الجارديان: من المتوقع إعلان اعتراف بريطانيا بفلسطين كدولة اليوم
تترقب الأوساط السياسية في بريطانيا إعلانًا رسميًا اليوم الأحد يعترف بدولة فلسطين، في خطوة رغم رمزيتها تمثل تحوّلًا لافتًا في السياسة الخارجية البريطانية تجاه الشأن الفلسطيني. ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من التصعيد العسكري في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، ما دفع الحكومة البريطانية إلى المضي قدمًا رغم الضغوط الأميركية ومطالبات عائلات الأسرى لدى حماس بتأجيل القرار، وفقا لما ورد في صحيفة الجارديان.
في يوليو الماضي، تعهد ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين ما لم يقع تحسن ملموس في الوضع الإنساني، ووقف التوسع الاستيطاني، وتهيئة الظروف لحل الدولتين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع. لكن استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وتسارع خطط الاستيطان في الضفة الغربية دفع الحكومة البريطانية إلى المضي قدمًا بالقرار، معتبرة أن الشروط الثلاثة لم ولن تتحقق في ظل السياسة الإسرائيلية الراهنة.
وأكد حزب العمال أن الاعتراف “لا يمثل مكافأة لحماس”. ومن المتوقع أن تعلن الحكومة حزمة جديدة من العقوبات على حماس خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تكثيف مطالبها بالإفراج الفوري عن الأسرى.
رسالة سياسية
ديفيد لامي، نائب رئيس الوزراء والممثل البريطاني في الجمعية العامة، أوضح أن الخطوة جاءت ردًّا على “التوسع الاستيطاني الخطير وعنف المستوطنين في الضفة الغربية”، محذرًا من أن مشاريع مثل مشروع E1 الاستيطاني “تقوّض تمامًا أي فرصة لتحقيق حل الدولتين.”
وفي إسرائيل، شهدت تل أبيب تظاهرات حاشدة انضم إليها آلاف المتظاهرين وعائلات الأسرى، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف الحرب والتفاوض على صفقة تبادل تُنهي معاناة ذويهم.
القرار البريطاني لم يمر دون اعتراضات؛ فقد وجّهت عائلات بعض الأسرى الـ48 الباقين لدى حماس رسالة مفتوحة لستارمر، قالت فيها إن الاعتراف “عقّد جهود إعادة أحبائنا إلى منازلهم”، مضيفة أن “حماس احتفلت بالقرار ورفضت اتفاق وقف إطلاق النار.”
كما هاجمت وزيرة خارجية حكومة الظل بريتي باتيل القرار، متهمة ستارمر بأنه “يخضع لضغوط الجناح اليساري في حزبه على حساب المصالح الوطنية.”
معركة دبلوماسية مقبلة
يأتي الإعلان قبل أيام قليلة من انطلاق الاجتماعات رفيعة المستوى في قمة الأمم المتحدة في 23 سبتمبر، حيث يُتوقع أن يشكّل الملف الفلسطيني محور نقاش حاد بين القادة الدوليين. وقد وجد ستارمر نفسه في مواجهة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تعارض منح أي اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية.
ومع أن 147 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترفت بالفعل بفلسطين، فإن الخطوة البريطانية تأمل أن تمثل ثقلًا سياسيًا إضافيًا قد يعيد الزخم إلى مسار حل الدولتين، الذي تراه لندن مخرجًا وحيدًا لإنهاء الصراع.
يأتي هذا التطور بينما تواصل إسرائيل هجماتها المكثفة على مدينة غزة، حيث أفاد مسؤولو الصحة بسقوط 14 قتيلًا على الأقل ليلة السبت. وفي المقابل، تصر الحكومة البريطانية على أن الوضع الإنساني بلغ “مرحلة يائسة”، داعية إسرائيل إلى فتح مزيد من المعابر والسماح بدخول المساعدات لوقف المجاعة وسوء التغذية المتفشي في القطاع.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
