أرخص وأغلى مناطق بريطانيا للعيش في 2025.. أين تجد السكن المناسب؟

تُعرف مقاطعة كمبريا بجمالها الطبيعي الخلاب، حيث تضم أكبر البحيرات وأعلى القمم في إنجلترا، وكانت موطنًا لكبار شعراء الحركة الرومانسية. ومع هذا الجمال الساحر، ربما يُفترض أن تجعلها تكلفة المعيشة هناك بعيدة المنال لأصحاب الدخل المتوسط. لكن تحليلًا جديدًا أجراه (Telegraph Money) كشف أن المنطقة المحيطة بـبارو-إن-فيرنيس تُعد الأفضل قيمة مقابل المال في إنجلترا وويلز.
وأظهر التحليل، الذي استند إلى بيانات وطنية تشمل متوسط أسعار المنازل، ومتوسط الدخل، وفواتير الغذاء والطاقة، وتكاليف التنقل، أن منطقة بارو-إن-فيرنيس توفر توازنًا مثاليًّا بين الأجور المرتفعة نسبيًّا وتكاليف المعيشة المنخفضة، ما يجعلها الوجهة المثلى من حيث القيمة الاقتصادية.
وتُعَد المنطقة من المراكز الصناعية الكبرى في بريطانيا، حيث صُنِعت أول غواصة في البلاد هناك عام 1886، ولا يزال لشركة (BAE Systems) وجود كبير في المنطقة. وفي العام الماضي، أضافت الشركة 5,000 عامل جديد إلى قواها العاملة البالغة 12,000 موظف، بعد فوزها بعقد قيمته 4 مليارات باوند لصناعة غواصات نووية.
بارو-إن-فيرنيس في القمة

ويكشف التحليل أن متوسط الراتب في بارو-إن-فيرنيس يبلغ 37,962 باوند، وهو أعلى بقليل من المتوسط الوطني البالغ 37,430 باوند، أما أسعار المنازل فهي أقل بكثير من المتوسط، حيث يبلغ سعر المنزل هناك 185,073 باوند مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 293,000 باوند.
وفي هذا السياق علّقت ميشيل سكروغام، النائبة عن بارو، قائلة:
“لقد ولدت في هذه المنطقة وعشت هنا طوال حياتي، وأعتقد أن بارو-إن-فيرنيس من أكثر الأماكن التي يُستهان بها في البلاد من حيث إمكاناتها. الاقتصاد المحلي يشهد ازدهارًا، مدفوعًا بقطاعي الدفاع والطاقة، ووجود منطقة البحيرات على مقربة يجعلها مكانًا رائعًا للعيش”.
وأضافت: إن قوة العمل في شركة (BAE) ستنمو لتصل إلى 17,000 موظف بفضل العقود الأخيرة، إلى جانب استثمار حكومي بقيمة 200 مليون باوند في المنطقة خلال العقد المقبل، ما سيجعلها مكانًا أكثر جاذبية للعيش وتكوين الأسر.
مدن الشمال

إلى جانب بارو-إن-فيرنيس، جاءت دورهام، وسندرلاند، ودارلينجتون ضمن أفضل 10 مدن من حيث القيمة مقابل المال، حيث هيمنت مدن الشمال على التصنيف.
وبالمقارنة مع لندن وجنوب شرق إنجلترا، فإن تكاليف المعيشة في الشمال أقل بكثير، ما يعوض الفجوة في الأجور. فمثلًا تبلغ تكلفة السلع الغذائية الأسبوعية في شمال شرق إنجلترا 50.30 باوند، في حين ترتفع إلى 64.90 باوند في جنوب شرق البلاد.
حتى دورهام، المعروفة بجامعتها العريقة وكاتدرائيتها التاريخية، تُعد من المدن ذات القيمة الجيدة للمال. إذ يبلغ متوسط الراتب هناك 28,684 باوند، وهو أقل من المعدل الوطني، لكن أسعار المنازل منخفضة جدًّا حيث تصل إلى 134,670 باوند.
وفي بيشوب أوكلاند، إحدى مدن دورهام، أكد ديفيد لاند، رئيس مشروع أوكلاند، أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة، قائلًا:
“من غير المفاجئ تصنيف بيشوب أوكلاند ضمن أفضل المدن من حيث القيمة مقابل المال. مستقبل المدينة يبدو مشرقًا بفضل الاستثمارات المستمرة التي تسعى إلى تحويل مركزها التاريخي خلال السنوات الخمس المقبلة”.
دارلينجتون.. مدينة السوق ذات الاقتصاد المتنامي

احتلت دارلينجتون المرتبة العاشرة في التصنيف، ويرجع ذلك إلى اقتصادها المزدهر، لا سيما بعد إعلان وزارة الخزانة إنشاء مركز حكومي جديد هناك بحلول عام 2027.
وبهذا الشأن قال المستشار كريس مكيوان: “دارلينجتون مدينة سوق تاريخية جميلة، تقع في بيئة خلابة وتتميز بتنوع كبير في المساكن الحضرية. الاستثمارات الحكومية تدعم مشروعات تجديد وسط المدينة، ما يعزز من جاذبيتها ويدعم فرص الاستثمار”.
أسوأ المناطق من حيث القيمة مقابل المال

على الطرف الآخر من القائمة، جاءت المناطق التي تمتد فيها الرواتب إلى أقصى حد، لكن ارتفاع تكاليف المعيشة يجعلها أقل قيمة مقابل المال.
ومع أن لندن معروفة بكونها واحدة من أغلى الأماكن في بريطانيا، فإن بينزانس، في كورنوال، جاءت في المرتبة الأخيرة بوصفها أقل المدن قيمة مقابل المال.
وتُعد كورنوال واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية، حيث تضم عددًا من أجمل الشواطئ في بريطانيا، لكن الاعتماد على السياحة الموسمية جعل الأجور أقل بكثير من المتوسط الوطني، حيث تبلغ 23,521 باوند فقط.
وفي عام 2023، كشف تقرير نشره موقع (Cornwall Live) أن بينزانس لديها أدنى دخل أسري متاح في المقاطعة، ما يجعل المعيشة هناك صعبة للغاية رغم ارتفاع أسعار المنازل التي تبلغ في المتوسط 359,853 باوند.
أزمة الإسكان في كورنوال

ألقى المجلس المحلي في كورنوال باللوم على أصحاب المنازل الثانية والمستثمرين العقاريين في ارتفاع أسعار المنازل كثيرًا، ما أدى إلى أزمة سكنية حادة.
وبهذا الصدد قال ستيفن رينولدز، عمدة بينزانس: “السكن بأسعار معقولة يمثل أزمة حقيقية في مجتمعنا وفي كورنوال عمومًا، وهي مشكلة بدأت منذ بيع منازل المجلس في الثمانينيات. الحكومة رفعت أهداف الإسكان بشكل هائل، لكن دون زيادة كبيرة في نسبة المنازل الميسورة التكلفة، سيظل كثير من السكان المحليين يعيشون في شاحنات أو كرفانات أو في مساكن مؤقتة بتكاليف باهظة على دافعي الضرائب”.
وأضاف: إن انتشار المنازل الثانية والإيجارات القصيرة الأجل أدى إلى انهيار سوق الإيجار الخاص، منبّهًا إلى أن الحل الأمثل يكمن في منح كورنوال السلطة لوضع سياساتها الإسكانية الخاصة بها.
سلاو وهيثرو

واجهت سلاو وهيثرو (التي تشمل جزءًا من لندن الكبرى) مشكلات مماثلة، حيث أدت زيادة الطلب إلى ارتفاع أسعار المنازل إلى 571,987 باوند.
وفقًا لتقرير (Cities Outlook)، شهدت سلاو ثاني أعلى زيادة في أسعار المنازل بعد أكسفورد، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 3.7 في المئة، في حين بلغت الزيادة في أكسفورد 8.7 في المئة.
وفي ظل هذه العقبات، يُتوقَّع أن تدعم الحكومة إنشاء المدرج الثالث في مطار هيثرو، حيث أشارت التقديرات إلى أن المشروع سيوفر 70 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2050، مضيفًا 147 مليار باوند إلى الناتج المحلي الإجمالي، ما قد يوفر فرصًا اقتصادية جديدة لسكان المنطقة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇