الداخلية البريطانية تخفي وفاة عدد من طالبي اللجوء!
كشفت دراسة جديدة أن عدد طالبي اللجوء الذين لقوا حتفهم في بريطانيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي في بريطانيا، أعلى من الرقم الصادر عن وزارة الداخلية البريطانية.
هل تعمدت وزارة الداخلية البريطانية إخفاء وفاة عدد من طالبي اللجوء؟
ويبدو أن الوزارة تعمدت إخفاء بعض حالات الوفاة، بعد أن أكدت وفاة خمسة طالبي لجوء فقط بين شهري كانون الثاني/يناير وحَزيران/يونيو من العام الماضي، في بيان أصدرته بناء على طلب منظمة (The Civil Fleet) لدعم اللاجئين.
لكن إحدى الجهات الأخرى تواصلت مع مكتب حرية المعلومات؛ للحصول على عدد دقيق لطالبي اللجوء الذين لقوا حتفهم خلال الفترة نفسها، لتظهر البيانات أن عددهم يصل إلى 14 بدلًا من 5، أي نحو ثلاثة أضعاف الرقم الذي كشفته وزارة الداخلية.
وتذرّعت وزارة الداخلية بأن سبب الاختلاف في أعداد وفيات طالبي اللجوء الصادرة عن مكتب حرية المعلومات، هو طريقة طرح السؤال!
وأشارت الوزارة إلى أنها عندما طرحت السؤال على مكتب حرية المعلومات بشأن عدد طالبي اللجوء المتوفين، فإن السؤال لم يشمل أولئك الذين توفوا في أماكن مختلفة عن السكن المقدم من وزارة الداخلية.
على سبيل المثال: إذا أصيب أحد طالبي اللجوء بنوبة قلبية ونُقِل إلى المستشفى وتُوفِّي هناك، لا يحسب في عداد طالبي اللجوء الذين فارقوا الحياة ضمن السكن المقدم من وزارة الداخلية.
وقالت وزارة الداخلية: يجب على جميع القائمين على أماكن سكن طالبي اللجوء الإبلاغ عن أي حالة وفاة لطالبي اللجوء خلال أربع ساعات من حصول الوفاة.
أعداد الوفيات بين طالبي اللجوء تفتقر إلى الشفافية!
لكن المصدر الآخر قال: إن سؤاله الموجه إلى مكتب حرية المعلومات بشأن أعداد طالبي اللجوء المتوفين، شمل جميع حالات الوفاة وآخر مكان سجلت فيه حالات وفاة طالبي اللجوء.
يُذكَر أن ناشطي حقوق الإنسان أدانوا وزارة الداخلية البريطاني؛ لافتقارها إلى الشفافية في طريقة سؤالها لمكتب حرية المعلومات عن عدد الوفيات بين طالبي اللجوء.
ويأتي ذلك بعد أن تحدث ناشطون عن تصاعد المخاوف بشأن انتشار المشكلات النفسية بين طالبي اللجوء، الذين حاول بعضهم الانتحار؛ بسبب ما مروا به من صدمات نفسية أثناء فرارهم من الصراع في بلدانهم.
إلى جانب ذلك يخشى طالبو اللجوء من إمكانية ترحيلهم إلى رواندا، فضلًا عن وضعهم في أماكن الإقامة الجماعية مثل بارجة بيبي ستوكهولم، وفي معسكرات اللاجئين في كل من بورتلاند ودورست وويذرسفيلد وإسيكس.
هذا وطالب مكتب مفوضية المعلومات وزارة الداخلية البريطانية بالكشف عن الأعداد الحقيقة للمتوفين من طالبي اللجوء بناءً على طلب جمعية (The Civil Fleet).
أسباب وفاة مجهولة!
وقد حصلت الجمعية على بيانات تكشف عن وقوع 22 حالة وفاة بين طالبي اللجوء العام الماضي، ويشمل ذلك 16 حالة وفاة مجهولة السبب، إضافة إلى أن المتوفين هم من طالبي اللجوء القادمين من جميع أنحاء العالم، ويشمل ذلك الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وكان العديد منهم في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، ومنهم رجل إيراني يبلغ من العمر 19 عامًا توفي في كانون الأول/ديسمبر الماضي في ميدلاندز، ولا يوجد تفسير لوفاته، إضافة إلى رجل ألباني آخر يبلغ من العمر 27 عامًا توفي على متن سفينة بيبي ستوكهولم في الشهر نفسه، بعد ورود خبر انتحاره.
وبهذا الصدد قالت ديبوا كولز مديرة التحقيقات في (The Civil Fleet): “بمجرد إضافة ثلاث كلمات إلى نص السؤال الخاص بعدد الوفيات بين طالبي اللجوء، وهي ‘آخر مكان توفي فيه طالبو اللجوء’، اتضح أن عددهم يساوي ثلاثة أضعاف العدد الذي كشفت عنه وزارة الداخلية!”.
وأضاف: “يبدو أن وزارة الداخلية تعمدت إخفاء حقيقة أعداد طالبي اللجوء الذين فارقوا الحياة في أماكن إقامتهم، ويجب على الوزارة أن تظهر مزيدًا من الشفافية بشأن عدد طالبي اللجوء المتوفين وظروف وفاتهم، بما يتماشى مع قوانين حرية المعلومات”.
“وقد علمنا بأن سياسات وزارة الداخلية البريطانية تؤثر سلبًا على صحة طالبي اللجوء، ولها دور في بعض هذه الوفيات، التي كان يمكن تجنبها، ويجب إجراء تحقيق مستقل في أسباب هذه الوفيات”.
المصدر: الغارديان
افرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C