فنانون ينتقدون تعاون دار الفنون باربيكان مع السفارة الإسرائيلية في لندن
انتقد أكثر من 50 فنانًا بريطانيًّا تعاون دار الفنون باربيكان مع السفارة الإسرائيلية في لندن لتنظيم حفل موسيقي.
وأشار الفنانون إلى أنه لا بد من محاسبة الحكومة الإسرائيلية؛ بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، ورأوا أن الحفل الموسيقي هو “محاولة لتلميع صورة نظام الفصل العنصري والتغطية على جرائم الاحتلال”.
وستُحيِي أوركسترا القدس الشرقية والغربية الحفل الموسيقي في دار الفنون باربيكان، وتصف الأوركسترا نفسها بالمجموعة المتعددة الثقافات، وتقول: إنها تضم عازفين من جميع شرائح “المجتمع الإسرائيلي”، حيث ينحدر العازفون من الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية”.
الحفل الموسيقي الإسرائيلي..محاولة لتجميل صورة الاحتلال
في حين يعمل قائد الأوركسترا توم كهين على دمج الموسيقى العربية وشمال الإفريقية بالموسيقى الكلاسيكية الغربية.
وفي هذا السياق قال قائد الفرقة: “إن بعض أعضاء الفرقة من الجناح الإسرائيلي المحافظ، وبعضهم الآخر من الجناح الليبرالي، لكننا نتفق جميعًا على أمر واحد هو أنه يمكننا تقديم أنفسنا بالطريقة التي نرغب بها شريطة ألا يؤذي أحدنا الآخر”.
وأضاف: “إن الغرض من الأوركسترا هو ابتكار موسيقى جديدة والاستفادة من أفضل الأعمال الموسيقية الغربية، ودمجها مع الأعمال الموسيقية في العالم العربي والإسلامي، التي تُعرَف بالألحان العاطفية العذبة”.
وسيرافق الأوركسترا الإسرائيلية المغني والعازف المغربي مهدي نصولي الذي سيعزف على آلة الكمبري، إضافة إلى ثلاثة عازفين مغاربة سيعزفون على آلة القرقب الإيقاعية.
وقد أرسل الفنانون المعترضون على الحفل رسالة مفادها: “فلْنكن واقعيين، إن هذا الحفل هو مجرد محاولة مثيرة للسخرية؛ لتصوير نظام الفضل العنصري على أنه نظام يؤمن بالتعددية، ولتجميل الاحتلال العسكري وإعطائه طابع التسامح، مع أن القدس لطالما عانت من القمع والعنف الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي”.
نشطاء حقوق الإنسان يدعون لمقاطعة الحفل
وتساءل الفنانون: “هل كانت دار الفنون باربيكان لتسمح باستضافة حفل فني من قبل نظام الفصل العنصري الذي كان قائمًا في جنوب إفريقيا آنذاك؟!”. ونقل الفنانون في رسالتهم تقارير منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولي التي تصنف النظام الإسرائيلي بوصفه نظام فصل عنصري.
ووقَّع على الرسالة العديد من الفنانين المعروفين بتضامنهم مع القضية الفلسطينية، أبرزهم: الممثلان ميريام مارجوليس وستيفن ريا، والمخرجان بيتر كوسمينكسي وكين لوتش، والكاتبة أهداف سويفت.
هذا ويدعو أنصار القضية الفلسطينية في بريطانيا إلى اتخاذ العديد من الإجراءات؛ ردًّا على انتهاكات الاحتلال، ولعل أبرز هذه المقترحات هو مقاطعة إسرائيل بالكامل، ويشمل ذلك مؤسساتها الثقافية والأكاديمية والتجارية والرياضية.
في حين يُفضِّل بعضهم الآخر مقاطعة النشاط الإسرائيلي فقط ضمن الأراضي المحتلة، ولا سيما القدس الشرقية والضفة الغربية، حيث يقول هؤلاء: إن المقاطعة والاحتجاجات يجب أن تُنظَّم ضد الحكومة الإسرائيلية وهيئاتها الرسمية باستثناء سكان دولة الاحتلال.
وبهذا الصدد تقول الحملة الفلسطينية لمقاطعة المؤسسات الثقافية والأكاديمية الإسرائيلية: “إن أي هيئة ثقافية لا تعترف صراحة بحقوق الفلسطينيين، أو تسعى لتلميع صورة إسرائيل وتبرير انتهاكاتها للقانون الدولي، ستكون هدفًا للمقاطعة”.
ويعتقد العديد من الناشطين أن المنظمات التي تسعى لتحقيق التقارب بين سكان دولة الاحتلال من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى، هي منظمات متواطئة مع دولة الاحتلال، وتسعى لتطبيع العلاقات بين الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وبين النظام الذي يحتله!
دار الفنون باربيكان ترفض إلغاء الحفل المدعوم من السفارة الإسرائيلية في لندن
وبحسَب جمعية “فنانون من أجل فلسطين” فإن المنظمات الحقوقية المغربية دعت الفنانين المغاربة الأربعة المشاركين في الحفل إلى الانسحاب.
وانسحب عد من الفنانين العالميين من الحفل، من ضمنهم لورد ولانا ديل راي، بعد الدعوات التي وجهها الناشطون لمقاطعة إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
وردًّا على رسالة الفنانين قال المتحدث باسم دار الفنون باربيكان الثقافية: “نرحب بالفنانين من جميع أنحاء العالم، ونتطلع إلى استضافة أوركسترا القدس الشرقية والغربية، وهي مجموعة متنوعة وموهوبة من الموسيقيين الذين يعزفون الموسيقى الفلكلورية الخاصة بالشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا”.
“إن الأعمال الفنية الدولية تحظى غالبًا بدعم الحكومات، لذا فإننا نقدر دعم السفارة الإسرائيلية في بريطانيا لهذا الحدث”.
اقرأ أيضًا:
تهديد خليجي لتراس: نقل السفارة إلى القدس بكفة و اتفاقيات التجارة الحرة بالكفة الأخرى!
انخفاض مرتبة بريطانيا عالميًا في مؤشر حرية التعبير
فنان بريطاني عراقي يطالب متحف تيت بإعادة تمثال آشوري للعراق
الرابط المختصر هنا ⬇