ما قصة السودانية سلا عبد الله التي أصبحت جراحة في بريطانيا؟
رحلة مذهلة تنطلق من أحياء لندن الشرقية إلى أروقة المستشفيات البريطانية المرموقة. هذه هي قصة سلا عبد الله، الشابة السودانية التي أثبتت للعالم أنّ الإصرار والعطاء يمكن أن يُحوّلان الحلم إلى حقيقة.
تبدأ القصة في أحياء لندن الشرقية، حيث ترعرعت سلا عبد الله، الشابة ذات الأصول السودانية البالغة من العمر 37 عامًا، والتي وضعت لنفسها هدفًا هو أن تصبح جرّاحة. قد يبدو هذا الحلم بعيد المنال في أوساط الشباب المنشغلين بمشاغل الحياة وصعوباتها، لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى سلا، التي رأت في طب الجراحة سبيلًا لتخفيف آلام الآخرين ومساعدتهم على الشفاء.
ولكن من أين بدأت سلا هذه الرحلة الملهمة؟ بدأ ذلك بفضل ما رأته وعاينته في وطنها الأم السودان. هاجرت -عندما كانت طفلة- مع أسرتها إلى المملكة المتحدة بحثًا عن حياة أفضل، واستشعرت منذ الصغر الظلم الذي يتعرض له الفقراء في السودان في مسألة الرعاية الصحية. وتقول سلا بهذا الصدد: “غادرنا السودان عندما كنت في العاشرة من عمري، ولكنني شهدت حينها أن من لا يملك المال قد يموت في سن مبكرة بسبب حالات يمكن علاجها بسهولة!”.
رحلة السودانية سلا عبد الله إلى عالم الجراحة في بريطانيا
ولم يكن الأمر سهلًا على سلا، إذ وصلت إلى بريطانيا وهي لا تجيد إلا اللغة العربية. إلا أنها لم تفقد الأمل أبدًا، بل غمرت نفسها بالعلم والتعلم. ومن هنا بدأت قصة ارتباطها بمدرسة روبرت كلاك، حيث وجدت دعمًا لا ينقطع من معلميها. ولم يكن لديهم شك في قدراتها، لذا عملوا جاهدين لمساعدتها على تحقيق أحلامها. وأعربت سلا عن امتنانها لهم، وقالت: “أدين بالكثير لمعلميّ في مدرسة روبرت كلاك الذين لم يترددوا في دعمي ومساندتي في تحقيق حلمي”. واستمرت سلا عبد الله في السعي وبذل الجهد إلى أن تُوجت جهودها بالحصول على لقب استشارية في مستشفى إيلينغ البريطاني.
وهنا يكمن ملمح مهم من ملامح القصة الملهمة، فلم يقتصر نجاح سلا على تحقيق حلمها الشخصي، بل تعدى ذلك إلى التزامها بخدمة الآخرين وتغيير حياتهم نحو الأفضل. وانطلاقًا من هذه العزيمة الكبيرة أسست الشابة السودانية جمعية (Operation International) التي توجه فرقًا من الجراحين والممرضين وأطباء التخدير للعمل في البلدان ذات الدخل المنخفض؛ بهدف إجراء عمليات جراحية مجانية وتدريب الأطباء المحليين.
وقادها شغفها وإصرارها إلى أقاصي غانا، حيث واجهت صعوبات مثل انقطاع التيار الكهربائي، لكن ذلك لم يمنعها من مد يد العون وتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين هناك. عملها كان ملهمًا للغاية، ويتجلى ذلك في تصميمها على تحسين حياة الآخرين.
وبالعودة إلى بريطانيا، لم تتراجع سلا عبد الله عن تحقيق نجاحات جديدة. فبدأت تختص في الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي العلوي، وتبذل وسعها لتحقيق ذلك. وتصف تخصصها بأنه حيوي لكنه يتطلب سرعة كبيرة، وتُجري عمليات تنقذ بها حياة كثيرين، مثل إزالة الزائدة الدودية الممزقة أو الأمعاء الميتة.
هذا وتوصي سلا من يريد أن يقتفي أثرها فتقول: “نصيحتي لأي شخص يفكر في دخول معترك الجراحة هي أن لا يستسلم أبدًا. إن العمل جرّاحًا يتطلب كثيرًا من الالتزام والعمل الجاد والتضحية، ولكنها مهنة مجزية جدًّا”.
المصدر: Robert Clack
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇