الذكاء الاصطناعي يدخل خط الدفاع الأول عن بريطانيا ضد الهجمات الإلكترونية
 
                    أعلن معهد آلان تورينغ، أبرز مؤسسة بريطانية لأبحاث الذكاء الاصطناعي، عن إطلاق مهمة وطنية جديدة تهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية في البلاد من الهجمات الإلكترونية، وجاءت الخطوة بعد أزمة داخلية أدت إلى استقالة مديره التنفيذي وسط ضغوط حكومية.
برنامج علمي لحماية الأمن السيبراني

وقال المعهد، الممول من الدولة، في بيان يوم الثلاثاء إنه سيباشر تنفيذ “برنامج علمي وابتكاري شامل لحماية بريطانيا من التهديدات العدائية”، في إطار إعادة هيكلة استراتيجية أعقبت استقالة الرئيسة التنفيذية السابقة جان إينيس الشهر الماضي، عقب تمرد من الموظفين ومطالب وزارية بإصلاحات جذرية.
تأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد المخاوف بشأن تعرض بريطانيا لهجمات إلكترونية متزايدة، خاصة بعد العطل الأخير الذي أصاب خدمات الحوسبة السحابية لشركة أمازون على مستوى العالم، والهجمات التي عطلت الإنتاج في مصانع جاجوار لاند روفر، وأثّرت على سلاسل التوريد في متاجر ماركس آند سبنسر وذا كو أوب.
دعم الدفاع والأمن القومي

من جهته، يترقب أن يقدم بلايث كروفورد، القائد السابق لمركز الحرب الجوية والفضائية البريطاني، تقريره الشهر المقبل حول الدور الذي يمكن أن يؤديه المعهد في دعم استراتيجية الحكومة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في مجالات الدفاع والأمن القومي والاستخبارات.
وأوضح رئيس مجلس إدارة المعهد دوغ غور، الذي شغل سابقًا منصب المدير التنفيذي لشركة أمازون في بريطانيا، أن نحو 78 مشروعًا بحثيًا تم إغلاقها أو تحويلها أو استكمالها لأنها لم تعد تتماشى مع التوجهات الجديدة للمعهد.
هذا وشهد المعهد اضطرابات داخلية منذ العام الماضي بعد احتجاجات من الموظفين ضد السياسات الجديدة، ما أدى إلى رفع بلاغ رسمي لمفوضية الجمعيات الخيرية من قبل مجموعة من العاملين.
غير أن غور أكد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن تلك المزاعم “خضعت لتحقيق مستقل من طرف ثالث” أثبت أنها “خالية من أي أساس”.
يُذكر أن المعهد يحمل اسم العالِم البريطاني آلان تورينغ، الذي ساهم في فك شيفرة آلة “إنيغما” خلال الحرب العالمية الثانية، ووضع الأسس الأولى للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك اختبار تورينغ الشهير الذي يقيس قدرة الآلة على محاكاة الذكاء البشري.
ويعتزم المعهد توسيع نطاق أبحاثه ليشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البيئة والصحة، من خلال تطوير أنظمة قادرة على التنبؤ الدقيق بالتغيرات المناخية والمحيطية لمساعدة السلطات في إدارة الأزمات، إلى جانب العمل على خفض الانبعاثات الكربونية في شبكات النقل والصناعة والبنية التحتية.
أما في القطاع الصحي، فسيركز المعهد على تطوير نماذج رقمية للقلب البشري، وهي تكنولوجيا حديثة في الطب الشخصي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تحسين العلاجات الطبية ونتائج المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية حادة.
وتأتي هذه التحولات في وقت تسعى فيه بريطانيا لتأمين بنيتها الرقمية وتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. ومع أن الإصلاحات داخل معهد آلان تورينغ تكشف عن توتر إداري، إلا أنها تمثل خطوة ضرورية لتوجيه البحث العلمي نحو أمن ورفاه المجتمع البريطاني في عصر رقمي متسارع.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
 

 
									 
                         
                                             
                                             
                                             
                         
                        