الحكومة البريطانية تلغي خطة حظر بيع غلايات الغاز بحلول 2035
في خطوة مفاجئة، قررت الحكومة البريطانية التراجع عن خطة حظر غلايات الغاز بحلول عام 2035، التي كانت قد أقرتها الحكومة السابقة بهدف تقليص الاعتماد على الغاز في تدفئة المنازل.
وكانت هذه السياسة جزءًا من معايير جديدة كان من المتوقع أن تنظم كيفية بناء المنازل في المملكة المتحدة، إلا أن التعديلات الأخيرة أثارت جدلاً واسعًا بين مؤيدي حماية البيئة وأصحاب المصالح الاقتصادية.
خطة الحكومة السابقة
وضعت حكومة حزب المحافظين السابقة خطة لتقليص استخدام غلايات الغاز تدريجيًّا من خلال حظر بيع غلايات جديدة بحلول عام 2035. وكان الهدف من هذه الخطوة هو تشجيع المواطنين على استبدال غلايات الغاز بمضخات حرارية أو طرق تدفئة بديلة صديقة للبيئة، وذلك للحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بتدفئة المنازل.
وقد تعرّض رئيس الحكومة السابق ريشي سوناك لانتقادات واسعة بعد قراره بتخفيف العديد من الإجراءات البيئية. ومن بين القرارات التي قوبلت بالرفض، تقليص الهدف إلى التخلص من 80 في المئة فقط من غلايات الغاز بحلول عام 2035، بدلًا من حظرها بالكامل. هذه التعديلات دفعت العلماء والخبراء إلى إدانة الحكومة بسبب ضعف التزامها بحماية البيئة.
يُشار إلى أن تدفئة المنازل باستخدام الغاز تسهم بشكل كبير في زيادة البصمة الكربونية في المملكة المتحدة، حيث شكّلت انبعاثات التدفئة المنزلية 18 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2021، ما يعادل انبعاثات سبع رحلات طيران عابرة للمحيط الأطلسي لكل غلاية غاز سنويًّا.
إلغاء الحظر بالكامل
وفي خطوة غير متوقعة، قررت الحكومة الحالية إلغاء الحظر بالكامل. ووفقًا لمصادر حكومية، فإن المعايير الجديدة للمنازل، التي يُتوقع نشرها قريبًا، لن تشمل أي حظر على غلايات الغاز، كما أنه لن تُفرض أي التزامات على المواطنين لاستبدال غلايات الغاز في منازلهم.
ورغم التراجع عن الحظر، ستتضمن القواعد الجديدة معايير دنيا لكفاءة الطاقة في المنازل الجديدة، ما يعني استبعاد تركيب غلايات الغاز في المنازل التي ستُبنى مستقبلًا. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة تمديد المنحة المقدمة بقيمة 7500 باوند لتشجيع المواطنين على تركيب المضخات الحرارية، في خطوة تهدف إلى تعزيز استخدام هذه التكنولوجيا.
الطاقة الشمسية: اختيارية وليست إلزامية
من جانب آخر، تشير التقارير إلى أن القواعد الجديدة قد تجعل تركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل اختياريًّا بدلاً من إلزامي، ما يتناقض مع وعود وزير الطاقة إيد ميليباند الذي تعهد في حملته الانتخابية بجعل الألواح الشمسية جزءًا من كل منزل جديد.
يُذكر أن دراسة حديثة أجرتها مؤسسة (MCS) أظهرت أن تركيب مضخات حرارية وألواح شمسية يمكن أن يوفر للأسر التي تعيش في منزل نموذجي مكون من ثلاث غرف أكثر من 46,600 باوند على فواتير الطاقة على مدى 25 عامًا. ولكن العديد من الخبراء حذروا من أن تغييرات الخطة قد تؤدي إلى زيادة تكاليف التدفئة بالنسبة للأسر، خاصة في حالة تخفيف القواعد بشأن تركيب الأنظمة البيئية.
وفيما يخص التوسع في استخدام المضخات الحرارية، تتخلف المملكة المتحدة عن العديد من الدول الأوروبية. ففي النرويج، يوجد 635 مضخة حرارية لكل ألف منزل، بينما في ألمانيا هناك 47 فقط، وفي المملكة المتحدة لا يتجاوز الرقم 15.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇