العداء مو فرح يكشف حقائق صادمة حول لجوئه لبريطانيا

اعترف النجم الأولمبي البريطاني العداء مو فرح في لقاء خاص على شبكة بي بي سي باعترافات صادمة للغاية حيث أكد أن “مو فرح” ليس اسمه الحقيقي وأنه دخل بريطانيا بطريقة غير شرعية عندما كان طفلا.
وذكر العداء الأسطورة في تفاصيل يكشف عنها للمرة الأولى، وصوله إلى بريطانيا بواسطة مهربين أحضروه بطائرة أقلعت من جيبوتي ومنحوه اسمه الحالي، وأن اسمه الحقيقي هو “حسين عبدي خان”.
وأشار فرح إلى أنه نُقِل من جيبوتي عندما كان في التاسعة من عمره، وأن امرأة لا يعرفها قد رافقته خلال رحلته، ثم أجبره المهرِّبون بعد ذلك على تقديم الرعاية لأطفال آخرين لسنوات عدة.
وقال العداء مو فرح : إنه أبقى الأمر سرًّا لسنوات، لكنه لم يَعُد يستطيع التكتم عليه. حيث أشار سابقًا إلى أنه دخل المملكة المتحدة برفقة والديه قادمًا من الصومال بوصفه لاجئًا.
العداء مو فرح …. من ضحية للاتّجار بالبشر إلى أفضل عدّائي العالم
Through this documentary I have been able to address and learn more about what happened in my childhood and how I came to the UK. I'm really proud of it and hope you will tune into @BBC at 9pm on Weds to watch. pic.twitter.com/rqZe41gFm8
— Sir Mo Farah (@Mo_Farah) July 11, 2022
لكن النجم أكد في فيلم وثائقي عرضته قناة البي بي سي أن والديه لم يسبق لهما زيارة المملكة المتحدة، إذ تعيش والدته وشقيقاه في مزرعة للعائلة في إحدى ولايات الصومال. حيث كان في الرابعة من عمره عندما قُتِل والده برصاصة طائشة خلال أعمال عنف في الصومال. (يُذكَر أن بعض مناطق الصومال أعلنت استقلالها في عام 1991، لكنها لمّا تنل الاعتراف الدولي بعد).
وأشار العداء مو فرح إلى أنه فُصِل عن عائلته في عمر الثامنة أو التاسعة، وأن عائلة أخرى تولت رعايته في جيبوتي، ثم نُقِل على متن رحلة جوية إلى المملكة المتحدة برفقة امرأة لم يعرفها قط!
أخبرته السيدة الغريبة أنه سيُنقَل إلى أوروبا للعيش مع أقاربه هناك، وكان متحمسًا في ذلك الوقت للصعود في أول رحلة جوية له.
وطلبت منه السيدة أن يُخبِر السلطات البريطانية بأن اسمه “محمد فرح”، وأعطته أوراقًا مزورة وُضِعت عليها صورته الشخصية واسمه الجديد.
وعندما وصل إلى المملكة المتحدة رافقته السيدة إلى شقتها في هونسلو غرب لندن، وصادرت منه الأوراق التي كُتِب عليها اسم أقاربه المزعومين.
وقال: “لقد أخذت مني الأوراق، فمزقتها ووضعتها في سلة المهملات، فعلمت حينها أنني في ورطة!”.
وأكد العداء أنه كان يضطر إلى العمل في رعاية الأطفال لكي يحصل على قوت يومه، وقالت له السيدة محذِّرة: “إذا أردت أن ترى أسرتك مرة أخرى فأبقِ الأمر سرًّا!”. وأضاف: “كنت أغلق باب الحمام وأبكي وحيدًا”.
خلال السنوات الأولى في المملكة المتحدة لم تسمح له السيدة بالالتحاق بالمدرسة، لكنه التحق بالصف السابع في مدرسة فيلثام عندما كان في الثانية عشرة من عمره.
وقيل للهيئة التدريسية آنذاك: إن مو فرح لاجئ أتى من الصومال، وقالت مدرسته في وثائقي البي بي سي: إنه أظهر سلوكًا وقحًا! وكان غير مكترث لدراسته في البداية، كما أنه لم يكن يتحدث إلا القليل من الإنجليزية، وكان طفلًا منعزلًا ثقافيًّا وعاطفيًّا.
وقالت: إن الأشخاص الذين زعموا أنهم والداه لم يحضروا اجتماعات أولياء الأمور.
كيف دخل العداء مو فرح مضمار العالمية؟

ولاحظ مدرِّس التربية الرياضية والبدنية أن مو فرح كان يستجيب لدروس الرياضة، ويُظهِر قدرات بدنية لافتة في مضمار ألعاب القوى.
إذ قال الأستاذ بيلا واتكينسون: “إن اللغة الوحيدة التي كان يفهمها مو فرح هي لغة الرياضة”.
ويؤكد العداء مو فرح أن الرياضة كانت شريان الحياة بالنسبة إليه، إذ قال: “إن الرياضة كانت الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله لتجاهل وضعي المعيشي، وكنت أمارس الركض في الخارج”.
وأخيرًا كشف مو فرح عن هُوِيته الحقيقية لأستاذ الرياضة، وأشار إلى أنه كان يُجبَر على العمل لدى عائلة السيدة التي جلبته من جيبوتي.
اتصل مدرس التربية الرياضية بقسم الرعاية الاجتماعية، وساعد مو فرح على الانتقال إلى كنف عائلة صومالية أخرى.
وقال: “إنني أفتقد أسرتي في الصومال، لكن انتقالي إلى عائلة أخرى كان لحظة تحول حقيقية”.
“شعرت أن كاهلي لم يَعُد مثقلًا بالعمل، فبدأت مواهبي بالظهور”.
بدأ مو فرح الذي حصل على لقب “السير” لاحقًا مسيرته الرياضية في سن الرابعة عشرة، وقد دُعِي إلى المشاركة في سباقات العدْو في مدارس إنجلترا، لكنه لم يكن يمتلك أوراق سفر نظامية في ذلك الوقت.
بعد ذلك ساعده مدرس الرياضة واتكينسون في التقدم على طلب الحصول على الجنسية البريطانية تحت اسم محمد فرح، ثم مُنِحت له الجنسية في تموز/يوليو عام 2000.
وفي الفيلم الوثائقي قال المحامي آلا بريدوك: إن مو فرح حصل على الجنسية عن طريق الاحتيال والتزوير من الناحية القانونية!
“لقد أنقذني الركض وجعلني مختلفاً” تعرّف على قصة العداء مو فرح
يُذكَر في هذا السياق أن الحكومة البريطانية قادرة على سحب الجنسية من أي مواطن إذا كان قد حصل عليها عن طريق الاحتيال.
ومع ذلك فقد أشار المحامي إلى أن احتمال سحب الجنسية من فرح ضئيل للغاية. وأضاف المحامي قائلًا: “يُعرَّف الاتجار بالبشر بأنه نقل الأشخاص بغرض استغلالهم”.
“لقد كان مو فرح مجبرًا على العمل في رعاية الأطفال عندما كان طفلًا صغيرًا. لقد عمل خادمًا في المنزل قبل أن يُخبر السلطات المختصة. إن كل هذه العوامل تمنع وزارة الداخلية من مصادرة جنسيته”.
وقال مو: “إنه روى قصته لدعم الأشخاص الذين عانوا من الاتجار والعبودية”.
وأضاف قائلًا: “لم أكن أعرف أن كثيرًا من الأشخاص عايشوا نفس الظروف التي مررت بها. لقد كنت محظوظًا للغاية”.
“لقد أنقذني الركض، وجعلني مختلفًا!”.
اقرأ أيضاً :
كيف تحتضن الأندية الرياضية البريطانية اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان؟
ترياثلون أول بطولة بريطانية تمنع المتحولين جنسيًا من المشاركة في السباقات النسائية
الرابط المختصر هنا ⬇