إضرابات قطاع التمريض.. كم تدفع دول أوروبا للممرضين مقارنة ببريطانيا؟
يُضرِب نحو 100 ألف ممرض وممرضة في المملكة المتحدة في الـ15 والـ20 من ديسمبر؛ من أجل زيادة الأجور. وسيكون هذا هو الإضراب الأكبر في تاريخ الكلية الملكية للتمريض، والأكبر في تاريخ هيئة الخدمات الطبية في البلاد.
وتشير أرقام الرواتب والتضخم إلى أن هذا ليس أمرًا مفاجئًا؛ فقد ارتفعت الرواتب الإجمالية السنوية لممرضات المستشفيات في المملكة المتحدة بنسبة 10 في المئة بالقيمة الاسمية، ولكنها انخفضت بنسبة 6 في المئة بالقيمة الحقيقية بين عامي 2010 و2019 وفقًا لمجموعة البيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
إضرابات قطاع التمريض
يُذكَر أن المملكة المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي أضرب فيها عمال الهيئة الصحية في عام 2022. ففي إسبانيا أضرب آلاف العاملين في مجال الصحة -ومنهم الأطباء العاملون في خدمات الطوارئ- في نوفمبر/تشرين الثاني. وقد طالبوا بمزيد من المعدات، إلى جانب الزيادة الكبيرة في أجورهم.
وفي فرنسا انضم العاملون في مجال الصحة إلى احتجاجات مماثلة في عدة مدن في يونيو/حزيران. وبدأ الأطباء في ألمانيا إضرابًا في مارس/آذار.
وأما في تركيا فقد أضرب العاملون الصحيون في مارس/آذار للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل. ونزلوا إلى الشوارع في عدة مدن تركية في يوليو؛ للمطالبة بمزيد من الإجراءات لمنع العنف بعد مقتل طبيب قلب برصاص أحد أقارب المرضى.
ووفقًا لجمعية الأطباء التركية فقد ترك آلاف الأطباء الأتراك مناصبهم؛ للعمل في الخارج خلال العقد الماضي. وهم يُفضِّلون في الغالب الانتقال إلى الدول الغربية ولا سيما ألمانيا.
رواتب الممرضات في العقد الماضي
هناك اختلافات كبيرة في رواتب الممرضات في جميع أنحاء أوروبا. ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كشف بعض البيانات في عام 2020 أن الرواتب السنوية الإجمالية الرسمية في المستشفيات تراوحت بين 11,880 يورو في ليتوانيا إلى 101,151 يورو في لوكسمبورغ، وتشمل مجموعة البيانات 25 دولة أوروبية.
وفي لوكسمبورغ كان الراتب المبدئي الإجمالي السنوي أعلى من 50 ألف يورو في سبع دول. وفي ألمانيا (46829 يورو)، وأما المملكة المتحدة (42588 يورو) فليست من بينها وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويتقاضى الممرضون في فرنسا وإيطاليا نصف ما يكسبونه في بلجيكا وسويسرا
وكان الراتب السنوي للممرضات في فرنسا (35531 يورو) أو إيطاليا (29222 يورو) أقل من نصف الراتب السنوي في بلجيكا (72508 يورو)، ونصفه بالضبط في سويسرا (70965 يورو).
مع أدنى رواتب للممرضات في ليتوانيا (11,880 يورو)، ثم تركيا (12,172 يورو) ولاتفيا (13,551 يورو).
الرواتب والقوة الشرائية
يتغير الترتيب عندما ننظر إلى الرواتب من حيث تعادل القوة الشرائية.
يمكن أن يؤدي استخدام تعادل القوة الشرائية إلى “القضاء على تأثير الفروق في مستوى الأسعار عبر البلدان”.
وفي عام 2020 تراوحت رواتب الممرضات على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص من 18700 يورو في ليتوانيا إلى 66800 يورو في لوكسمبورغ. وكان المتوسط بين دول الاتحاد الأوروبي 2035300 يورو. ومع أن الفجوات في تعادل القوة الشرائية بين البلدان أضيق مقارنة بالاختلافات في الرواتب الاسمية، فإنها لا تزال تختلف اختلافًا كبيرًا.
كيف تغيرت رواتب الممرضات في العقد الماضي؟
كان التغيير الاسمي في إجمالي الرواتب السنوية للممرضات بين عامي 2010 و2020 هو الأعلى في آيسلندا، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 123 في المئة في العقد الماضي. ويشير التغيير الاسمي إلى القيم التي حُصِل عليها عندما لا يؤخذ التضخم بعين الاعتبار.
وشهدت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي -مثل المجر (104 في المئة) وإستونيا (94 في المئة) وجمهورية التشيك (92 في المئة) وسلوفاكيا (91 في المئة)- زيادات كبيرة في هذه الفترة.
التغيرات في رواتب الممرضات باليورو بين عامي 2010 و2020
انخفضت رواتب الممرضات في ثلاث دول أوروبية بين عامي 2010 و2020، وهي: النرويج (1 في المئة)، وإيطاليا (4 في المئة)، واليونان (16 في المئة). وكان سبب الانخفاض في النرويج التغيرات في سعر الصرف.
التغيير بالقيمة الحقيقية: تراجع في المملكة المتحدة وركود في فرنسا!
إن التغيير من حيث القيمة الحقيقية له معنى كبير؛ لأنه يأخذ التضخم بعين الاعتبار. ومن بين تسعة بلدان مختارة ارتفعت الرواتب في سبعة بلدان بالأرقام الحقيقية بين عامي 2010 و2020 (المجر وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية التشيك وهولندا وإسبانيا وبلجيكا). ومع ذلك فقد انخفض بنسبة 6 في المئة في المملكة المتحدة في هذه الفترة (2010-2019) ولم يتغير في فرنسا.
التغييرات في رواتب الممرضات بالقيمة الحقيقية بين عامي 2010 و2020
هذا وتُظهِر الأرقام في المملكة المتحدة كيف انخفضت رواتب الممرضات بالقيمة الحقيقية، في حين ارتفعت الرواتب الاسمية بين عامي 2010 و2019. وكان الراتب الاسمي والراتب بالقيمة الحقيقية متساويين في عام 2010 عند 100 نقطة. ثم ارتفع الراتب الاسمي باستمرار ووصل إلى 110 نقاط في عام 2019. ومع أخذ التضخم بعين الاعتبار، انخفض الراتب بالقيمة الحقيقية تدريجيًّا حتى عام 2017، ليصل إلى 93 نقطة، وزاد بمقدار نقطة واحدة فقط في عام 2019.
اقرأ أيضا
قائمة الإضرابات المتوقعة في بريطانيا خلال شهر يناير 2023
حكومة بريطانيا ترفض التفاوض مع نقابات الممرضين لتجنب الإضرابات
الرابط المختصر هنا ⬇
