مدارس في إنجلترا تحظر دروسًا عن الشرق الأوسط

قالت صحيفة الغارديان: إن جيل الشباب في بريطانيا يجهل طبيعة الصراع في فلسطين؛ بسبب حظر مدارس في إنجلترا الدروس التي تتناول موضوع الشرق الأوسط.
لماذا تمتنع مدارس إنجلترا عن تدريس تاريخ الشرق الأوسط؟

وبحسَب الصحيفة فإن نسبة الطلاب الذين درسوا عن الشرق الأوسط في المدارس الثانوية في بريطانيا لا تتجاوز 2 في المئة.
إضافة إلى أن عدد المدارس التي تقدم الدروس المتعلقة بتاريخ الشرق الأوسط لا يتجاوز 27 مدرسة.
وقالت صحيفة الأوبزرفر: إن بعض المدارس في بريطانيا تحظر تدريس طلابها أي شيء عن تاريخ الشرق الأوسط، رغم أهمية الموضوع بالنسبة إلى الطلاب.
ولعل السبب الرئيس وراء امتناع المدارس عن تدريس الموضوعات المتعلقة بالشرق الأوسط هو الخوف من اتهامها بالتحيز أو تشويه سمعة المدارس.
منظمات يهودية تتهم المناهج المدرسية بالتحيز لفلسطين

هذا وسحبت شركة بيرسون التي تنشر المناهج الدراسية في بريطانيا بعض النسخ من الكتب المدرسية؛ بسبب احتوائها على دروس خاصة بتاريخ الشرق الأوسط، وتزعم المنظمات اليهودية أن الكتب المدرسية تميل إلى الرواية الفلسطينية، في حين أظهرت النسخ المنقحة من الكتب المدرسية تحيزًا لإسرائيل.
وتعليقًا على ذلك قالت إحدى معلمات التاريخ في مدرسة ذات أغلبية مسلمة في جنوب شرق إنجلترا: إن إدارة المدرسة منعت إعطاء الدروس الخاصة بتاريخ الشرق الأوسط لطلاب الشهادة الثانوية.
وبحسَب المعلمة -التي رفضت ذكر اسمها- فإن إدارة المدرسة حذرت من أن إعطاء مثل هذه الدروس قد يحرض التلاميذ على الإدلاء بتعليقات معادية للسامية.
وقد أعربت المعلمة عن سخطها من السياسات التي تتبعها المدارس في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن قرار المدارس بعدم تدريس هذه الموضوعات هو قرار مجحف.
وقالت: “بصفتي مدرسة تاريخ فإن من المزعج منعنا من التحدث عن هذا الموضوع أمام الطلاب، إذ يمكننا تقديم كِلتا الروايتين (الفلسطينية والإسرائيلية) للطلاب، وهم سيدركون الجانب الإنساني فيهما”.
“لا يمكننا أن نستمر في تجاهل هذه الموضوعات في المدارس باعتبارها معقدة”.
“مساحة آمنة للنقاش”

وأكدت المعلمة أن طلابها كانوا فضوليين للغاية، وطرحوا بعض الأسئلة عن أسباب بدء الصراع في فلسطين، مشيرةً إلى أن ما يجري في فلسطين لا يزال مستمرًّا حتى اليوم، وهو من القضايا المعاصرة.
وبهذا الشأن قال ستيف آرتشر نائب مدير إحدى المدارس الثانوية في شمال غرب إنجلترا: إن المعلمين يشعرون بالحرج من الإجابة عن أسئلة الطلاب المتعلقة بما يجري في فلسطين.
وأكد آرتشر أن عدم توفير مساحة آمنة للطلاب لمناقشة هذه القضايا سيعود بتبعات سلبية على المجتمعات، وسيثير مزيدًا من التساؤلات بشأن ما يجري في فلسطين والشرق الأوسط.
وأضاف آرتشر: “لقد تاُثر الطلاب بالحرب الدائرة في غزة، فقد رسم أحدهم العلم الفلسطيني على يده، وهذا تعبير واضح عن التضامن مع فلسطين”.
وإلى جانب تدريس الروايات المختلفة لكيفية بدء الصراع في فلسطين، طلب آرتشر من المعلمين أن يوضحوا للطلاب تبعات الحرب التي تسبّب مزيدًا من العنف، والإشارة إلى أن ضحايا الحرب اليوم سينخرطون في الصراع في المستقبل.
هذا وأنشأ مدرِّس مادة التاريخ مايكل ديفيز مؤسسة (Parallel Histories) الخيرية لتوفير المواد والمناهج الدراسية التي تتناول الروايات المختلفة لِمَا يجري في فلسطين بما يسمح للطلاب أن يتبنوا وجهات نظرهم الخاصة.
وقد ارتفعت نسبة تحميل هذه المواد عبر الإنترنت لأكثر من 500 في المئة في تشرين الأول/أكتوبر مقارنة بإحصاءات شهر أيلول/سبتمبر.
وبهذا الشأن قال مدرس التاريخ مايكل ديفيز: “يتجنب المعلمون تدريس مثل هذه المواد خوفًا من اتهامهم بالتحيز، كما يخشى مديرو المدارس من تشويه سمعة مدارسهم”.
لكن ديفيز أكد ضرورة تدريس الموضوعات المتعلقة بالشرق الأوسط في المدارس، وقال: “لقد شارك الطلاب في المظاهرات المتضامنة مع غزة، ما فاجأ العديد من المعلمين”.
بدوره قال الدكتور كريس بايل مدير مدرسة لانكاستر رويال: “إن أحد أسباب تجنب المعلمين التحدث عن تاريخ الشرق الأوسط، هو أنهم لم يتعلموا عن ذلك عندما كانوا طلابًا في المدارس”، وأضاف: “لا يمتلك المعلمون ما يكفي من المعلومات عن الشرق الأوسط لتدريسها”.
وكان أستاذ التاريخ ديفيز قد نظم رحلات مدرسية إلى القدس والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين؛ للاستماع إلى مختلف الروايات المتعلقة بالصراع في فلسطين.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇