ما سر قرار الحكومة البريطانية المفاجئ بالنظر في أجور قطاع التمريض
أعلنت الكلية الملكية للتمريض (RCN) تعليق إضراب قطاع التمريض، ودخلت في مفاوضات جديدة مع الحكومة البريطانية بعد أسابيع من الخلافات بشأن الأجور وظروف العمل.
وقد وصف الإعلام البريطاني هذه الخطوة بأنها نقطة تحول في موجة الإضرابات التي ضربت القطاع العام في بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة، ولا سيما بعدما أكد وزير الصحة ستيف باركلي مرارًا وتكرارًا عجز الحكومة عن تلبية مطالب النقابات الصحية بزيادة الأجور.
فما السر وراء قرار الحكومة بإعادة النظر في أجور قطاع التمريض؟
رحبت الكلية الملكية للتمريض بدعوة وزير الصحة ستيف باركلي للعودة إلى طاولة المفاوضات، واعتبرتها فرصة مهمة لتجنب الأضرار التي سيُلحقها الإضراب المقرر في الأول والثاني من مارس بالمستشفيات وأقسام الطوارئ.
وقد فاقمت الإضرابات المتلاحقة الأزمة التي تعصف بهيئة الخدمات الصحية (NHS) في بريطانيا. فإلى جانب إضراب قطاع التمريض أعلن المسعفون إضرابًا جديدًا عن العمل؛ للمطالبة بزيادة أجورهم، وصوَّت عشرات الآلاف من الأطباء المبتدئين لمصلحة الإضراب ثلاثة أيام خلال شهر مارس القادم.
وقد وصلت قوائم الانتظار في المستشفيات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في جميع أنحاء البلاد، وينتظر ملايين المرضى حاليًّا تلقي العلاج أو إجراء العمليات الجراحية. لذا تُعَدّ المفاوضات ضرورية بالنسبة إلى الحكومة والنقابات على حد سواء لانتشال القطاع الصحي من أزمته.
ما الذي يمكن أن تحققه المفاوضات؟
تؤكد مصادر وايتهول أن المفاوضات ستركز على زيادة الأجور بنسبة 4 في المئة في هذا العام، و5 في المئة أخرى في العام المقبل، وربما أكثر من ذلك.
وكانت الكلية الملكية للتمريض قد خفضت بالفعل طلبها من 19 إلى 9 في المئة، ما فتح الطريق أمام مفاوضات جديدة للحصول على أجور معقولة وإنهاء الإضراب.
ماذا عن نقابات القطاع العام الأخرى؟
من المقرر أن تركز الحكومة البريطانية في المفاوضات على مطالب الكلية الملكية للتمريض بدلًا من مطالب النقابات الأخرى (Unite) و(Unison) و(BMA)؛ لأنها ترى أن إضرابات قطاع التمريض وموظفي أقسام الطوارئ أشد خطورة على حياة المرضى.
وبخصوص إضراب المعلمين أعلن الاتحاد الوطني للتعليم (NEU) استعداده لتعليق الإضراب المقرر تنفيذه الأسبوع المقبل إذا أحرزت المفاوضات مع الحكومة تقدمًا ملحوظًا.
بالمقابل يُستبعَد أن تقدم الحكومة البريطانية تنازلات لعمال البريد الملكي والسكك الحديدية من أجل إنهاء إضراباتهم المقررة؛ لأن الحكومة مسؤولة جزئيًّا عن تحديد أجورهم، ولأنهم لا يتمتعون بنفس التعاطف الشعبي الذي يتمتع به موظفو القطاعات الأخرى.
لماذا عدلت الحكومة البريطانية عن رأيها؟
أعلن مكتب الإحصاء الوطني الثلاثاء 21 فبراير عن “فائض في الميزانية الموسمية” بلغ 5.42 مليار باوند في يناير، وهو الشهر الذي يدفع فيه ملايين البريطانيين إيصالات ضريبة الدخل الخاصة بهم.
لذا يبدو أن وزير الخزانة جيريمي هانت اتخذ قرارًا سريعًا باستخدام بعض الأرباح التي حققتها وزارته؛ لمساعدة هيئة الخدمات الصحية في حل مشكلة نقص الموظفين المزمن والحد من الإضرابات عبر رفع أجور قطاع التمريض.
اقرأ أيضًا:
إيقاف إضراب قطاع التمريض في بريطانيا مؤقتا
إضرابات قطاع التمريض.. كم تدفع دول أوروبا للممرضين مقارنة ببريطانيا؟
قطاع التمريض في بريطانيا يعلن عن إضراب في ديسمبر 2022 هو الأكبر في تاريخه
الرابط المختصر هنا ⬇