ظروف مروعة في ثلاثة أرباع السجون في بريطانيا مع تنامي الاكتظاظ!
كشف تحقيق أعدته صحيفة الأوبزرفر البريطانية عن ظروف مروعة في ثلاثة أرباع السجون في بريطانيا، حيث يواجه السجناء معاملة غير إنسانية ويقيمون في زنازين مكتظة!
تدهور أوضاع السجون في بريطانيا
وحذر مفتشون من أن الوضع في أكثر من ثلث السجون البريطانية لم يَعُد آمنًا، في ظل تدهور الخدمات والمعايير الإنسانية.
وفي هذا السياق قال كبير مفتشي السجون ورئيس لجنة العدل في حزب المحافظين: إن اكتظاظ السجون زاد معاناة السجناء الذين يبلغ عددهم نحو 86753 في كل سجن على حدة، وقد يصل الرقم خلال السنوات الأربع القادمة إلى مئة ألف.
في حين يبلغ عدد الزنازين الفارغة في كل من إنجلترا وويلز نحو 947 زنزانة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الزنازين الاحتياطية غير ملائمة لاستقبال السجناء الجدد.
ويأتي ذلك بعد ورود كثير من الأخبار عن ارتفاع عدد الوَفَيَات وحالات الانتحار المسجلة في السجون البريطانية، إضافة إلى الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة، سواء بين السجناء أم بين السجناء والموظفين.
وسجّلت سجون النساء ارتفاعًا في حالات إيذاء النفس بنسبة 51 في المئة حتى شهر حَزيران/يونيو الماضي.
إطلاق سراح مبكر!
وبهذا الصدد قالت أندريا ألبوت رئيسة جمعية مسؤولي السجون في بريطانيا: يجب على الحكومة وضع خطة للإفراج المبكر عن بعض السجناء.
وأكدت أنه في ظل اعتماد الحكومة على مجموعة من القوانين الصارمة، وبالنظر إلى ازدحام السجون وزيادة عدد السجناء في الزنازين الاحتياطية، والاعتماد على موظفين عديمي الخبرة فإنه لا بدّ من التحرك الآن لحل مشكلة اكتظاظ السجون.
وأضافت: “يبدو أن السجون تحولت إلى [مستودعات لحشر السجناء]؛ إذ تقدم خدمات متردية للغاية، ويبقى السجناء محبوسين 22 ساعة يوميًّا، ما يزيد الوضع سوءًا!”.
“على الحكومة أن تفكر في مخططات جديدة لإطلاق سراح بعض المساجين مبكرًا؛ لأن الحل الأمثل لأزمة اكتظاظ السجون هو تقليل عدد السجناء”.
هذا ونظرت صحيفة الأوبزرفر في نتائج عمليات التفتيش التي خضع لها 123 سجنًا في بريطانيا، وثبت أن 95 سجنًا لم تستوف المعايير المطلوبة لخدمة المساجين.
وقال خبراء التفتيش: إن إدارات السجون لم تُنهِ العمل بقواعد التباعد الاجتماعي التي اتُّخِذت أثناء انتشار الوباء، فما زال السجناء يُترَكون في الزنازين أوقاتًا طويلة!
وحذر مفتشو السجون من التدهور الكبير لأوضاع المساجين في سجن بريستول، الذي أصبح أحد أخطر السجون في البلاد، بعد تسجيل ثماني حالات انتحار، واتهام أحد السجناء بقتل زميله، حيث يشهد السجن انتشارًا للعنف والمخدرات.
وبهذا الخصوص علَّق كبير مفتشي السجون بوب ديلان على نتائج لجنة التفتيش قائلًا: “إن وضع السجون أصبح سيئًا جدًّا، وقد يُلحِق السجناء الأذى بأنفسهم وبغيرهم إذا لم يخضعوا لبرامج إعادة التأهيل أثناء فترة سجنهم”.
وزارة العدل تؤكد انخفاض أعمال العنف في السجون!
بدورها ردت وزارة العدل على تقرير لجنة التفتيش، مؤكدةً تراجع عدد حالات العنف في السجون بنسبة 23 في المئة مقارنةً بما كانت عليه قبل انتشار الوباء.
وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة ملتزمة ببناء 20 ألف سجن حديث لتوفير المساحة الكافية للسجناء.
وقال متحدث باسم الحكومة: “تبذل الحكومة جهودًا حقيقية لتوفير سجون آمنة، وإخضاع المساجين لبرامج إعادة التأهيل؛ للحد من الجرائم والحفاظ على السلامة العامة”.
“ونتيجةً لهذه الجهود انخفض معدل أعمال العنف في السجون مقارنةً بما كان عليه في عام 2019، إذ استثمرت الحكومة 100 مليون باوند لتعزيز الإجراءات الأمنية في السجون، واستخدمت التكنولوجيا للكشف عن الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأدوات التي تغذي العنف بين المساجين”.
“وفي أثناء ذلك، تعمل الحكومة على تطبيق خطة لتوسيع السجون هي الأولى منذ أكثر من قرن، إضافة إلى توفير التعليم للسجناء، وتوظيف أكثر من 5000 ضابط إضافي للإشراف على أمن السجون”.
يُذكَر أن معظم السجون في بريطانيا تخضع للتفتيش باستمرار؛ للتأكد من مراعاتها لمعايير احترام السجناء وتطبيقها لبرامج إعادة التأهيل.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇