الحكومة البريطانية تحظر استيراد لحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات

في خطوة تهدف إلى طمأنة المستهلكين والمزارعين البريطانيين، أكدت الحكومة البريطانية أن لحوم الأبقار الأمريكية المعالجة بالهرمونات لن تدخل السوق البريطانية، وذلك رغم توقيع اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة يعزز التبادل التجاري في قطاع اللحوم بين البلدين.
ويأتي هذا الإعلان عقب التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع يسمح بتبادل ما يصل إلى 13 ألف طن من لحوم الأبقار بين الجانبين دون فرض رسوم جمركية، في محاولة لفتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين لندن وواشنطن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قلق في الأوساط الزراعية والمجتمعية
أثار الاتفاق جدلاً واسعًا داخل الأوساط الزراعية والبيئية، حيث أعرب كثير من المزارعين والمستهلكين عن قلقهم من احتمال تسلل لحوم أبقار أمريكية نُميت باستخدام هرمونات النمو إلى السوق البريطانية، وهو أمر محظور منذ عام 1989.
وفي تصريح حاسم، شدد وزير الخزانة البريطاني، دارين جونز، على أن “قواعد معايير الغذاء لم تتغير ولن تتغير نتيجة لهذا الاتفاق”. وأوضح أن الوكالات المختصة ستجري فحوصات صارمة عند الحدود للكشف عن أي آثار لاستخدام الهرمونات في اللحوم المستوردة.
ضوابط وتفتيشات على الحدود
أوضحت وزارة البيئة والشؤون الريفية (Defra) أن الجهات الأمريكية المصدّرة يجب أن تمتلك أنظمة رقابة صارمة، مضيفة أن آثار الهرمونات تُستخدم غالبًا في المراحل النهائية لتسمين الماشية، مما يُسهّل اكتشافها من خلال الفحوصات.
ورغم هذه التأكيدات، يظل القلق قائمًا بين مزارعي الأبقار البريطانيين الذين قضوا عقودًا في تطوير صناعة ترتكز على معايير صارمة.
وقال إيان ماكوبين، وهو مزارع من مقاطعة سري (Surrey): “قضينا 50 عامًا في بناء صناعة تقوم على الجودة والاهتمام بالبيئة والحيوان، والقلق الآن هو أن اللحوم القادمة من الولايات المتحدة قد تكون أقل جودة”.
ما حجم الواردات المتوقعة؟
وفق وزارة البيئة، تصدّر الولايات المتحدة حاليًا نحو ألف طن من لحوم الأبقار سنويًا إلى بريطانيا، تخضع لرسوم جمركية بنسبة 20%.
ومع تنفيذ الاتفاق الجديد، سيُسمح باستيراد ما يصل إلى 13 ألف طن سنويًا دون رسوم، أي ما يعادل شريحة لحم واحدة لكل بالغ بريطاني في السنة.
في المقابل، ستتمكن المملكة المتحدة من تصدير نفس الكمية إلى السوق الأمريكية برسوم جمركية مخفضة، فضلًا عن تقليل الرسوم على السيارات الفاخرة البريطانية والإيثانول الأمريكي.
مخاوف من ضعف الرقابة
أثارت الاتفاقية انتقادات من شخصيات عامة، مثل ليز ويبستر، مؤسسة حملة “أنقذوا الزراعة البريطانية”، التي قالت: “فتحنا أبوابنا أمام لحوم الأبقار والإيثانول من الولايات المتحدة مقابل إعفاءات على السيارات الفاخرة، لكن نظام التفتيش الحدودي ضعيف”.
وعبّر عددٌ من البريطانيين عبر الإنترنت عن نيتهم دعم اللحوم المحلية فقط، مشيرين إلى أهمية البحث عن شعار “ريد تراكتر” (Red Tractor) الذي يضمن مصدرًا بريطانيًا موثوقًا. وكتب أحدهم: “سأشتري لحومي من الجزار المحلي الذي يعرف المزارعين ومصدر اللحوم”.
ورغم أن دولًا مثل الولايات المتحدة وأستراليا لا تعتبر أن استخدام الهرمونات في تربية الماشية يشكل خطرًا صحيًا، إلا أن الكثير من المستهلكين البريطانيين لا يزالون متشككين، ويفضلون المنتجات المحلية التي تتميز بالشفافية والجودة.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًأ:
الرابط المختصر هنا ⬇