الداخلية البريطانية تتراجع عن رفض طلب لجوء سوداني بدعوى الأمان في بلده

تراجعت الداخلية البريطانية عن قرارها برفض طلب لجوء شاب سوداني، بعد أن تبين أن القرار كان قائمًا على معلومات قديمة تجاهلت وجود نزاع في وطنه.
يُذكَر أن الشب السوداني عبدول -وهو اسم مستعار- الذي تقدم بطلب لجوء إلى المملكة المتحدة، رُفِض طلبه بناءً على جملة خطية اعتبرت أنه “لا يوجد خطر حقيقي” عليه من العنف العشوائي الناجم عن الصراعات المسلحة في بلده. والمفاجأة الكبرى، أن هذه الجملة استندت إلى معلومات قديمة، حيث تجاهلت الأحداث الحالية وما تتخبط فيه السودان من نزاع مستمر منذ إبريل 2023.
وأثار هذا القرار المثير للجدل انتقادات واسعة النطاق، وطالب كثيرون وزارة الداخلية بالتحلي بالدقة والحذر قبل اتخاذ قراراتها. ومع تصاعد الضغوط، جاء دور وسائل الإعلام لتسلط الضوء على هذه القصة. وانتشر الخبر بعدما نشرت صحيفة “i” تقريرًا مفصّلًا عن حالة عبدول، ما دفع وزارة الداخلية إلى إعادة النظر في قرارها السابق.
الداخلية البريطانية تتراجع عن رفض طلب لجوء سوداني بدعوى الأمان في بلده

ونشرت الصحيفة ما يبيّن أن وزارة الداخلية استندت إلى معلومات عام 2021 لتقييم وضع السودان، في حين أن الحرب المدمرة اندلعت في إبريل 2023، ما يُظهر تباعد الأحداث بوضوح. وهذا الخطأ الفادح أطلق موجة من الانتقادات وأثار غضب كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى إثر ذلك طالب كثيرون بمعايير أكثر دقة في اتخاذ قرارات اللجوء.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت قصية عبدول قضية مثيرة للجدل بشأن سياسات اللجوء وإجراءاتها المتبعة في المملكة المتحدة. واللافت للنظر في هذه القضية أن التدخل الإعلامي قد نجح في قلب الكفة وتغيير القرار. وفي النهاية، قُبِل طلب عبدول للجوء، وتلقى تصريح الإقامة في المملكة المتحدة بعد مراجعة القرار السابق.

وقد فرح عبدول كثيرًا بالقرار النهائي، وأشار إلى أهمية توفير الأمان وإتاحة الفرصة لبدء حياة جديدة. ويسعى الآن إلى تعلم اللغة الإنجليزية وبناء مستقبل وظيفي بوصفه مهندسًا. لكن أكثر ما يتطلع إليه ويرجو تحققه هو اجتماع شمله مع زوجته، التي لا تزال عالقة في منطقة النزاع في السودان، ولم ير الزوجان بعضهما منذ منتصف عام 2019 عندما فر من السودان.
هذا وقال ستيف سميث، الرئيس التنفيذي لجمعية (Care4Calais) الخيرية للاجئين “مع احتدام الصراع في السودان، من الضروري أن تتمكن زوجته من الانضمام إليه في المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن. وعندها فقط سيكون قادرًا على التفكير في مستقبل أفضل، بعد الاطمئنان على أسرته ومتابعة حياته المهنية بوصفه مهندسًا”.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا:
- ريشي سوناك سيجبر طالبي اللجوء على العودة إلى بارجة بيبي ستوكهولم
- كم عدد الذين يعبرون القنال الإنجليزي بقوارب صغيرة، وكم طالبًا للجوء بينهم؟
- اتهام الحكومة البريطانية بتبني أساليب ملتوية للتخلص من طلبات اللجوء المتراكمة
الرابط المختصر هنا ⬇