرهابية، وقد تلقى تبرعات من رجال أعمال مؤيدين لإسرائيل، من أبرزهم تريفور تشين.

انقسامات داخل حزب العمال

العمال يخسر نفوذه في إلفورد مع تغيّر المشهد السياسي بفعل غزة وليان محمد

أثارت حملة محمد الانتخابية أيضًا تساؤلات بشأن علاقات ستريتينغ ببعض الشخصيات المثيرة للجدل، من ضمنهم مساعدون حاليون وسابقون واجهوا قضايا قانونية وسلوكيات مشبوهة، بما في ذلك إدانة بخرق قوانين الانتخابات وقضايا تتعلق بإهمال الأطفال.

وقال أندرو فاينستاين، الذي ترشح ضد كير ستارمر في دائرة كامدن، إن الغضب من الوضع السياسي العام يتجاوز اليسار التقليدي. وأضاف: “كان هناك كثير من الأشخاص الذين انخرطوا في السياسة لأول مرة”.

أما كوربين، فقد ذكّر الحضور أن حزب العمال تحت قيادته حصل على عدد أصوات أكبر من الذي حصل عليه ستارمر في انتخابات 2024. ووجّه انتقادات للحكومة بشأن استمرار دعمها لإسرائيل، وخصخصة نظام الرعاية الصحية، وتجاهل أزمة المعيشة.

ورغم أن كوربين لم يعلن رسميًا عن تأسيس حزب جديد، إلا أن النائبة زارا سلطانة قد صرحت بالفعل إلى بناء “منصة تنظيم مجتمعية” تجمع الأصوات المستقلة في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع كوربين، والإحصاءات الأولية تشير إلى وجود فئة لا يستهان بها تتطلع للتصويت للحزب اليساري الجديد.

ملامح تحول سياسي

قالت ليان محمد إن تركيزها حاليًا ينصب على خدمة مجتمعها المحلي، وإنها مستعدة للعمل مع كل من يشاركها نفس الرؤية، وأضافت: “الحزب الجديد المقترح أمر مشوق بالتأكيد”.

وقال أحد الحاضرين، ويدعى قاسم، إنه عمل في حملة محمد، ورفض اختزالها في قضية غزة فقط، وأضاف: “لو كانت الحملة تتعلق فقط بغزة، لما بقي كل هؤلاء الناس هنا”.

أما أرمان، وهو مسلم من داغنهام، فقال إنه كان عضوًا في حزب العمال حتى العام الماضي، لكنه انسحب بعد أن شعر بأن الحزب لم يعد يُمثل مجتمعات الأقليات، وقال: “العمال كان الحزب الذي يحفظ لنا الأمان، والآن بات يردد خطاب حزب الإصلاح اليميني المتطرف”.

وفي نهاية الأمسية، عبّرت محمد عن تفاؤلها، وقالت: “هذا أفضل ما حدث في إلفورد”، مؤكدة أن هذه الفعالية ستكون الأولى ضمن سلسلة من اللقاءات المجتمعية.

ووجّهت رسالة مباشرة لحزب العمال: “أنتم بعيدون كل البعد عن حياة الناس العاديين، أصدقائي وجيراني في إلفورد نورث”.

تعكس تجربة ليان محمد والتحالفات السياسية المحيطة بها تحولات بارزة في المشهد السياسي البريطاني، خصوصًا في المناطق التي تضم أقليات مثل إلفورد الشمالية. يعبر تراجع شعبية حزب العمال في هذه المجتمعات عن استياء واضح من مواقفه تجاه القضية الفلسطينية وحرب غزة.

تسلط الانتقادات الموجهة لوزير الصحة ويس ستريتنغ وعلاقاته المثيرة للجدل الضوء على أزمة ثقة بين الناخبين والحزب، ما يفتح الباب أمام مرشحين مستقلين مثل ليان وكوربين لاستقطاب الدعم عبر القرب من القضايا المجتمعية.

إعلان تأسيس حزب جديد بقيادة كوربين وزارا سلطانة يؤكد وجود رغبة حقيقية في تجديد الخريطة السياسية البريطانية، مع التركيز على تمثيل الأقليات والمهمشين بعيدًا عن سياسات الأحزاب التقليدية.

هذا المشهد يعكس تحديات حزب العمال، لكنه يبرز أيضًا قوة الحراك الشعبي واستعداد الأجيال الجديدة لبناء مستقبل سياسي أكثر عدلاً وتمثيلاً.

المصدر: ميدل إيست آي


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:34 am, Jul 17, 2025
temperature icon 22°C
overcast clouds
64 %
1017 mb
6 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 5:03 am
Sunset 9:09 pm