العرب في بريطانيا | الجارديان: كيف تصاعد عنف المستوطنين بالضفة الغر...

1447 جمادى الأولى 29 | 20 نوفمبر 2025

الجارديان: كيف تصاعد عنف المستوطنين بالضفة الغربية بعد وقف العدوان على غزة؟

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)
ديمة خالد November 18, 2025

تشهد الضفة الغربية المحتلة موجة متصاعدة من عنف المستوطنين، في وقت يكافح فيه المزارعون الفلسطينيون لاستكمال موسم قطف الزيتون وسط اعتداءات منظمة وواسعة النطاق. ويؤكد ناشطون ومنظمات حقوقية أن ما يحدث بات حملة ممنهجة تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في المناطق الريفية، في ظل ما يوصف بـ”إفلات كامل من العقاب”.

تصاعد خطير بالتزامن مع وقف العدوان على غزة

العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)
العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

تقول الصحيفة البريطانية إن عشرات الاعتداءات الجديدة سُجلت خلال الأيام الأخيرة في أنحاء متعددة من الضفة الغربية، حيث كثّف المستوطنون هجماتهم بعد اتفاق وقف العدوان على غزة قبل نحو ستة أسابيع، والذي أنهى عامين من المواجهات.

وسجّلت الأمم المتحدة في شهر أكتوبر وحده أكثر من 260 هجومًا نفذها المستوطنون وأسفرت عن إصابات أو أضرار في الممتلكات الفلسطينية، وهو العدد الشهري الأعلى منذ بدء التوثيق عام 2006.

ووفق اتحاد المزارعين الفلسطينيين، ارتفع معدل الاعتداءات على المزارعين لأربعة أضعاف مقارنة بما قبل العدوان المؤخر على غزة، مع هجمات تستهدف الحقول وأشجار الزيتون ووسائل الإنتاج الزراعي.

وسُجّلت اعتداءات خلال الأسبوع الماضي في عدة مناطق، أبرزها:

  • سنجل ومغَيّر: تخريب سيارات واقتحام أراضٍ زراعية.
  • بيت فوريك قرب نابلس: الاعتداء على مزارع وتخريب محاصيله.
  • بيت دقّو قرب القدس: الاعتداء على عمال زراعيين ومُلتقطي الزيتون.
  • الأغوار الشمالية (الفارسية): منع المزارعين من حراثة أراضيهم.
  • محيط قلقيلية: إحراق أشجار زيتون.
  • عقربا: مهاجمة مزارعين أثناء عملهم.

هجوم واسع على بلدة بيت لِيد … وإصابات وتخريب منشآت

أحد أكثر الاعتداءات خطورة وقع في بلدة بيت ليد قرب طولكرم، حيث هاجم عشرات المستوطنين المنطقة الصناعية في البلدة وأحرقوا عشرة مركبات، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين.

وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة مستوطنين ملثمين يعيثون فسادًا في مستودعات الأغذية والمحال التجارية.

وقال المتضرر محمود إدعيس: “ما نريده فقط هو أن نشعر بالأمان… لا يمكن أن نستمر في العيش في حالة خوف دائم”.

انتقادات نادرة من قادة الاحتلال… وتحقيقات بلا نتائج

ورغم التصريحات الرسمية لحكومة نتنياهو التي تنتقد اعتداءات المستوطنين، تؤكد منظمات حقوق الإنسان أنّ سلطات الاحتلال تتعمّد غضّ الطرف عن هذا العنف، بل وتوفّر له الحماية في بعض الحالات. وتشير المعطيات الرسمية إلى أنّ تحقيقًا واحدًا فقط من بين كل 20 تحقيقًا في جرائم المستوطنين ينتهي بتقديم لائحة اتهام، في حين تُسجَّل نسب إدانة أدنى من ذلك بكثير، ما يعزز شعور الفلسطينيين بانعدام العدالة واستمرار الإفلات من العقاب.

وفي قضية بيت ليد، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن ثلاثة من بين أربعة مشتبه بهم أُفرج عنهم سريعًا.

ارتفاع في عمليات إطلاق النار من جيش الاحتلال الإسرائيلي

إلى جانب عنف المستوطنين، شهدت الضفة الغربية ارتفاعًا في استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقوة المميتة.

فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل سبعة فلسطينيين خلال أسبوعين بنيران الجيش، بينهم:

  • ستة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا.
  • شاب (19 عامًا) قُتل بزعم إلقائه جسمًا متفجرًا نحو الجنود.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 1,000 فلسطيني في الضفة الغربية، بينهم:

  • 200 طفل.
  • 7 فتيات.
  • 20 امرأة.
  • ما لا يقل عن 7 من ذوي الإعاقة.

استهداف المتضامنين ومنع حماية المزارعين

منعت السلطات الإسرائيلية مئات المتطوعين والناشطين من الوصول إلى بلدة برقة الأسبوع الماضي بهدف مساعدة المزارعين خلال موسم الزيتون.
وفي الشهر الماضي، اعتُقل أكثر من 30 متطوعًا أجنبيًا قرب نابلس واحتُجزوا لأيام قبل ترحيلهم.

وقالت المتطوعة البريطانية هانا أويلهين: “جئنا لحماية المزارعين… لكننا عوملنا كمجرمين، وكان كل شيء مُصممًا لترهيبنا ومنع أي تضامن مع الفلسطينيين”.

وكان قطاع الزيتون يُدر على الضفة الغربية نحو 130 مليون دولار سنويًا قبل الحرب، لكن الإيرادات تراجعت بشكل حاد هذا العام بسبب اعتداءات المستوطنين ومنع الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم.

ويعتمد نحو 110 آلاف مزارع على موسم الزيتون كمصدر رئيسي للدخل، إضافة إلى 50 ألف عامل في الصناعات المرتبطة به.

وما يجري هو ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عبر التخويف والعنف المنظم، خاصة في ظل عجز واضح – أو تواطؤ صريح – من أجهزة الاحتلال في محاسبة المعتدين.

المصدر: الجارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة