الصين تضرب من جديد: قوارب تهريب لاجئين معروضة للبيع عبر الإنترنت

في تحقيق جديد يكشف جانبًا من تعقيدات الهجرة غير النظامية، أُزيح الستار عن تورط شركات صينية في بيع ما يُعرف بـ”قوارب اللاجئين”، وعرضها بطريقة علنية عبر الإنترنت لمهربي البشر، في ظل تصاعد أعداد العابرين إلى أوروبا والمملكة المتحدة.
تورط صيني مباشر في تسويق القوارب

وبحسب تقرير نشرته صحيفة *The Telegraph* البريطانية، فإن منصة “علي بابا” الصينية الشهيرة للتجارة الإلكترونية تستضيف عشرات الموردين الذين يروّجون لقوارب مطاطية قابلة للنفخ، تُعرض تحت مسمى “قوارب لاجئين عالية الجودة”، مع وعود بإيصالها بسرعة إلى أوروبا.
ويُدرج بعض هؤلاء الموردين كلمات مفتاحية لافتة في عناوين إعلاناتهم، تشير إلى دول تشكّل محطات عبور رئيسة في رحلات الهجرة غير النظامية، مثل إيطاليا، وألمانيا، وتركيا، والمغرب، وليبيا. شركة *Weihai Yamar Outdoors Product Co* الصينية صرّحت للصحيفة بأن لديها “عددًا كبيرًا من الزبائن في أوروبا” يشترون قوارب لاجئين، دون أي اعتبار لاستخدامها.
أما شركة *Hubei Jinlong New Materials*، التي تُسوّق قوارب مطاطية تُعرف بـ”refugee inflatable rib boats”، فقد أكّدت أن السوق الأوروبية تمثل 25 في المئة من حجم مبيعاتها، وهي “السوق الأساسية” لديها.
نيفل بلاكوود، الخبير في إنفاذ القانون الدولي والضابط البريطاني السابق، صرّح للصحيفة بأن هذه الأنشطة “تُمارس دون خوف من الملاحقة القضائية”، مضيفًا أن “الوضع على موقع علي بابا يُدار كما لو أنه تجارة اعتيادية”، في إشارة إلى انعدام الرقابة.
وحذر بلاكوود من خطورة هذه القوارب التي وصفها بأنها “هشة”، وتعمل بمحركات “لا تصلح للإبحار”، مؤكدًا أن “أرواح البشر معرّضة للخطر”، وأن “مجرد الإعلان عن هذه القوارب يُعد جريمة أخلاقية تهدد سلامة المهاجرين”.
موقف بريطاني وتحركات أمنية

من جانبها رحبت وزارة الداخلية البريطانية بما كشفه التحقيق، مؤكدة أن هذه الوقائع تُبرز مدى تعقيد سلاسل الإمداد العالمية التي تستغلها الشبكات الإجرامية في تسهيل عمليات التهريب.
وقال متحدث باسم الوزارة: “نحن نمتلك صورة استخبارية شاملة عن هذه الشبكات، ونعمل دون كلل على تفكيكها بالتعاون مع شركائنا الدوليين”.
وأشار إلى أن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة نجحت خلال الـ18 شهرًا الماضية في مصادرة أكثر من 600 قارب ومحرك، كما أُزيل نحو 18 ألف منشور أو صفحة أو حساب رقمي تروّج لخدمات مرتبطة بتهريب المهاجرين.
تعاون دولي وتمويل لعمليات استباقية

وأضاف المتحدث: “لا يمكن لأي دولة أن تواجه هذه الظاهرة بمفردها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، جمعت المملكة المتحدة ممثلين عن أكثر من 40 دولة، بينها الصين، في تحرّك دولي غير مسبوق يستهدف تفكيك شبكات التهريب”.
وتابع: “وزير الداخلية أعلن تخصيص تمويل إضافي قدره 33 مليون باوند، يُوجّه مباشرة إلى عمليات عالية التأثير تُنفّذها قيادة أمن الحدود، وتركّز على سلاسل التوريد غير المشروعة، والتمويلات السرية، ومسارات التهريب الممتدة من أوروبا والبلقان وصولًا إلى آسيا وإفريقيا”.
المصدر اكسبريس
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇