الداخلية البريطانية ترفض تأشيرة لاجئة فلسطينية حاصلة على منحة دراسية!
رفضت وزارة الداخلية البريطانية منح تأشيرة لأمينة الأشقر، وهي لاجئة فلسطينية بلا جنسية حاصلة على منحة دراسية كاملة لمتابعة برنامج الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد (LSE). وتلقت الأشقر، التي نشأت في لبنان، إخطارًا من الوزارة يفيد بأن طلبها للحصول على التأشيرة قد رُفض بزعم أنه “يضر بالمصلحة العامة” دون تقديم توضيحات إضافية.
وجاء هذا القرار بالرغم من حصول الأشقر سابقًا على دعم من الحكومة البريطانية عبر منحة تشيفنينغ في عام 2019، التي مكّنتها من الحصول على درجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS).
وعقب هذا الرفض، استنجدت الأشقر بفريق من المحامين لإطلاق إجراءات مراجعة قضائية، لتكتشف لاحقًا أن وزيرة الداخلية آنذاك، سويلا برافرمان، قد أمضت على القرار بنفسها. وهذا الخلل في التواصل قاد فريقها القانوني إلى توجيه الاستئناف إلى المحكمة غير المناسبة.
الداخلية البريطانية ترفض تأشيرة لاجئة فلسطينية حاصلة على منحة دراسية!
ولاحقًا وجّه أحد القضاة انتقادات شديدة لوزير الداخلية الحالي، جيمس كليفرلي؛ لتقاعسه بشكل غير قانوني عن الكشف عن موافقته الشخصية على القرار، ما عرقل حصول الأشقر على تأشيرة طالب.
وتأملت الأشقر في تجربتها والصعوبات التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون، مشاركةً أفكارها ومشاعرها بعد رفض وزارة الداخاية منحها التأشيرة وتأثير ذلك على حياتها ومجتمعها مع “ميدل إيست آي”:
“بوصفي لاجئة فلسطينية من الجيل الثالث وُلدت وترعرعت في مخيم لبناني للاجئين، شهدت بنفسي الصعوبات والتحديات القاسية التي تعم هذه المخيمات. كان قبولي في برنامج الدكتوراه بمثابة فخر عظيم، ليس لعائلتي وأصدقائي فقط، بل لكل المجتمع في المخيم”.
وعلَّقت الأشقر على العقبات التي يعاني منها الفلسطينيون قائلة: “تثير هذه الحالة تساؤلات عن السبب الذي يجبر اللاجئ الفلسطيني على خوض معارك لتحقيق أي طموح له، مهما كان مشروعًا. لماذا تُحاط طرقنا بالعقبات؟ يبدو أن الحق الأساسي في الحرية في التنقل ومتابعة التعليم يُعَد حلمًا بعيد المنال بدلًا من كونه حقًّا مكفولًا لأمثالنا”.
وقد أثارت هذه الحادثة الجدل، وبخاصة في ضوء إنجازات الأشقر والإسهامات المحتملة التي كانت ستقدمها للحياة التعليمية في المملكة المتحدة. وأثارت القضية تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء رفض التأشيرة، مع افتراضات تشير إلى أنها قد تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة ودول أخرى.
وامتنع مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية عن التعليق على الموضوع، مشيرًا إلى أنها مسألة تخص وزارة الداخلية، التي لم تُصدِر بيانًا حتى اللحظة.
وعلى إثر هذه الحادثة أعرب كثيرون عن تضامنهم ودعمهم للأشقر، ويشمل ذلك خريجي تشيفنينغ الذين نظموا اعتصامًا تضامنيًّا مع الطبيب ميسرة الريس، الذي استشهد في ضربة إسرائيلية؛ ليسلطوا الضوء على الصعوبات والمشقات التي يكابدها العلماء والأطباء الفلسطينيون.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇