45 عالمًا مسلمًا في بريطانيا يوقّعون على بيان يدين دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل
وقّع 45 عالمًا مسلمًا في بريطانيا على بيان يدين دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل، ويدعو الدول الإسلامية إلى إرسال جيوشها من أجل وقف الإبادة الجماعية في فلسطين.
وانتقد العلماء المسلمون الحكومة البريطانية، وقالوا: عارٌ على حكومة المحافظين الاستمرار في تقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري لنظام الفصل العنصري في إسرائيل، الذي يستمر بارتكاب مزيد من المجازر.
دعوات للضغط على السياسيين من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار
ودعا العلماء الحكومة البريطانية إلى وصف إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري، كما دعوا السياسيين المسلمين إلى حث زعماء الأحزاب على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وناشد العلماء جميع الحكومات في الدول الإسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتجميد جميع الأنشطة التجارية معها وفرض حظر نفطي عليها.
وأكدوا أيضًا حق الشعب البريطاني في تنظيم المظاهرات السلمية نصرةً لفلسطين.
وورد في البيان الذي أصدره العلماء: “نوجه البيان الآتي بشأن الأزمة الراهنة في فلسطين، ونقول فيه: إن مصطلح النكبة يدل على الكارثة التي حلت بالفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم ونهب أملاكهم، وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية على يد المليشيات الصهيونية في عام 1948 وما بعده”.
وبالنسبة إلى الفلسطينيين فإن النكبة لم تنته بعد، كما أن الفظائع المروعة التي ارتكبتها إسرائيل منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، تأتي استمرارًا لنحو قرن من الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وإفقار الشعب الفلسطيني ومعاملته بوحشية، إضافة إلى حصار نحو 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، الذي وصفه عالم الاجتماع الإسرائيلي يتروح كيمرلينج بأنه أكبر معسكر اعتقال في العالم.
لقد أُسِّست الحركة الصهيونية ضمن البيئة الاستعمارية التي سادت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إضافة إلى أن دولة إسرائيل الصهيوينة ليست إلا مشروعًا استعماريًّا استيطانيًّا عنصريًّا أُسِّس على التطهير العرقي والتهجير القسري والسلب والممارسات الوحشية وإذلال الشعب الفلسطيني.
واعترفت منظمات حقوق الإنسان حول العالم بالطبيعة العنصرية لإسرائيل، ويشمل ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس وواتش ومنظمة (B’teslem) الإسرائيلية، وكذلك القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
نظام فصل عنصري
إن شهادة هذه المنظمات لا تدع مجالًا للشك بأن إسرائيل تتبنى نظامَ فصل عنصريًّا ضد الفلسطينيين، ومن ثَمّ فإن جميع من يقدمون الدعم لإسرائيل دون الاعتراف بهذه الصفة، هم أيضًا عنصريون ومفتقرون لأدنى المعايير الأخلاقية.
ويمكن القول: إن الممارسات الإسرائيلية تخالف ما كان سائدًا في عهد الخلافة الإسلامية حين كان اليهود يتمتعون بحماية الخليفة، ويشهد تاريخ الإمبراطورية العثمانية على ذلك، إذ منحت الخلافة حينها ملجأً للآلاف من أبناء الجالية اليهودية الذين طُرِدوا من إسبانيا في ذلك الوقت.
أضف إلى ذلك أن العديد من اليهود “السفارديم” الذين عاشوا في فلسطين قبل النكبة كانوا من أولئك الذين طُرِدوا من أوروبا إلى الدولة العثمانية.
وقتلت إسرائيل أكثر من 8000 فلسطيني، بينهم أكثر من 3500 طفل، وجرحت أكثر من 22 ألف شخص، ولا يزال 2000 شخص عالقين تحت الأنقاض حتى وقت كتابة هذا البيان، بينما ينفد الوقود من المستشفيات، وتخضع النساء للعمليات القيصرية ويُجري الأطباء عمليات بتر الأطراف للأطفال دون أي تخدير.
وتعقيبًا على ما ذُكِر نتوجه إلى الحكومة البريطانية والقادة السياسيين بما يأتي: علمنا أن رئيس الوزراء أصدر تعليماته لممثل بريطانيا لدى الأمم المتحدة بالامتناع عن التصويت على اقتراح الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى هدنة إنسانية دائمة وفورية، ووقف جميع الأعمال العدوانية على القطاع.
إن توجيهات رئيس الوزراء بالامتناع عن التصويت على هذا الاقتراح دليل واضح على افتقار الحكومة البريطانية للمعايير الأخلاقية.
عارٌ على الحكومة البريطانية أن تستثمر في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لنظام الفصل العنصري في إسرائيل، الذي يستمر بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في فلسطين.
ورفضت هذه الحكومة تبني أبسط المواقف الأخلاقية عبر رفضها وقف إطلاق النار في غزة والحفاظ على أرواح المدنيين.
هذا وقالت الحكومة البريطانية: إنها تدعو إلى هدنة إنسانية بدلًا من وقف شامل لإطلاق النار، إلا أن هذا ليس كافيًا لوقف معاناة السكان في غزة، بل يُعَد تواطؤًا مع المذابح المستمرة في القطاع.
وقد ظهر نفاق الحكومة البريطانية جليًّا بعد أن امتنعت الحكومة عن التصويت على قرار مجلس الأمن الداعي لإقامة هدنة إنسانية.
بل ذهبت الحكومة البريطانية أبعد من ذلك بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة حصارها الهمجي على غزة وتجويع المدنيين وقتلهم وقصفهم وتهجيرهم.
ومن هنا فإننا ندعو الحكومة البريطانية إلى الاعتراف رسميًّا بإسرائيل بوصفها نظام فصل عنصريًّا ودولة مارقة على خلفية تاريخها الطويل من الإجرام والانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان، إضافة إلى تصنيف جيشها منظمة إرهابية محظورة.
اتهام الحكومة البريطانية بممارسة النفاق
ويكمن نفاق الحكومة البريطانية في السماح لمواطنيها بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلي والمشاركة في الاعتداءات على المدنيين وعمليات ضم مزيد من الأراضي الفلسطنيية في انتهاك واضح للقانون الدولي، وهو ما يضرب بعرض الحائط التزام الحكومة البريطانية بالقوانين الدولية المتمثلة في دعم المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الأخرى في منع الحصانة عن المتورطين في الجرائم الدولية.
ندعو المسؤولين السياسيين المسلمين ويشمل أعضاء البرلمان وأعضاء المجالس المحلية من مختلف الأطياف السياسية إلى مطالبة رؤساء أحزابهم بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف قتل مزيد من الأبرياء.
ونتوجه إلى جميع قادة دول العالم الإسلامي، ونؤكد واجب جميع حكومات الدول الإسلامية المتمثل في إرسال جيوشها للتدخل في هذه النزاع واستعادة السلام وتطبيق العدالة.
ويُقتَل مزيد من الأبرياء ويُحرَم الناس من وسائل العيش مع مرور كل دقيقة، فكم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن تتحرك الحكومات؟!
نوجه نداءنا إلى جميع الحكومات وزعماء الدول الإسلامية للتدخل عسكريًّا في غزة، ولا نعني بهذا النداء الجهات غير الحكومية.
ويتعين على جميع الدول الإسلامية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وتجميد جميع الأنشطة التجارية معها على الفور، وفرض حظر على تصدير النفط إلى إسرائيل إن أمكن.
المصدر:Pillars 5
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇