كيف تفرق بين علامات الشيخوخة الطبيعية والضعف الصحي؟

يواجه الإنسان تغيرات جسدية مختلفة مع التقدم بالعمر، من بينها فقدان القوة العضلية وضعف القدرة على التحمل.
لكن كيف يمكن التمييز بين التغيرات الطبيعية المصاحبة للشيخوخة وبين الضعف الصحي الذي عادةً ما يكون مؤشرًا على مشكلات أكثر خطورة، مثل الخرف؟
وفيما يلي نضع بين أيديكم بعض المعلومات عن الفروق الرئيسية بين علامات الشيخوخة ومؤشرات ضعف الصحة.
علامات الشيخوخة الطبيعية
تشير الدراسات إلى أن فقدان الكتلة العضلية مع التقدم في العمر يعد ظاهرة طبيعية، حيث يبدأ الجسم بفقدان ما بين 1 و2 في المئة من كتلته العضلية سنويًا بعد سن الأربعين، بينما تنخفض القوة العضلية بمعدل يتراوح بين 1.5 و5 في المئة سنويًا.
وأكدت دراسة نُشرت عام 2022 تؤكد أن فقدان القوة أمر حتمي مع التقدم في العمر، لكنه لا يعني بالضرورة الإصابة بالضعف الصحي أو الهشاشة، حيث إن الأخيرة ليست جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، بل ترتبط بعدة عوامل تؤثر على وظائف الأيض، والجهاز العصبي، والعضلات بشكل غير متكافئ.
ووفقًا لمنظمة “إيج يو كيه” (Age UK)، يعاني حوالي 10 في المئة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا من الضعف الصحي، وترتفع هذه النسبة إلى 50 في المئة بين من تزيد أعمارهم على 85 عامًا.
ويرى البروفيسور جون يونغ، المدير الوطني لشؤون كبار السن في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS England)، أن الضعف الصحي يُعرّف طبيًا بأنه حالة تجعل كبار السن أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، مثل السقوط، أو الإعاقة، أو دخول المستشفى، أو الحاجة إلى رعاية طويلة الأمد.
أعراض الضعف الصحي
وتتجلى أعراض الضعف الصحي في فقدان الوزن غير المبرر، والتعب المستمر، وتراجع القدرة الحركية، إضافة إلى مشكلات مثل ضعف البصر، وتراجع السمع، والتهاب المفاصل.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يبقون في منازلهم لفترات طويلة نتيجة ضعف قدرتهم على التحرك أو التفاعل مع محيطهم الاجتماعي.
ويؤثر الضعف الصحي بشكل كبير على قدرة الإنسان على مقاومة الأمراض، حيث إن تدهور الصحة يقلل قدرة الجسم على التعافي بسرعة.
فعلى سبيل المثال، قد يتعافى الشخص المسن السليم من التهاب بسيط في المسالك البولية خلال أيام، بينما قد يؤدي المرض نفسه إلى تدهور صحي خطير وطويل الأمد لدى شخص يعاني من الضعف الصحي.
هل يمكن الوقاية من الضعف الصحي؟
على الرغم من أن الشيخوخة عملية طبيعية لا يمكن إيقافها، فإن الدراسات تؤكد أن الضعف الصحي ليس مصيرًا حتميًا لكبار السن، بل يمكن الوقاية منه والتخفيف من تأثيراته من خلال تبني أسلوب حياة صحي.
ففي دراسة أُجريت عام 2018، تمكن 33 في المئة من المشاركين المصابين بالضعف الصحي من استعادة وضعهم الصحي السابق بعد عام واحد، وهو ما يعكس أهمية التدخل المبكر للحد من هذه الحالة.
ويشير الخبراء إلى أن الحفاظ على النشاط البدني، وتناول نظام غذائي متوازن غني بالسعرات الحرارية، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وتناول فيتامين (د)، يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرات الضعف الصحي.
كما توصي تقارير “جونز هوبكنز ميديسن” بممارسة تمارين القوة، واتباع نظام غذائي غني بالبروتينات، والحفاظ على التفاعل الاجتماعي، للحفاظ على قوة الجسم والعقل مع التقدم في العمر.
المصدر: Huffington Post
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇