السجن لشاب من يوركشاير نفّذ هجمات سيبرانية ضد حكومات في الخارج

قضت محكمة بريطانية بالسجن على شاب من يوركشاير بعد إدانته بتنفيذ هجمات سيبرانية واسعة استهدفت مواقع حكومية وإعلامية في أمريكا الشمالية واليمن وإسرائيل. القضية، التي كشفتها وكالة مكافحة الجريمة الوطنية البريطانية (NCA)، تسلط الضوء على الوجه المظلم للجرائم الإلكترونية، وكيف يمكن لشخص واحد أن يتسبب في فوضى رقمية ويعرض ملايين الأشخاص للخطر.
تفاصيل القضية

المتهم، الطاهري المشرقي (25 عامًا) من مدينة روذرهام، اعتُقل في أغسطس 2022 بعد تلقي أجهزة الأمن البريطانية معلومات استخباراتية من السلطات الأمريكية حول نشاط مجموعات قرصنة مرتبطة بأجندات متطرفة. وبحسب التحقيقات، كان بحوزته بيانات شخصية لأكثر من أربعة ملايين مستخدم لفيسبوك، بالإضافة إلى قوائم تحتوي على أسماء مستخدمين وكلمات مرور لخدمات مثل نتفليكس وباي بال.
في 15 أغسطس الجاري، أقرّ المشرقي بالذنب في تسع تهم بموجب قانون إساءة استخدام الحاسوب لعام 1990، وحُكم عليه بالسجن 20 شهرًا من محكمة شيفيلد كراون. وأكدت الـNCA أن المتهم كان على صلة بمجموعة “الجيش السيبراني اليمني”، حيث عُثر على أدلة من حاسوبه وهواتفه تثبت اختراقه مواقع حكومية يمنية وموقعًا إخباريًا إسرائيليًا، إضافة إلى مواقع دينية ومؤسسات عامة في كندا والولايات المتحدة مثل مجلس المياه في ولاية كاليفورنيا.
الأثر والاعترافات

أوضحت الوكالة أن المشرقي اعتمد على استهداف المواقع ذات الحماية الضعيفة، وأنه تباهى على منتديات القرصنة باختراق أكثر من ثلاثة آلاف موقع خلال ثلاثة أشهر فقط عام 2022. كما استخدم صفحات مخفية على المواقع التي اخترقها للترويج لأفكاره السياسية والدينية. وبحسب نائب مدير وحدة الجرائم الإلكترونية في الـNCA، بول فوستر، فإن هجماته “أحدثت اضطرابًا واسعًا وأعاقت عمل المؤسسات المستهدفة، فضلًا عن سرقة بيانات كان من الممكن أن تُستخدم للاحتيال على ملايين الأشخاص”.
تكشف هذه القضية أن الجرائم الإلكترونية لم تعد مجرد “جرائم في الظل” بل تهديد مباشر للأمن الرقمي العالمي، إذ يمكن أن تعطل الحكومات وتعرض حياة الملايين لمخاطر الاحتيال والانتهاك. في العرب في بريطانيا نرى أن مواجهة هذا النوع من الجرائم لا يكفي أن يكون عبر الملاحقات الأمنية وحدها، بل يتطلب أيضًا تعزيز التعاون الدولي، وتطوير أنظمة حماية رقمية أقوى، وتوعية المجتمعات بمخاطر الأمن السيبراني باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أمن الإنسان في العصر الرقمي.
المصدر: ميرور
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇